صدر حديثًا، هذا الأسبوع، كتاب "الأمل" وهي أول سيرة ذاتية يتم نشرها من قبل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الذي يبلغ من العمر 88 عامًا، وهو أكبر بابا يتولى المنصب منذ أكثر من قرن.
ويأتي صدور الكتاب، بعد سلسلة من مشاكل صحية قد أثرت على البابا فرانسيس، ببعدما أجرى عملية جراحية كبرى في عام 2023، ومشاكل الركبة المستمرة التي تتطلب استخدامه لكرسي متحرك، فقد قرر البابا، رغم هذه الصعوبات، أن يصدر سيرته الذاتية، التي كان من المقرر في الأصل نشرها بعد وفاته، لتتزامن مع عام اليوبيل الذي دعت إليه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في عام 2025.
ماذا تكشف مذكرات البابا فرنسيس "الأمل"؟
كتب البابا فرانسيس هذه السيرة الذاتية الكاملة على مدار ست سنوات ماضية، وتبدأ المذكرات من السنوات الأولى من القرن العشرين، للكشف عن جذور البابا فرانسيس الإيطالية وهجرة أسلافه إلى أمريكا اللاتينية، فيحكي البابا عن جوانب طفولته، وحماسه وانشغالات شبابه، ودعوته، ثم تقلده المنصب البابوي حتى يومنا هذا.
وباعتبارها أول مذكرات على الإطلاق لبابا في منصبه، فإن كتاب "الأمل" هو حلم للناشر، مع قصة غنية بلغت ذروتها بانتخاب فرانسيس في عام 2013، ويروي الكتاب كيف نشأ "خورخي بيرجوليو"، حفيد المهاجرين الإيطاليين إلى الأرجنتين، في عائلة مترامية الأطراف، وكيف أحب كرة القدم ودرس الكيمياء، ثم انضم إلى الرهبنة اليسوعية وأصبح كاهنًا، ثم أصبح رئيس أساقفة بوينس آيرس، وعندما كان يخطط البابا السابق للتقاعد، بنديكت السادس عشر، كيف وتم ترشحه خلفًا له.
التعاطف مع هموم المهاجرين والفقر والدمار البيئي
ووفقًا لصحيفة ذا جارديا البريطانية، نجد في مذكرات البابا فرانسيس، أنه يتعاطف، من خلال تاريخ عائلته المهاجرة، مع الصراعات والمآسي التي يواجهها العديد من المهاجرين، وقد شكل هذا التعاطف جزءًا بابويته، وقد انتقد ما يراه من قسوة الحكومات في التعامل مع المهاجرين، وأولئك الذين يعانون من آثار الدمار البيئي، أو الفقر، وغيرها.
ويسرد البابا فرانسيس ذكريات حياته، في سردية حميمة، دون أن ينسى عواطفه الشخصية، كما يسلط الضوء على بعض اللحظات الحاسمة خلال بابويته ويكتب بصراحة وجرأة عن بعض أهم الأسئلة وأكثرها إثارة للجدل في عصرنا الحالي، منها الحرب والسلام، بما في ذلك الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، والهجرة، والأزمة البيئية، والسياسة الاجتماعية، وموقف الكنيسة تجاه المرأة، والجنسانية، والتطورات التكنولوجية، ومستقبل الكنيسة والدين بشكل عام.
البابا فرانسيس والصراع الدائم ما بين التقليديين والليبراليين
وتسألت صحيفة ذا جارديان لكن لماذا يرفض البابا- الذي تحدث بعطف مع المطلقين ومد يد الصداقة إلى الأشخاص مثليين وحث العلمانيين على وجودهم بدور أعظم في الكنيسة- قبول الكهنة الإناث؟ فيقول البابا عن إشراك النساء في إدارة الكنيسة: "يتعين علينا أن نمضي قدمًا"، ولكنه لا يقدم أي تفسير مرضٍ فيما يتصل بـ "الكهنوت".
ولكن على الرغم هذا، فإن الكتاب يقدم للقرأ، قصة رجل يعاني أحيانًا من الكآبة، ويحاول التعامل مع الصراع بين التقليديين والليبراليين، وهو يدرك تمام الإدراك مشاكل العالم وعيوب البشرية، ولكنه في الوقت نفسه مليء بـ "الأمل"، والأمل الذي يقوم على الإيمان، بدوره أحد أكثر الزعماء نفوذًا في هذا العصر.
ويتضمن كتاب "الأمل" مجموعة من الحكايات والأفكار المضيئة، والذكريات المثيرة والإنسانية، والأحداث المؤثرة والمضحكة في بعض الأحيان من حياة البابا فرانسيس.
0 تعليق