عمان- قيل في أدب النصيحة بين الناس: "إذا نصحت فانصح سرا لا جهرا، أو بتعريض لا بتصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح غرضك، فلا بد من التصريح له". هذه العبارة تختزل جوهر النصيحة، لكنها في الوقت ذاته تفتح باب التساؤل حول الحدود الفاصلة بين النصح البناء والتدخل غير المرغوب فيه. ففي كثير من الأحيان، تتحول محاسن النصح إلى مساوئ عندما تقدم بطريقة غير لائقة أو في غير وقتها المناسب.اضافة اعلان
العلاقات الإنسانية متشابكة بتعقيداتها، وكثيرا ما يجد الأفراد أنفسهم ضحايا لأخطائهم أو أخطاء الآخرين. وفي لحظات الضعف، قد يفتقر البعض للخبرة الكافية للتعامل مع ما يواجهونه من أزمات، مما يدفعهم للبحث عن طوق نجاة عبر النصائح التي يقدمها المحيطون بهم. لذا يلجأ البعض لهذه النصائح بشكل عفوي داخل الأسرة أو بين الأصدقاء والمعارف، بينما قد يشعر آخرون بضرورة اللجوء إلى مختصين، وذوي خبرة، حفاظا على خصوصيتهم.
"أخاف أن أقدم النصيحة كما أتخوف من طلبها"، تقول علياء برجس بعد تجربة وصفتها بالقاسية، حين قدمت نصيحة لإحدى صديقاتها أدت إلى قطيعة بينهما. فقد اتهمتها الصديقة بعدم فهم ظروفها وصعوبة واقعها، معتبرة أن نصيحتها كانت "تدخلا غير مرغوب فيه"، وهو الحد الفاصل بعلاقتهما.
أما شهد زيادات، فتشير إلى أن النصيحة قد تكون ضرورية وخطيرة في الوقت نفسه، لأن البعض قد لا يتقبلها حتى لو كانت صائبة. وتوضح: "أحاول أن أختبر تقبل الشخص للنصيحة وتمييزه بين النصح والتدخل، ثم أقدم رأيي بما يناسب الموقف".
لهذا، يفضل كثيرون تجنب تقديم أو طلب النصائح من المحيطين بهم، خشية الندم لاحقا. فغالبا ما ترتبط النصائح بأمور شخصية وعاطفية، مما يدفع البعض للبحث عن مختصين أو مساحات آمنة أكثر خصوصية وسرية.
في مثل هذه الحالات، يلجأ البعض إلى المختصين في علم النفس أو العلاقات الأسرية والزواجية، للحصول على نصيحة من مصدر علمي موثوق. ويؤكد الدكتور وليد سرحان، مستشار الطب النفسي، أن النصيحة يمكن أن تأتي من شخص مقرب لطالبها، بشرط وجود توافق وانسجام بينهما، وأن يكون على دراية كافية بتفاصيل المشكلة.
ويشير سرحان، إلى أن اختيار من يقدم النصيحة يعتمد على طبيعة المشكلة، أو الخلاف، فقد يكون شخصا من العائلة أو صاحب خبرة حياتية. ومع ذلك، هناك قضايا حساسة ومعقدة لا يمكن التعامل معها إلا من خلال مختصين، مثل الاستشاريين الأسريين والتربويين أو النفسيين، وفقاً لطبيعة كل حالة.
من جانبه يقول الاستشاري والمختص في العلاقات الأسرية والزوجية أحمد عبدالله، إن التدخل في حياة الآخرين قد يعتبر في بعض الأحيان محاولة للنصح بدافع المحبة والخوف على مصلحتهم. وغالبا ما يرى الشخص "المتدخل" أنه من حقه إبداء رأيه بالطريقة والتوقيت الذي يناسبه، بغض النظر عن استعداد الطرف الآخر لتقبل تلك النصيحة.
ويؤكد عبد الله، أن النصيحة والتدخل ليسا أمرا واحدا، ولا ينبغي الخلط بينهما. إذ إن النصيحة بحسب قوله، هي توصية مبنية على خبرة أو معرفة بأسلوب مناسب وفي توقيت ملائم، مع الحرص على السرية، لضمان تقبلها بصدر رحب. أما التدخل، فهو تجاوز للحدود بمنح الذات حق إبداء الرأي دون اعتبار للمعرفة أو قبول الطرف الآخر، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات.
لذلك، يشدد عبدالله على ضرورة التمييز بين النصيحة والتدخل بناء على عدة عوامل، أهمها الخبرة، فهم طبيعة الظروف، مدى تقبل الرأي، بالإضافة إلى السرية واختيار التوقيت والشخص المناسب لتقديم النصيحة وتلقيها.
ويرى أن التدخل هو منح الذات صلاحية إبداء الرأي دون اعتبار للمعرفة أو قبول الطرف الآخر، مما يجعله غير مقبول وقد يسبب توترا في العلاقة. لذلك، يجب التفريق بين النصيحة والتدخل.
يضيف عبدالله، أن للنصيحة آدابا أهمها، تقديمها بسرية لتجنب إحراج المتلقي، مع الابتعاد عن أسلوب الأوامر وفرض الرأي، الذي قد يحول النصيحة إلى تدخل مستفز. كما ينوه لأهمية تقديم النصيحة للشخص المحتاج لها أو الذي يطلبها بثقة، مع تجنب التقليل من قدراته أو وصفه بعدم الفهم، لأن ذلك يهدم شخصية المتلقي، على عكس التدخل الذي ينطوي على فرض الرأي وسحق خصوصية الآخر.
ووفق عبدالله، فإن النصيحة قد تكون صائبة أو خاطئة، سلبية أو إيجابية وقد تناسب المتلقي أو لا، مما يتطلب الحرص على عدم فرضها تحت مسمى المساعدة، لأن ذلك قد يحولها إلى تدخل غير مرغوب يحد من خيارات الآخر.
العلاقات الإنسانية متشابكة بتعقيداتها، وكثيرا ما يجد الأفراد أنفسهم ضحايا لأخطائهم أو أخطاء الآخرين. وفي لحظات الضعف، قد يفتقر البعض للخبرة الكافية للتعامل مع ما يواجهونه من أزمات، مما يدفعهم للبحث عن طوق نجاة عبر النصائح التي يقدمها المحيطون بهم. لذا يلجأ البعض لهذه النصائح بشكل عفوي داخل الأسرة أو بين الأصدقاء والمعارف، بينما قد يشعر آخرون بضرورة اللجوء إلى مختصين، وذوي خبرة، حفاظا على خصوصيتهم.
"أخاف أن أقدم النصيحة كما أتخوف من طلبها"، تقول علياء برجس بعد تجربة وصفتها بالقاسية، حين قدمت نصيحة لإحدى صديقاتها أدت إلى قطيعة بينهما. فقد اتهمتها الصديقة بعدم فهم ظروفها وصعوبة واقعها، معتبرة أن نصيحتها كانت "تدخلا غير مرغوب فيه"، وهو الحد الفاصل بعلاقتهما.
أما شهد زيادات، فتشير إلى أن النصيحة قد تكون ضرورية وخطيرة في الوقت نفسه، لأن البعض قد لا يتقبلها حتى لو كانت صائبة. وتوضح: "أحاول أن أختبر تقبل الشخص للنصيحة وتمييزه بين النصح والتدخل، ثم أقدم رأيي بما يناسب الموقف".
لهذا، يفضل كثيرون تجنب تقديم أو طلب النصائح من المحيطين بهم، خشية الندم لاحقا. فغالبا ما ترتبط النصائح بأمور شخصية وعاطفية، مما يدفع البعض للبحث عن مختصين أو مساحات آمنة أكثر خصوصية وسرية.
في مثل هذه الحالات، يلجأ البعض إلى المختصين في علم النفس أو العلاقات الأسرية والزواجية، للحصول على نصيحة من مصدر علمي موثوق. ويؤكد الدكتور وليد سرحان، مستشار الطب النفسي، أن النصيحة يمكن أن تأتي من شخص مقرب لطالبها، بشرط وجود توافق وانسجام بينهما، وأن يكون على دراية كافية بتفاصيل المشكلة.
ويشير سرحان، إلى أن اختيار من يقدم النصيحة يعتمد على طبيعة المشكلة، أو الخلاف، فقد يكون شخصا من العائلة أو صاحب خبرة حياتية. ومع ذلك، هناك قضايا حساسة ومعقدة لا يمكن التعامل معها إلا من خلال مختصين، مثل الاستشاريين الأسريين والتربويين أو النفسيين، وفقاً لطبيعة كل حالة.
من جانبه يقول الاستشاري والمختص في العلاقات الأسرية والزوجية أحمد عبدالله، إن التدخل في حياة الآخرين قد يعتبر في بعض الأحيان محاولة للنصح بدافع المحبة والخوف على مصلحتهم. وغالبا ما يرى الشخص "المتدخل" أنه من حقه إبداء رأيه بالطريقة والتوقيت الذي يناسبه، بغض النظر عن استعداد الطرف الآخر لتقبل تلك النصيحة.
ويؤكد عبد الله، أن النصيحة والتدخل ليسا أمرا واحدا، ولا ينبغي الخلط بينهما. إذ إن النصيحة بحسب قوله، هي توصية مبنية على خبرة أو معرفة بأسلوب مناسب وفي توقيت ملائم، مع الحرص على السرية، لضمان تقبلها بصدر رحب. أما التدخل، فهو تجاوز للحدود بمنح الذات حق إبداء الرأي دون اعتبار للمعرفة أو قبول الطرف الآخر، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات.
لذلك، يشدد عبدالله على ضرورة التمييز بين النصيحة والتدخل بناء على عدة عوامل، أهمها الخبرة، فهم طبيعة الظروف، مدى تقبل الرأي، بالإضافة إلى السرية واختيار التوقيت والشخص المناسب لتقديم النصيحة وتلقيها.
ويرى أن التدخل هو منح الذات صلاحية إبداء الرأي دون اعتبار للمعرفة أو قبول الطرف الآخر، مما يجعله غير مقبول وقد يسبب توترا في العلاقة. لذلك، يجب التفريق بين النصيحة والتدخل.
يضيف عبدالله، أن للنصيحة آدابا أهمها، تقديمها بسرية لتجنب إحراج المتلقي، مع الابتعاد عن أسلوب الأوامر وفرض الرأي، الذي قد يحول النصيحة إلى تدخل مستفز. كما ينوه لأهمية تقديم النصيحة للشخص المحتاج لها أو الذي يطلبها بثقة، مع تجنب التقليل من قدراته أو وصفه بعدم الفهم، لأن ذلك يهدم شخصية المتلقي، على عكس التدخل الذي ينطوي على فرض الرأي وسحق خصوصية الآخر.
ووفق عبدالله، فإن النصيحة قد تكون صائبة أو خاطئة، سلبية أو إيجابية وقد تناسب المتلقي أو لا، مما يتطلب الحرص على عدم فرضها تحت مسمى المساعدة، لأن ذلك قد يحولها إلى تدخل غير مرغوب يحد من خيارات الآخر.
0 تعليق