مع حرائق كاليفورنيا واتفاق غزة والأزمة الأوكرانية وغيرها من الملفات، فأن لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من الإشكاليات عليه أن بتعامل معها وفق المصالح الأمريكية العليا بعيداً عن انتماءاته الحزبية، فالرئيس السابق جو بايدن كما هو متوقع وضع ترامب في ورطة من الصعب الخروج منها بسهولة.

فالمتتبع للشأن الأمريكي يرى مدى ارتباط الملفات الداخلية بالخارجية في العديد من المناسبات كملف التضخم والمهاجرين غير شرعيين والأعمال الإرهابية التي تم الإعلان عنها مؤخراً في أكثر من موقع ومنها هجوم نيو أورليانز، وبالتالي فإن ترامب مهما عمل في حل هذه الملفات يحتاج إلى زمن طويل ليس لأنها لا يمكن حلها بل من شدة تعقيداتها.

فالفكرة العامة، أن ترامب وخطواته القادمة ستذهب أولاً إلى التخلص من إشكاليات الإرث القديم لجو بايدن وأهمهما تخفيف الاعتماد على الجيش الأمريكي لدى "الناتو"، حيث إن هناك اتفاق جديد أو كما يقال ميثاق حديث سيكون للقوات الأوروبية دور أكبر في القواعد العسكرية للناتو مما يحقق رغبة ترامب في التركيز على آسيا وإعادة تموضع جديد للقواعد الأمريكية، وبهذا الشأن فهو سيعمل على العكس من الرئيس السابق الذي كان يسعى لتعزيز نفوذ أمريكا في حلف الشمال الأطلسي الذي تأسس في عام 1949.

كما أن دونالد ترامب سيواجه أكبر معضلة وهو الملف الإيراني والمتعلق بالبرنامج النووي، فقد قامت طهران مؤخراً بتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع موسكو والتي تتضمن مجموعة كبيرة في مجالات التعاون ومنها العسكرية والاقتصادية والعلمية، فبحسب التقارير فإن يمكن لإيران الاستعانة بروسيا بتطوير البرنامج النووي والاستعانة بالخبرات العسكرية، في المقابل تعطي الاتفاقية الضوء الأخضر لموسكو بالاستعانة في الجيش الإيراني في معاركة في أوكرانيا، وبالتالي فأن ترامب عليه أن يضع ضمن حساباته أن الملف الإيراني قد دمج بشكل فعلي بالأزمة الأوكرانية.

خلاصة الموضوع، ترامب أمامه ملفات ليست من السهل العمل عليها سواء في الشرق الأوسط أو في آسيا أو حتى أوروبا، فجو بايدن لم يترك كرسي البيت الأبيض إلا بتوريط الرئيس دونالد ترامب بحزمة ضخمة من التعقيدات التي ستعطل أي وعود انتخابية كان يسعى لتحقيقها ولعل حرائق كالفورنيا أن كانت بقصد أو بغير فهي تمثل أكبر أزمة اقتصادية لأنها تحتاج لأكثر من ربع تريليون كتعويضات وإعادة الأعمار.. وأخيراً نتمنى لترامب فترة رئاسية مريحة!