دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت سفينة "SS United States" الرائدة في الولايات المتحدة مستعدة للإبحار في نهاية العام الماضي من أجل رحلتها الأخيرة من مدينة فيلادلفيا الأمريكية إلى قاع خليج المكسيك، حتّى تتحول إلى شعاب مرجانية اصطناعية.
وكان من المقرر إقامة حفل وداع للسفينة التي حطمت الرقم القياسي للسرعة عبر المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى من نيويورك إلى كورنوال بإنجلترا في عام 1952.
لكن جعلت مخاوف خفر السواحل وبعض "البقايا الزيتية" الرحلة أكثر تعقيدًا.
قال مسؤول المعلومات العامة بمقاطعة أوكالوسا في ولاية فلوريدا الأمريكية، التي اشترت السفينة المتهالكة مؤخرًا، نيك توميسيك، لـCNN: "هذا مشروع ضخم، ويتطلب خطوات متعددة لضمان نقل آمن".
لكن، لم يتم تحديد موعد جديد لنقل السفينة من مدينة فيلادلفيا الأمريكية إلى مدينة موبايل في ولاية ألاباما الأمريكية، حيث من المقرر أن يتم تجهيزها لعملية الإغراق.
ما الذي حدث؟
تجسّدت العقبة الرئيسية للسفينة على شكل "أمر من قبطان الميناء" أرسله خفر السواحل الأمريكي إلى أصحاب السفينة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقًا لنسخة حصلت عليها شبكة CNN، لم تتمكن السفينة من التحرك لأنها "قد لا تتمتع بالاستقرار المناسب للعبور المقصود، وقد تشكِّل خطرًا على الميناء والممر المائي".
وبقيت السفينة في رصيف فيلادلفيا لأكثر من عقدين، حيث كافح دعاة الحفاظ عليها لرسم حياة جديدة لها.
كما أشار خفر السواحل إلى "خزان مُعرَّض للخطر" و"وجود كمية كبيرة من البقايا الزيتية".
وأفاد خفر السواحل أنّه كان على المقاطعة استعادة سلامة هيكل السفينة وإثبات قدرتها على تحمل الرحلة القاسية المتوقعة من أجل بدء تحريك السفينة جنوبًا.
وأخبرت مقاطعة أوكالوسا شبكة CNN الجمعة أنّها استأجرت "مهندسًا معماريًا بحريًا لإجراء اختبارات الاستقرار التي اكتملت الآن".
ووفقًا لتوميسيك، قَبِل خفر السواحل الاختبارات في 8 يناير/كانون الثاني، وتشمل الخطوات التالية وضع "خطة سحب"، مع مراعاة ظروف المد والجزر.
تاريخ حافل
على مرّ أكثر من 70 عامًا، أسرت سفينة "SS United States" قلوب وعقول الأمريكيين بجمالها المتميز، وسرعتها، وكانت قد حملت على متنها بعضًا من أهم الشخصيات والبضائع في العالم، بما في ذلك العديد من رؤساء الولايات المتحدة، ولوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي. وتم سحبها من الخدمة في عام 1969.
لكن واجهت السفينة الضخمة، ويزيد حجمها عن حجم سفينة "تيتانيك"، مشكلة كبيرة.
وبعد سلسلة من المعارك القانونية، تم إخلاء السفينة العام الماضي من الميناء الذي جلست فيه منذ عام 1996.
وقالت رئيسة منظمة "SS United States Conservancy" غير الربحية التي امتلكت السفينة في العقود الأخيرة، سوزان جيبس: "لسوء الحظ، لم نتمكن من تأمين مكان آخر لها لأن ما يجعلها مذهلة للغاية، أي حجمها الكبير جدًا، يجعل احتمال رسوها صعبًا للغاية".
وجيبس هي حفيدة مصمم السفينة، ويليام فرانسيس جيبس.
وجلب الإخلاء أزمة من ناحية الوقت، ولكن جاء مشترٍ غير متوقع بخطة مختلفة، إذ في خريف عام 2024، اشترت مقاطعة أوكالوسا السفينة لإغراقها وإنشاء "أكبر شعاب مرجانية اصطناعية في العالم".
ولا يوجد جدول زمني واضح لمغادرة السفينة فيلادلفيا حتى الآن، ولكن قال توميسيك إنّهم يتوقعون إغراق السفينة في خليج المكسيك بحلول نهاية هذا العام أو أوائل عام 2026.
غرق أيقونة
تأمل مقاطعة أوكالوسا أن تصبح السفينة وجهة للغواصين، وأن تجذب الأسماك والكائنات الأخرى.
ولن تكون المركبة الأيقونية وحدها أسفل المحيط، إذ قالت جينيفر آدامز من إدارة تنمية السياحة في مقاطعة أوكالووسا لـ CNN: "في السنوات الأربع الماضية، أغرقنا 14 سفينة".
وشرحت قائلة: "يساعد ذلك في ازدهار مصائد الأسماك لدينا. ومن ثم يأتي الأشخاص ليس للجلوس على الشاطئ فحسب، بل للغوص أيضَا، ما يساهم في الاقتصاد المحلي".
رغم أن بناء السفينة التاريخية استغرق عدة سنوات، إلا أن عملية إغراقها لن تستغرق سوى بين 10 و30 دقيقة.
وسيتأكد فريق من علماء الأحياء البحرية والغواصين من استقرار السفينة في مكانها الدائم.
وأوضح آدامز: "عادةً ما نبدأ في رؤية المخلوقات، والنباتات، وعلامات النمو، والشعاب المرجانية بعد حوالي أسبوع".
ولم يكن إغراق السفينة ما أرادته جيبس ومنظمتها على الإطلاق، ولكنهم اعتبروا ذلك الخيار الأفضل بعد الإخلاء.
0 تعليق