أكثر ما يثير الاعصاب في التحليل للشؤون السياسية ما تسمعه من البعض حين يصر اننا مركز الكرة الأرضية، لأن العاطفة هنا، يجب ألا تعميك عن رؤية كل المشهد الدولي، وهو مشهد تحت التفكيك، والخطر، وربما يقف العالم كله امام لحظات فاصلة بشكل متدرج.اضافة اعلان
لسنا وحدنا تحت ضغط ما يجري من ملفات الحرب، والتهجير، والضغط الاقتصادي، والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والعسف والفساد وظلم السلطة ومؤسساتها، وغير ذلك، والكل يرى مثلا ما يجري في واشنطن التي يزورها نتنياهو والذاهب لأخذ الضوء الاخضر لحرب مفاجئة ضد ايران، او استكمالا لخططه في غزة والضفة الغربية، أو إدخالا للأردن ومصر عنوة في خططه، وغير ذلك من خطط تحتاج شريكا اميركيا.
إذا أردنا وصف ما يجري في الاقليم بكونه اعادة رسم للجغرافيا السياسية، والفك واعادة التركيب، وطمس حقوق الشعوب، فإننا نعد جزءا من نظام دولي تتداعى اركانه، في كل مكانه، وخذوا مثلا ما يريده الرئيس الاميركي، فهو فرض ضرائب ورسوما جديدة ضد كندا والمكسيك والصين، ويتوعد اوروبا، برسوم وضرائب وجمارك ويقول علنا عن الأوروبيين.. (إنهم يستفيدون من الاميركيين حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة، وان المنتجات الأوروبية ستكون قريبا جدا مستهدفة بدورها برسوم جمركية).
الرئيس الاميركي ايضا يعلن خلال فترة قصيرة أن على الدنمارك أن تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة، وان على كندا أن تصبح الولاية الحادية والخمسين الاميركية، وان على جمهورية بنما أن تتنازل عن قناة بنما لأميركا، وان على دول عربية ان تستثمر مئات المليارات في الولايات المتخدة، وان على الأردن ومصر استقبال اهل الضفة الغربية وغزة، وان اسرائيل بحاجة للتمدد، وان كولومبيا يتوجب ان تتم معاقبتها لرفضها عودة مواطنيها المهاجرين اليها بشكل مخالف، وانه لا بد من تغيير اسم خليج المكسيك، وان على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري 2 % من ناتجها القومي، وان على الدول المنتجة للنفط زيادة الانتاج لخفض سعره الدولي، وإضعاف روسيا، وأن على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الاميركية في اراضيها، وان على الصين زيادة مستورداتها من الولايات المتحدة، وتهديد دول البريكس اذا تخلت عن عملة الدولار في معاملاتها الاقتصادية، وهو تهديد حاد جدا، والتهديدات تشمل ايران، وتشيلي، ودول اميركا الجنوبية، ولم يبق احد سالما.
هذه بعض المؤشرات وهو يدخل في حرب اقتصادية مع اغلب دول العالم، ومواجهة سياسة مع دول ثانية، ولا يمكن ان تسكت كل هذه الدول على تضرر مصالحها، لأننا مثلا امام تضرر صادرات كندا، وارتفاع اسعارها، سنكون من جهة ثانية امام ارتفاع اسعار السلع والمنتجات والمستوردات المرسلة الى الولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك من ضرر ايضا على طبيعة الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهكذا توجهات تضرب بالاتجاهين، الاميركي، والمستهدف، وامام كثرة الاطراف المتضررة في العالم، فإن الدفع للتكتل ضد الموقف الاميركي سيكون قريبا بشكل او آخر، بما يعنيه ذلك على مستوى المنطقة العربية.
العرب جزء من العالم، ونقع في منطقة ثرية جدا، وحساسة امنيا وعسكريا، وهشة اجتماعية، وتخضع لصراع قوى، وعلى الارجح ذاهبة الى توقيت صعب جدا، لخمسة اعتبارات اولها حسابات المنطقة ذاتها، وثانيها الآثار الجانبية للصراع الاميركي الدولي الذي وصل حتى الى حلفاء تقليديين لواشنطن مثل الكنديين والأوروبيين والعرب، وثالثها الملف الاقتصادي حيث يريد الرئيس الحصول على ثروات الشعوب والامم والدول لحل مشاكل بلاده الاقتصادية، وهو امر لن تقبله دول كثيرة، بالشكل الذي يظنه البعض، ورابعها ارتداد هذه السياسات على الحسابات السياسية داخل الولايات المتحدة، وخامسها ان مبدأ ترامب بإطفاء الحروب العسكرية يوازيه مبدأ اشعال الحروب الاقتصادية، والحصول على ما يريد دون حرب بالدم.
نحن في المنطقة لسنا مركز الكرة الارضية كما اشرت بداية، ونتأثر بأزماتنا، والواضح ان تأثرنا هذه المرة سيأتي مركبا بسبب ما نراه من استدراج الدول لمواجهة دولية مفتوحة.
إطفاء الحروب لإشعالها وليس لوقفها كليا، هذا ما يريده الرئيس حاليا.
لسنا وحدنا تحت ضغط ما يجري من ملفات الحرب، والتهجير، والضغط الاقتصادي، والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والعسف والفساد وظلم السلطة ومؤسساتها، وغير ذلك، والكل يرى مثلا ما يجري في واشنطن التي يزورها نتنياهو والذاهب لأخذ الضوء الاخضر لحرب مفاجئة ضد ايران، او استكمالا لخططه في غزة والضفة الغربية، أو إدخالا للأردن ومصر عنوة في خططه، وغير ذلك من خطط تحتاج شريكا اميركيا.
إذا أردنا وصف ما يجري في الاقليم بكونه اعادة رسم للجغرافيا السياسية، والفك واعادة التركيب، وطمس حقوق الشعوب، فإننا نعد جزءا من نظام دولي تتداعى اركانه، في كل مكانه، وخذوا مثلا ما يريده الرئيس الاميركي، فهو فرض ضرائب ورسوما جديدة ضد كندا والمكسيك والصين، ويتوعد اوروبا، برسوم وضرائب وجمارك ويقول علنا عن الأوروبيين.. (إنهم يستفيدون من الاميركيين حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة، وان المنتجات الأوروبية ستكون قريبا جدا مستهدفة بدورها برسوم جمركية).
الرئيس الاميركي ايضا يعلن خلال فترة قصيرة أن على الدنمارك أن تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة، وان على كندا أن تصبح الولاية الحادية والخمسين الاميركية، وان على جمهورية بنما أن تتنازل عن قناة بنما لأميركا، وان على دول عربية ان تستثمر مئات المليارات في الولايات المتخدة، وان على الأردن ومصر استقبال اهل الضفة الغربية وغزة، وان اسرائيل بحاجة للتمدد، وان كولومبيا يتوجب ان تتم معاقبتها لرفضها عودة مواطنيها المهاجرين اليها بشكل مخالف، وانه لا بد من تغيير اسم خليج المكسيك، وان على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري 2 % من ناتجها القومي، وان على الدول المنتجة للنفط زيادة الانتاج لخفض سعره الدولي، وإضعاف روسيا، وأن على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الاميركية في اراضيها، وان على الصين زيادة مستورداتها من الولايات المتحدة، وتهديد دول البريكس اذا تخلت عن عملة الدولار في معاملاتها الاقتصادية، وهو تهديد حاد جدا، والتهديدات تشمل ايران، وتشيلي، ودول اميركا الجنوبية، ولم يبق احد سالما.
هذه بعض المؤشرات وهو يدخل في حرب اقتصادية مع اغلب دول العالم، ومواجهة سياسة مع دول ثانية، ولا يمكن ان تسكت كل هذه الدول على تضرر مصالحها، لأننا مثلا امام تضرر صادرات كندا، وارتفاع اسعارها، سنكون من جهة ثانية امام ارتفاع اسعار السلع والمنتجات والمستوردات المرسلة الى الولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك من ضرر ايضا على طبيعة الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهكذا توجهات تضرب بالاتجاهين، الاميركي، والمستهدف، وامام كثرة الاطراف المتضررة في العالم، فإن الدفع للتكتل ضد الموقف الاميركي سيكون قريبا بشكل او آخر، بما يعنيه ذلك على مستوى المنطقة العربية.
العرب جزء من العالم، ونقع في منطقة ثرية جدا، وحساسة امنيا وعسكريا، وهشة اجتماعية، وتخضع لصراع قوى، وعلى الارجح ذاهبة الى توقيت صعب جدا، لخمسة اعتبارات اولها حسابات المنطقة ذاتها، وثانيها الآثار الجانبية للصراع الاميركي الدولي الذي وصل حتى الى حلفاء تقليديين لواشنطن مثل الكنديين والأوروبيين والعرب، وثالثها الملف الاقتصادي حيث يريد الرئيس الحصول على ثروات الشعوب والامم والدول لحل مشاكل بلاده الاقتصادية، وهو امر لن تقبله دول كثيرة، بالشكل الذي يظنه البعض، ورابعها ارتداد هذه السياسات على الحسابات السياسية داخل الولايات المتحدة، وخامسها ان مبدأ ترامب بإطفاء الحروب العسكرية يوازيه مبدأ اشعال الحروب الاقتصادية، والحصول على ما يريد دون حرب بالدم.
نحن في المنطقة لسنا مركز الكرة الارضية كما اشرت بداية، ونتأثر بأزماتنا، والواضح ان تأثرنا هذه المرة سيأتي مركبا بسبب ما نراه من استدراج الدول لمواجهة دولية مفتوحة.
إطفاء الحروب لإشعالها وليس لوقفها كليا، هذا ما يريده الرئيس حاليا.
0 تعليق