شمال غزة.. بين الإغاثة والإعمار ما تزال الظروف كارثية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
غزة - على أنقاض منزله المدمر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، يجلس الثلاثيني إسماعيل أبو النور، يستذكر لحظاته القليلة التي جمعته وأفراد عائلته في منزله، عقب انتهائه من تجهيزه، قبل شهر من بدء الحرب الصهيونية على القطاع.اضافة اعلان
أبو النور الذي لم يستوف سداد أقساط بيته، بات يعيش وعائلته في خيمة صغيرة نصبها على ركام منزله المكون من عدة طبقات تم تسويتها بالأرض، وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.
يقول أبو النور: إنه "يعيش منذ وقف إطلاق النار، ظروفًا مأساوية متنقلًا بين مراكز الإيواء وخيمته، في حين تلاحقه الديون المستحقة عليه من بناء منزله الذي لم يعش فيه إلا شهرًا واحدًا".
ظروف مأساوية
ويضيف "لا أستطيع العيش وعائلتي في هذه الخيمة التي اهترأت من الأمطار ولا تتسع لي ولهم".
ويطالب أبو النور المؤسسات الحكومية والأهلية بتوفير كرفان أو سكن بديل يقي أطفاله من الأمطار وأشعة الشمس الحارقة مع دخول فصل الصيف.
ويناشد المجتمع الدولي والداعمين بتنفيذ حملات إغاثة لمساعدة عائلته على تجاوز هذه المحنة، وتوفير حياة كريمة لها، في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعاني منه.
وأما الحاجة نسرين الفحام فتقول: نريد أربع حيطان تسترنا وأسرنا".
وتضيف الفحام، "بعد ما دمر الاحتلال بيتي وبيوت أولادي نعيش أنا وهم في المدارس والوضع صعب كثيرا ولا يوجد فيها مقومات الحياة الكريمة، نعيش اوضاع مأساوية".
وتتابع "رغم محاولاتنا للتأقلم والعيش مع الوضع الحالي، إلا أن المعاناة تفرض نفسها على جميع أصحاب البيوت المدمرة".
وتطالب الفحام بالإسراع بإعادة الإعمار، وتوفير سكن بديل يقيها وأبنائها وأحفادها من "بهدلة الوضع الحالي"، كما وصفتها.
وعبر الأهالي المتضررون عن خشيتهم من تأخر ملف الإعمار كما حدث في السنوات السابقة.
ودعوا الدول المانحة والمؤسسات الإغاثية والأهلية للإسراع بعملية البناء وإعادة الإعمار، وعدم وضع العقبات على ملفهم، كونه يؤثر بشكل كبير على حياتهم وأبنائهم.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا"، قال إن 92 % من المنازل في قطاع غزة دمرت وتضررت جراء العدوان الصهيوني على القطاع.
الإغاثة والإيواء
مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف يؤكد أن عملية إزالة الأنقاض في شمال قطاع غزة، ستجري ضمن الرؤية التي تم الاتفاق عليها ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، وضمن عدة مراحل.
ويقول معروف: إن "المرحلة الأولى تتضمن الإغاثة والإيواء العاجل والسريع، على اعتبار أن شمال غزة منطقة منكوبة كباقي مناطق القطاع، إلا أن حجم الدمار فيها أكبر".
ويشير إلى أنه يتم العمل حاليًا بشكل سريع على إقامة مراكز إيواء من خلال تجريف بعض الأراضي، إذ تم العمل منذ أسبوع تجهيز 50 موقعًا مختلفًا من أجل إقامة مراكز إيواء فيها.
وتعمل الطواقم المختلفة في هذه المناطق على حفر آبار مياه حتى تكون مجهزة قبيل وصول الخيام، لتكون مراكز إيواء عاجلة لأبناء شعبنا الذين فقدوا منازلهم، وخاصة في ظل عودة النازحين من جنوبي القطاع إلى شماله. وفق معروف.
وبين أن عملية إزالة الركام تأتي ضمن عملية استنهاض كل المكونات، خاصة وأنه ليس لدى قطاع غزة سواءً على المستوى الحكومي أو الأهلي الإمكانات اللازمة التي يمكنها التعامل مع كميات الركام الهائلة التي توجد في القطاع، والتي تزيد على 55 مليون طن من الركام.
وحسب معروف، فإنه ضمن البروتوكول الإنساني الموقع في اتفاق وقف إطلاق النار، هناك حديث وبند واضح حول إدخال الآليات التي تحتاجها عملية إزالة الركام والشروع في تهيئة البنية التحتية، تمهيدًا لإعادة الإعمار.
إعادة الإعمار
ويوضح أن المطالبات بإعادة الإعمار تتجاوز ما كان واقعًا وموجودًا قبل العدوان الصهيوني إلى ما هو أوسع من ذلك، باعتبار أن قطاع غزة يعاني حصارًا لأكثر من 17 عامًا، ما أثر على البنى التحتية والقدرة على الإعمار في القطاعات المختلفة.
ويضيف أن "عملية إعادة البناء عملية مرتبطة بما يسبقها من مراحل، فالحديث عن عملية إزالة الأنقاض والركام لوحدها تستغرق 6 شهور، وبالتالي الأمر مرتبط بمراحل أولها الإيواء والإغاثة العاجلة، ومن ثم بدء تهيئة البنى التحتية وبعدها بدء العمل على إزالة الركام، يليها البدء بإعادة الإعمار والترميم، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال خلال الحرب".
ويشير معروف إلى أن أعداد الكرفانات والخيم التي ستتوفر، ستكون ضمن ما تم حصره وتقييمه من اللجنة القائمة على إعادة الإعمار وحصر الأضرار، لكن الحديث يدور عن 200 ألف خيمة، و60 ألف كرفان.
ويبين أن هذه كميات قد تكون كافية لإتمام عملية الإيواء، لحين الشروع بعملية الإعمار.-(وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق