مستقبل المنطقة في لقاء واحد

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بقلم: ايتمار آيخنر

يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الليلة في الغرفة البيضوية ثنائيا مع زعيم الدولة الأقوى في العالم. لعل هذا هو اللقاء الأكثر مصيرية بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس أميركي يصممان فيه بكل معنى الكلمة وجه الشرق الأوسط بعد حرب طويلة وقاسية غير وجه المنطقة كلها.اضافة اعلان
في اثناء زيارته إلى الولايات المتحدة يلتقي نتنياهو مع محافل أخرى في الإدارة الاميركية كوزير الدفاع، مستشار الامن القومي وبالطبع المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الذي التقاه امس. في مبادرة ويتكوف ترامب سيشاهد شريط فظاعة 7 أكتوبر قبل اللقاء مع نتنياهو.
التهديد الإيراني
 الموضوع الأول والأكثر الحاحا لرئيس الوزراء هو النووي الإيراني. سيحاول نتنياهو اقناع ترامب في أنه في سلم الأولويات في الشرق الأوسط – مفضل وصحيح البدء بمعالجة التهديد الإيراني. هذا يستوي بالنظرة الإسرائيلية مع مصالح حلفاء آخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية. فمعالجة التهديد الإيراني في رأس سلم الأولويات سيعطي زمنا باهظا في الرؤية الإسرائيلية لمعالجة غزة واليوم التالي. ترامب يرى في إيران دولة خطيرة لكن يحتمل أن يمتنع عن عملية عسكرية ويفضل فرض عقوبات عليها. في إسرائيل يريدون أن يروا هذه العقوبات مع خيار عسكري مصداق – خيار كان ينقص في ولايته الأولى. من جهة أخرى من غير المستبعد ان يفضل ترامب ان تعالج إسرائيل التهديد الإيراني وسيكون مستعدا لان يوفر لها السلاح والعتاد الذي تحتاجه. منطق ترامب هو أنه لن يبدأ حروبا بل فقط أن ينهيها – لكن ان يساعد إسرائيل على القيام بهذا العمل القذر هو شيء ما يمكنه أن يحل هذا التناقض. نتنياهو سيشدد على أن معالجة جذرية لإيران ستسهل لاحقا على إدارة ترامب خلق أثر دومينو لتطبيع يضم ليس فقط السعودية بل وأيضا دولا إسلامية وعربية أخرى، مثل أندونيسيا، ماليزيا، سورية، لبنان، الكويت وعُمان.
الرياض تنتظر
الرئيس ترامب مصمم على مواصلة المهمة التي بدأها في ولايته الأولى في شكل اتفاقات إبراهيم وتحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. ويرى في تطبيع العلاقات بين الدولتين كمفتاح لجائزة نوبل. الطريق إلى الرياض مليئة بالتحديات. من جهة، علم في الماضي بان السعودية ستشترط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمسار سياسي ما للفلسطينيين وكذا وقف الحرب في غزة. اما إذا فضل ترامب ان يبدأ بالذات مع السعودية وليس مع إيران، فمن شأن هذا ان يضع حكومة نتنياهو في اختبار وجودي إذ إن محافل في الائتلاف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعارض كل إمكانية لوقف الحرب ومسيرة سياسية مع الفلسطينيين.
صفقة المخطوفين
بينما المرحلة الأولى من الصفقة في ذروتها فان استمرار الصفقة والمفاوضات على المرحلة الثانية التي كان يفترض أن تبدأ أمس يوجد في مركز الزيارة السياسية. نتنياهو معني بتغيير الاتفاق لاعادة المخطوفين وإعادة ترسيم شروطه من جديد كي لا يهز استقرار ائتلافه. وهو سيعرض على ترامب الشروط الإسرائيلية لمواصلة الصفقة: تجريد القطاع، نفي زعماء حماس، عدم تدخل حماس في اعمار القطاع وفوق كل ذلك تحرير كل المخطوفين. في إسرائيل يفهمون بان احتمال أن توافق حماس على هذا طفيف، وعليه فلن يكون مفر من العودة إلى القتال. نتنياهو سيحاول تحقيق إقرار من ترامب لوعده بانه اذا لم يكن ممكنا الوصول إلى اتفاق على المرحلة الثانية يمكن لإسرائيل أن تعود إلى القتال.
في الخلفية، سيبعد رئيس الوزراء رئيس الشاباك عن فريق المفاوضات وسيعين مقربه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. التقارير عن نية نتنياهو تغيير فريق المفاوضات، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى وفي موعد قريب من بدء المحادثات على المرحلة الثانية تثير الأسئلة. فعلاقات الثقة التي خلقها رئيس الشاباك ورئيس الموساد في السنة الأخيرة مع الوسطاء هي جزء مهم يسمح للصفقة بان تخرج إلى حيز التنفيذ. مثلما هو أيضا الدور المركزي لرئيس الشاباك في قائمة السجناء الذين يمكنهم أن يتحرروا ورقابة الجهاز عليهم في الميدان. يمكن التساؤل هل اخراج قادة الأجهزة من الفريق يستهدف المس بمحادثات المرحلة الثانية من الصفقة بل واحداث تفجير وعودة إلى القتال في قطاع غزة. إلى جانب ذلك ليس مؤكدا ان هذا يستوي مع خطط ويتكوف وترامب لرؤية استمرار الصفقة وتحرير كل المخطوفين. من غير المستبعد ان يحاولا الحديث عن صفقة صغرى او مواصلة المرحلة الأولى. أمس، قبل اللقاء تحدث ترامب في الموضوع وقال انه "لا ضمانات لان يصمد وقف النار في غزة". ومع ذلك يحتمل ان يصر ترامب على انهاء الحرب ويقول لنتنياهو اذا لم يوافق على ذلك – فلن يحصل على شيء: لا السعودية ولا إيران.
مستقبل قطاع غزة
موضوع سيبحث بتوسع في اللقاء هو اعمار غزة. فاحاديث ترامب عن نقل السكان لاجل اعمار غزة ليست نكتة. حتى لو لم تكن حتى الآن أي دولة عربية مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، يواصل ترامب طرح هذا – ربما أيضا لاعتبارات أميركية داخلية. في نظر الأميركيين لن يكون ممكنا اعمار غزة دون اخلاء السكان. فالارض ملوثة وغير مناسبة للسكن. وسيستغرق سنوات اخلاء الأنقاض وتطهير الأرض. فأين سيكون في هذه الاثناء ملايين الغزيين؟
من اقوال ويتكوف يمكن أن نفهم بان الإدارة لا تريد أن ترى عودة إلى القتال بسرعة وتريد أن تستنفد المفاوضات ولكن من الجهة الأخرى اذا ما استمعنا إلى ما قاله وزير الخارجية ماركو روبيو يبدو أن إدارة ترامب تشك في القدرة على التنفيذ الكامل للاتفاق وتفهم بانه ينبغي العودة إلى القتال لأجل تقويض حماس. الأمريكيون يكررون موقفهم في أنه ينبغي التأكد من الا تكون غزة ملجأ آمنا للمهاجمين.
تواصل الزيارة
كما أسلفنا توجد جملة من المواضيع الأخرى التي ستبحث بين الزعيمين: أوامر الاعتقال ضد نتنياهو في لاهاي وفرض عقوبات على المدعي العام كريم خان وفريقه واستمرار نقل الذخائر من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، استمرار وقف النار في لبنان. الموقف من الحكومة الجديدة في سورية وبدء المباحثات على مذكرة التفاهم الأمنية بين الدولتين والتي تنتهي المذكرة الحالية في 2028.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق