"الحاجة أم الاختراع" مقولة نعتز فيها كمجتمع منتج يفكر ويبدع في الحلول الإيجابية يدفع بالعقول النيرة إلى ابتكار حلول جديدة للتغلب على التحديات من خلال تطوير الأفكار والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة.
مشروع "هواء" التابع لشركة "استدارة" المعني بتحويل الهواء إلى ماء صالح للشرب هو مشروع شبابي نوعي يحقق العديد من الأهداف التنموية منها توفير المياه النقية والاعتماد على الموارد الطبيعية المتجددة من خلال استخدام الألواح الشمسية وتحويل الهواء إلى ماء عبر عملية تنقية متكاملة تتكون من سبع مراحل تضمن نقاء المياه وجودتها.
ولمثل هذه المشاريع التنموية الجادة والملهمة تستحق من الجميع الدعم والإشادة لما يحقق مشروع "هواء" إلى حلول مبتكرة صديقة للبيئة، فتحويل الهواء إلى ماء تمثل خطوة مهمة لها إيجابيات عديدة منها توفير المياه في ظل نقص موارد المياه كحل مستدام لحماية المصادر الطبيعية في مملكة البحرين من الاستنزاف منها المياه الجوفية، كما أن الاستفادة من الطاقة الشمسية والهواء يقلل من البصمة الكربونية، بل يمكن أيضاً الاستفادة من هذا المشروع في ري المحاصيل؛ مما يزيد من الإنتاجية الزراعية، ويقلل من استهلاك الكهرباء في الوقت نفسه.
مملكة البحرين تشهد تحولاً واضحاً نحو الطاقة النظيفة؛ نظرا لزيادة الوعي البيئي تدفع إلى البحث عن بدائل أكثر استدامة وكذلك سياسة الحكومة في تبني مشاريع الطاقة المتجددة والالتزام بأهداف الاستدامة والاتفاقيات الدولية التي من شأنها تدعو إلى تقليل انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة والنوعية من خلال الابتكار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة تتناسب مع الاحتياجات المحلية، فهناك تحديات ولكن في المقابل هناك فرص تحتاج إلى استراتيجية خاصة للاستفادة بما تمتلكه المملكة من موارد طبيعية وطاقات شبابية واعدة.
كلمة من القلب
أول محطة للمشروع كانت لمسار ناصر بن حمد للدراجات الهوائية تحقيقاً لرؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتوفير المناخ المناسب للدراجين.
فمشروع "هواء" من المشاريع الرائدة التي توفر حلاً فاعلاً ومستداماً لمواجهة التحديات العصرية تعزز من التنمية الاقتصادية المحلية وتحقق الابتكار في تكنولوجيا المياه والطاقة، ومملكة البحرين من الدولة الهامة التي تمتلك الموارد الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها للطاقة النظيفة مثل الشمس والهواء والبحار، ولا بد في المرحلة المقبلة الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين كفاءة استخدام الموارد المتجددة، وذلك للتقليل من تأثيرات تغير المناخ.
0 تعليق