تجهز رنا طفلتها لليوم الكبير. ستغادر حبيبة غزة أخيرًا لتلقي العلاج المنقذ لحياتها.
هذا ما فعله الانتظار بالطفلة ذات العامين. الجلد الأسود المتجعد الذي ترونه هو الغرغرينا، التي ساءت بشكل كبير في غضون أيام.
لقد تابعنا معركة حبيبة من أجل حياتها لأسابيع.
بعد تقريرنا على شبكة CNN، سمع الأردن صراخها طلبًا للمساعدة وقرر إجلائها للعلاج مما يشتبه بأنها حالة وراثية نادرة.
لكن الأمر استغرق قرابة أسبوعين، وهو الوقت الذي لا تملكه حبيبة للنجاة. وصف المسؤولون الأردنيون المفاوضات مع إسرائيل لإنجاز الأمر بأنها "صعبة".
لم تستجب السلطات الإسرائيلية لطلبات CNN المتكررة للتعليق على تأخير إجلاء حبيبة.
على مدار الأسبوع الماضي، بينما كانت والدتها تراقب حبيبة وهي تعاني بين الحياة والموت في العناية المركزة، كان على رنا أيضًا أن تمر برحلة مليئة بالعواطف.
وبينما كانوا يستعدون للمغادرة والإخلاء - الذي تم إلغاؤه لاحقًا، تلقت رنا أخبارًا صادمة، لن تسمح لها إسرائيل بمغادرة غزة مع حبيبة، مما أجبر هذه الأم على اتخاذ خيار مستحيل بالتخلي عن حبيبة لإنقاذ حياتها.
دعت قائلة: يا الله، إذا كانت هذه إرادتك، فسأقبلها.
لكن الأمر كان شديدًا عليها. يجب على رنا أن تظل قوية، فهي كل شيء بالنسبة لحبيبة.
استيقظوا يوم الاثنين على أخبار جيدة، فقد حصل الأردن على موافقة لسفر رنا مع حبيبة. ولكن هذه المرة، بينما كانوا يستعدون للمغادرة، قيل لهم إن ابنها لم يعد لديه إذن من إسرائيل بالمغادرة.
لا أحد يستطيع أن يجعل حبيبة تبتسم وتنسى ألمها مثل شقيقها الوحيد، صهيب. حتى أنه يبرز جانبها المشاغب.
"سأذهب وأتركك"، كما تقول حبيبة. لكن فكرة تركه بمفرده مرعبة للغاية بالنسبة للطفل البالغ من العمر 11 عامًا.
عندمت حان وقت المغادرة، وصلت سيارة الإسعاف، ووضع صهيب وجهًا شجاعًا لوداعهما. ولكن بعد وقت قصير من انطلاقهما، حدث تحول آخر، سُمح لصهيب بالانضمام إليهما.
حاول الأردن تجنيب حبيبة هذه الرحلة الطويلة القاسية عبر البر، لكن إسرائيل لم توافق على جسر جوي أردني.
عبر الحدود في الأردن، لا يوجد وقت لتضييعه، وصلت مروحية الإخلاء الطبي العسكرية التي أمر بها الملك عبدالله لحبيبة، جاهزة مع عبورها إلى الأردن.
مع حلول الليل، اللحظة التي كانوا ينتظرونها، تحرك المسعفون بسرعة لإحضار الطفلة. تطل حبيبة بهدوء من تحت بطانيتها، وهي صغيرة جدًا لفهم ما يدور حولها.
إنهم بحاجة إلى نقلها بسرعة إلى المستشفى، لكنهم يفعلون ذلك برفق.
مع مراقبتها، كانت حالة حبيبة مستقرة، لكنها وصلت للتو من رحلة مرهقة خارج العناية المركزة.
أما بالنسبة لرنا المحطمة، من المبكر جدًا أن تشعر بالراحة.
قصة حبيبة واحدة من بين آلاف الأطفال الذين أصبحوا إحصائية أخرى بلا وجه لهذه الحرب، محاصرين في غزة ومحرومين من العلاج الطبي المنقذ للحياة.
قالت السلطات الإسرائيلية، الاثنين، إنها وافقت على إخلاء حبيبة كـ"لفتة إنسانية استثنائية".
بمجرد وصولها إلى المستشفى، يبدأ الطاقم الطبي بفعل ما لم يتمكن الأطباء في غزة منه. تشخيص سريري كامل خلال الساعات الـ24 القادمة.
يأمل الأطباء هنا أن يتمكنوا من إنقاذ ساق حبيبة اليمنى وذراعيها، لكنهم يخشون أيضًا أن يكون الأوان قد فات.
ربما انتهت رحلتها للخروج من غزة، لكن معركة صعبة أخرى تبدأ الآن بالنسبة للصغيرة حبيبة.ط
0 تعليق