بن – درور يميني
قرار ترامب استئناف العقوبات على إيران قد يكون أغلب الظن هو القرار الأكثر أهمية منذ تسلم مهام منصبه. يدور الحديث عن ضربة قاسية للنظام الإيراني. العقوبات لم تبدأ اليوم. الكونغرس الأميركي قررها، في قانون خاص منذ صيف 2010 تحت الإدارة الديمقراطية لاوباما. وقد اشتدت في 2012. هذه لم تكن عقوبات الولايات المتحدة فقط. من خرقها تلقى وقع الذراع الأميركي. هكذا مثلا بنك BNP الفرنسي اجبر على أن يدفع في العام 2024 مبلغا طائلا، 8.9 مليار دولار، كغرامة على خرق العقوبات.اضافة اعلان
الثمن الأساس دفعته بالطبع إيران نفسها. فالناتج القومي انخفض قرابة 20 %. بعد مفاوضات طويلة ومضنية، في تموز 2015 وقع الاتفاق النووي مع إيران والذي أدى الى رفع الغالبية المطلقة من العقوبات. الاقتصاد الإيراني انتعش. في الاتفاق لم تكن بنود تتعلق بدعم الإرهاب بحيث أن دعم إيران لوكلاء مثل حزب الله والحوثيين، الكتائب الشيعية في العراق، الجهاد الإسلامي وحماس – آخذ في الارتفاع.
فصل إضافي في الحبكة جاء في 2018، عندما ألغي الاتفاق تحت رئاسة ترامب واستؤنفت العقوبات على إيران. مرات عديدة ينطلق نقد لاذع على قرار ترامب. والحجة الأساس هي أن إلغاء الاتفاق سرع السباق الإيراني نحو النووي. النتائج العلنية هي أن الاقتصاد الإيراني تعرض لضربة قاسية. في نهاية 2019 اعترف حسن روحاني، الذي كان في حينه رئيسا لإيران، بان استئناف العقوبات الحق بإيران ضررا اقتصاديا بمقدار 200 مليار دولار. في نهاية 2020 اعترف وزير الخارجية جواد ظريف بان الضرر لإيران بات يبلغ 250 مليار. وكان التأثير على نفقات الأمن فوري، مع انخفاض بمعدل 28 % في ميزانية الدفاع.
مع دخول بايدن إلى البيت الأبيض سجل فصل جديد. بعد شهر من تسلمه المنصب ألغى بايدن العقوبات. لا شك أنه كانت له نية طيبة. فقد أراد المصالحة. لكن المصالحة لا تنجح بالضبط مع نظام آيات الله. إضافة إلى ذلك أعاد بايدن روب مالي لمنصب رئيس الفريق المفاوض مع إيران. مالي يعتبر أب نهج المصالحة. في مرحلة معينة لم يكن واضحا بالضبط من كان يمثل – إيران حيال الولايات المتحدة ام الولايات المتحدة حيال إيران. اثنان من الفريق المفاوض، نائبه ريتشارد نافيو وايليان طبتباي، إيرانية في أصلها، انسحبا من الفريق على خلفية التنازلات المبالغ فيها والخطيرة لمالي. المصالحة لم تجدي نفعا، فهي لم تحقق اتفاقا، وأنزل عن منصبه لأسباب لم تنشر مع سحابة مخالفات أمنية فوق رأسه. أمس نشر نافيو وطبتباي مقالا جاء فيه أن "ترامب هو أغلب الظن الرئيس الأخير الذي سيحصل على فرصة لمنع إيران من بناء ترسانة نووية".
كما توجد إيران في نقطة ضعف إستراتيجية غير مسبوقة، في أعقاب الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها من إسرائيل، وكذا في النقطة الأقرب للاقتحام إلى سلاح نووي وإلى "مجموعة السلاح" التي تسمح بترجمة الاختراق إلى قدرة عسكرية. فإدارة بايدن اقترحت الجزرة أساسا، اما العصا فلم تكن هناك. هنا وهناك كانت تصريحات بصيغة "لن نسمح لإيران بسلاح نووي"، اما عمليا – فايران تقدمت الى النووي بل وواصلت التآمر الإقليمي الذي أدى الى هجوم 7 أكتوبر والى حرب مع وكلائها.
النهج الإيراني يجعل من الصعب الفهم بان ايران يقودها حكم مسيحاني. نعم، له مصالح. نعم، يفهم في المفاوضات على نحو ممتاز وقد نجح في اخضاع الدول الغربية. وما يزال، هذا نظام مستعد لن يضحي بالكثير جدا بما في ذلك بضرر اقتصادي شديد بمواطنيه كي يحقق هدف الهيمنة الإقليمية. التصريحات عن تصفية إسرائيل ليست خطابية استعراضية. هذه نية حقيقية لنظام مجنون.
العقوبات التي وقع عليها ترامب أول من أمس هي خطوة بالاتجاه الصحيح. خطوة مهمة. خطوة نتيجتها ستكون ضررا إضافيا في الاستثمارات الإيرانية مع الوكلاء في المنطقة. لكن العقوبات كوسيلة وحيدة لن توقف السباق الى النووي. العقوبات لن توقف الأيديولوجية المسيحانية التي هي أيديولوجية إبادة. الهدف يبقى على حاله. يمكن التصدي لإيران الحالية. سيكون هذا صعبا حتى متعذر التصدي لإيران نووية.
وبالتالي، فات الخيار العسكري يجب أن يكون على الطاولة. ساعة الرمل تنفد.
قرار ترامب استئناف العقوبات على إيران قد يكون أغلب الظن هو القرار الأكثر أهمية منذ تسلم مهام منصبه. يدور الحديث عن ضربة قاسية للنظام الإيراني. العقوبات لم تبدأ اليوم. الكونغرس الأميركي قررها، في قانون خاص منذ صيف 2010 تحت الإدارة الديمقراطية لاوباما. وقد اشتدت في 2012. هذه لم تكن عقوبات الولايات المتحدة فقط. من خرقها تلقى وقع الذراع الأميركي. هكذا مثلا بنك BNP الفرنسي اجبر على أن يدفع في العام 2024 مبلغا طائلا، 8.9 مليار دولار، كغرامة على خرق العقوبات.اضافة اعلان
الثمن الأساس دفعته بالطبع إيران نفسها. فالناتج القومي انخفض قرابة 20 %. بعد مفاوضات طويلة ومضنية، في تموز 2015 وقع الاتفاق النووي مع إيران والذي أدى الى رفع الغالبية المطلقة من العقوبات. الاقتصاد الإيراني انتعش. في الاتفاق لم تكن بنود تتعلق بدعم الإرهاب بحيث أن دعم إيران لوكلاء مثل حزب الله والحوثيين، الكتائب الشيعية في العراق، الجهاد الإسلامي وحماس – آخذ في الارتفاع.
فصل إضافي في الحبكة جاء في 2018، عندما ألغي الاتفاق تحت رئاسة ترامب واستؤنفت العقوبات على إيران. مرات عديدة ينطلق نقد لاذع على قرار ترامب. والحجة الأساس هي أن إلغاء الاتفاق سرع السباق الإيراني نحو النووي. النتائج العلنية هي أن الاقتصاد الإيراني تعرض لضربة قاسية. في نهاية 2019 اعترف حسن روحاني، الذي كان في حينه رئيسا لإيران، بان استئناف العقوبات الحق بإيران ضررا اقتصاديا بمقدار 200 مليار دولار. في نهاية 2020 اعترف وزير الخارجية جواد ظريف بان الضرر لإيران بات يبلغ 250 مليار. وكان التأثير على نفقات الأمن فوري، مع انخفاض بمعدل 28 % في ميزانية الدفاع.
مع دخول بايدن إلى البيت الأبيض سجل فصل جديد. بعد شهر من تسلمه المنصب ألغى بايدن العقوبات. لا شك أنه كانت له نية طيبة. فقد أراد المصالحة. لكن المصالحة لا تنجح بالضبط مع نظام آيات الله. إضافة إلى ذلك أعاد بايدن روب مالي لمنصب رئيس الفريق المفاوض مع إيران. مالي يعتبر أب نهج المصالحة. في مرحلة معينة لم يكن واضحا بالضبط من كان يمثل – إيران حيال الولايات المتحدة ام الولايات المتحدة حيال إيران. اثنان من الفريق المفاوض، نائبه ريتشارد نافيو وايليان طبتباي، إيرانية في أصلها، انسحبا من الفريق على خلفية التنازلات المبالغ فيها والخطيرة لمالي. المصالحة لم تجدي نفعا، فهي لم تحقق اتفاقا، وأنزل عن منصبه لأسباب لم تنشر مع سحابة مخالفات أمنية فوق رأسه. أمس نشر نافيو وطبتباي مقالا جاء فيه أن "ترامب هو أغلب الظن الرئيس الأخير الذي سيحصل على فرصة لمنع إيران من بناء ترسانة نووية".
كما توجد إيران في نقطة ضعف إستراتيجية غير مسبوقة، في أعقاب الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها من إسرائيل، وكذا في النقطة الأقرب للاقتحام إلى سلاح نووي وإلى "مجموعة السلاح" التي تسمح بترجمة الاختراق إلى قدرة عسكرية. فإدارة بايدن اقترحت الجزرة أساسا، اما العصا فلم تكن هناك. هنا وهناك كانت تصريحات بصيغة "لن نسمح لإيران بسلاح نووي"، اما عمليا – فايران تقدمت الى النووي بل وواصلت التآمر الإقليمي الذي أدى الى هجوم 7 أكتوبر والى حرب مع وكلائها.
النهج الإيراني يجعل من الصعب الفهم بان ايران يقودها حكم مسيحاني. نعم، له مصالح. نعم، يفهم في المفاوضات على نحو ممتاز وقد نجح في اخضاع الدول الغربية. وما يزال، هذا نظام مستعد لن يضحي بالكثير جدا بما في ذلك بضرر اقتصادي شديد بمواطنيه كي يحقق هدف الهيمنة الإقليمية. التصريحات عن تصفية إسرائيل ليست خطابية استعراضية. هذه نية حقيقية لنظام مجنون.
العقوبات التي وقع عليها ترامب أول من أمس هي خطوة بالاتجاه الصحيح. خطوة مهمة. خطوة نتيجتها ستكون ضررا إضافيا في الاستثمارات الإيرانية مع الوكلاء في المنطقة. لكن العقوبات كوسيلة وحيدة لن توقف السباق الى النووي. العقوبات لن توقف الأيديولوجية المسيحانية التي هي أيديولوجية إبادة. الهدف يبقى على حاله. يمكن التصدي لإيران الحالية. سيكون هذا صعبا حتى متعذر التصدي لإيران نووية.
وبالتالي، فات الخيار العسكري يجب أن يكون على الطاولة. ساعة الرمل تنفد.
0 تعليق