فبراير 6, 2025 3:24 م
كاتب المقال : عبد الله المجالي
يبدو أن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تعززت في دماغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد لقائه الإرهابي الخبيث بنيامين نتنياهو، بالرغم من أن الأخير يعلم أنها فكرة غير واقعية ويصعب تطبيقها، فقد حاول ذلك بقوة الحديد والنار والتجويع والتعطيش لكنه فشل واضطر للانسحاب ذليلا من محور نتساريم.
ذهب ترامب بعيدا في أوهامه حين تحدث عن فكرة الاستيلاء على غزة لجعلها “ريفيرا الشرق الأوسط”، بل لم يستبعد تدخلا عسكريا لتحقيق ذلك، وهو بذلك يضعها في صلب مخططاته التوسعية إلى جانب كندا وقناة بنما وغرينلاند.
تعزيز الفكرة في دماغ ترامب يضع مزيدا من الصعوبات والتحديات أمام النظام العربي وعلى رأسه الأردن ومصر؛ فهما حليفان استرتيجيان للولايات المتحدة، ويعتمدان بشكل أو بآخر على المساعدات الأمريكية، وزعيماهما يستعدان للقاء ترمب قريبا.
حتى اللحظة يقول ترامب إن فكرة ترحيل أهل قطاع غزة لإعماره لقيت قبولا وترحيبا من كل من تحدث معه، ويبدو أنه لم يتحدث سوى مع فريقه، الذي يشبه الوزراء العرب أمام زعمائهم حيث لا يستطيع أحد منهم معارضة فكرة يطرحها الزعيم، ومع الخبيث نتنياهو الذي يبدو أثره واضحا حين بات ترامب يتحدث بكل صراحة أن الفلسطينيين لن يعودوا للقطاع بعد أن كان يتحدث أن الترحيل سيكون مؤقتا.
وقد ذهب الغرور بترامب أن يعتقد بكل سذاجة أن الفلسطينيين أنفسهم سيوافقون على الفكرة، وأن الأردن ومصر سيوافقون كذلك على استقبال الفلسطينيين المهجرين.
فكرة ترامب هي عبارة عن جريمة ضد الإنسانية، وهي جريمة لا أعتقد أن جهة في العالم سوف تؤيده بها، وستلاقي رفضا وتنديدا عالميا، لكن ترامب الذي يتصرف وكأنه سيد العالم لن يأبه لهذا كله، لذلك فإن أحلام ترامب وأوهامه ستتحطم على شواطئ غزة تماما كما تحطم ميناء بايدن.
الفلسطينيون في غزة قالوا كلمتهم، وعلى العرب، وبالخصوص مصر والأردن، أن ينخرطوا معهم في سبيل إفشال أحلام ترامب، انخراطا يختلف تماما عن انخراطهما إبان العدوان، فالمسألة اليوم لا تتعلق بالمقاومة وحركة حماس التي لدى الطرفان تحفظات عليها!! فالمسألة اليوم تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية برمته وبمستقبل البلدين ذاته.
من المهم أن يعمل البلدان على الجمع بين المقاومة وحركة حماس والسلطة على هدف واحد هو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وإفشال مخططات التهجير، خصوصا أن السلطة الفلسطينية ترفض التهجير كذلك.
0 تعليق