فبراير 6, 2025 3:44 م
كاتب المقال : علي سعادة
![كاتب- علي سعادة](https://assabeel.net/wp-content/uploads/2024/10/191707048.jpg)
أصحاب ما يسمى “الرؤية الواقعية” لا توجد لديهم خطوط حمراء أو أية محظورات من أي نوع، “واقعيتهم” تبرر كل شيء بحجة أن هذا هو “الواقع” وتغيره مستحيلا أو قد يكون مكلفا وبثمن باهظ.
حجة الإدارة الأمريكية بخصوص ترحيل سكان غزة عنها بالقوة أو حتى تطوعا، تستند إلى “الواقعية” الزائفة التي تخفي وراءها جريمة بشعة بحق الشعب العربي الفلسطيني لا يمكن إلا أن تسمى “تطهير عرقي” وجريمة حرب وإبادة جماعية.
“الواقع” والذي هو التبرير لجريمة التطهير العرقي، يستند إلى أن غزة لم تعد قابلة للحياة، وليس ثمة أية مقومات للحياة في قطاع غزة الذي يحتاج إلى أكثر من 10 سنوات لإعادة تعميره وتأسيس للبنية التحتية من مياه وكهرباء واتصالات وشبكة صرف صحي وغيرها، لذلك من الأفضل نقلهم إلى مكان أخر إلى الأبد، تذكرة ذهاب دون عودة.
هذه “واقعية” الأمريكان والصهاينة وحكومة العصابة في تل أبيب.
إلى جانبها هناك “واقعية ” عربية ترى أنه من غير المنطق والعقل أن نصطدم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم معرفة الكثيرون بأنه رجل نزق ومتهور واستعلائي وعنصري، وتبرير هذه “الواقعة” يستند إلى أن واشنطن تمدنا بمساعدات عسكرية ومدنية كبيرة يذهب جزء منها لقطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، كما أنها تمنح التجارة مع بلادنا إعفاءات كبيرة ودون ضرائب أو جمارك، وأن وجدت فهي لا تذكر.
وإذا لم نستطع ثني ترامب عن خططه المجنونة، علينا أن ننضم إليه، ونحقق مطالبه بأقل الخسائر.
رغم أن الانصياع لهذا المتنمر لا يفيد لأنه سيرى فينا ضعفنا وخوفنا وقلقنا فقط وبالتالي سيتمادى في غيه وضلاله وقد يفرط علينا، عندها لن تتوقف طلباته وأوامره ونواهيه.
“الواقعية ” الغربية هي عنصرية حقيرة لا تضع العرب ضمن البشر، وهي حركة استعمارية توسعية يقودها الصهاينة لتحويل الوطن العربي بأكمله، حكومات وشعوبا، إلى تابعين لها وخدما ينفذون سياساتها وخططها .
“الواقعية ” العربية هي شكل مخز ومخجل من الاستسلام والضعف وعدم المقاومة، ونتيجتها أحداث هزات اجتماعية ضخمة في بلادنا، قد تهدد استقرارنا وتشكل خطرا وجوديا على الدولة بأكملها.
لذلك كل ما علينا نحن، من نقاوم ونتحدى ونتمسك بكرامتنا الوطنية والقومية، ان نرتدي قفازات التحدي ونستعد للمواجهة، فالغرب يحتاجنا أكثر مما نحتاجه وبيدنا أوراق تفاوض كثيرة، المهم أن يكون هناك قرار بالتحدي، دون ذلك سنبقى نشتم ترامب والصهاينة دون أن نؤثر عليها بشيء كحال الأعرابي الذي سرقت أبله واكتفى بشتم اللصوص “أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل”، وهو يضرب لمن لم يكن عنده إلا الكلام.
هذه فرصتنا لنظهر إلى العالم بكامل قوتنا ولياقتنا الوطنية، وإذا ضاعت هذه الفرصة سنكون أمام تحد وطني صعب قد يكلفنا الدولة.
0 تعليق