عمان- صدر للأكاديمي والباحث والمترجم المغربي الدكتور سعيد بو خليط كتاب بعنوان "تأملات فلسطينية"، وذلك عن دار جبرا للنشر والتوزيع الأردنية.
وفي كلمة على غلاف الكتاب يقول بو خليط: "إن هذه التأملات هي حوار مع الذات، بقدر ما تسمح به اللغة للتعبير عن خيالها، كما أنه يتفاعل كتابيًا بقدر ما تسعفه اللغة. يعبر عن ارتدادات جريمة بصيغة الجمع اللامتناهي، حيث تتوالى مشاهدها المدوية بحق الفلسطينيين، أمام أنظار الإنسانية جمعاء، وفي حضرة العالم "المتمدن". للأسف، أصبح هذا المشهد احتفالا همجيا بالموت، ونكاية بأسباب الحياة، بينما ينبغي للحياة أن تكون في جوهرها أسمى وأرقى".اضافة اعلان
ويشير بو خليط إلى أنه في هذا الكتاب حاول، رصد بعض القضايا المترابطة، سواء تلك المتعلقة بأشواط المعركة الدائرة حاليًا، المنفتحة حتمًا على مختلف الاحتمالات، أو تلك التي طرحتها وستطرحها باستمرار القضية الفلسطينية. ويؤكد أن القضية ستظل تُطرح طالما أن العدالة الأممية ما تزال مشلولة إلى الآن فيما يخص إنصاف الفلسطينيين، وإخراجهم من واقع الاحتلال القمعي الذي يعانون منه منذ النكبة.
ويبين المؤلف أن هذا الكتاب ليس عملا توثيقيا أو تدقيقا، بل هو عبارة عن "مونولوغات ومناجاة تطهيرية". إذ لا يمكن الاستسلام إلى الصمت أو الحياد، في حين أن ما يجري داخل فلسطين أكبر بكثير من مجرد السياق المكاني أو الوقوف عند حدود مختارة تتقيد بمحددات تجزيئية، تنتصر عاطفيا أو تفسيرا لهذا الجانب فقط من دون غيره. إنها قضية تشمل الإنسان في مجمله، وتتناول الوضع البشري على مستوى سمو تجربته.
ويقول بو خليط: "إنه حاول تسليط الضوء على جانب مما يحدث، حيث يسعى إلى حفظه بين طيات الورق، فالورق أنبل صديق حميمي للإنسان على امتداد التاريخ"، ويهدف من هذا الكتاب إلى تعقب آثار الجريمة من ناحية لغويا وذهنيا ونفسيا، بلغة مسطحة وليست تقريرية، مباشرة. مبينا أنه حاول في هذا الكتاب الإصغاء إلى ضميره ونداء إنسانيته، طالما أن الحديث يدور حول قضية مصيرية كما هو حال القضية الفلسطينية، فهي قبل كل شيء اختبارًا للمعنى في أن أكون إنسانا جديرا بهذه الهوية.
في تقديمه لكتابه، يقول بو خليط: "إنه منذ مذبحة صبرا وشاتيلا في 16 أيلول (سبتمبر) 1982، التي كانت نقطة تحول في تشكل وعيه السياسي، حيث اختبر تلك اللحظات التي خلخلت بحدة طمأنينة الطفولة، ضمن تداخل روحي بين الذات والموضوع. حيث علم بوجود شيء في هذا العالم يسمى "القضية الفلسطينية"، ثم بدأ يدرك، من خلال المعطيات السياسية وتراكم سياقها، حجم التضحية وفق وتيرة شعف شكلت حضوره الفطري، من دون تأثيرات خارجية".
ويقول المؤلف: "أدركت حينها، أنها قضية تتجاوز أكثر مما أعرفه عن واقعة المذبحة، وهكذا التقطتها بالكاد من أخبار حول ما يجري بفضل جهاز مذياع في حجم كف اليد، عبر أثير نشرات إخبارية نفيسة للغاية، مع ندرة المعلومات في ذلك الزمن البعيد". ثم يتذكر المؤلف أنه عندما كان طفلا وذهب إلى المدرسة، حدثه أستاذ اللغة العربية عن ظروف القضية الفلسطينية. فوقف لأول مرة برفقة باقي تلاميذ الفصل، على معاني وعد بلفور، والصهيونية، والنكبة، والنكسة، ثم باقي سرديات الحكاية. وكان الأستاذ يوصلنا دائما إلى قاعدة لم أستوعبها تمامًا إلا خلال مرحلة لاحقة، وهي أن هناك ارتباطا عضويا مفصليا بين التحرر الفلسطيني وتحقيق متواليات تحرر المنطقة بشكل آلي من الاستعمار، والرجعية، والتخلف.
ويقول بوخليط: "منذ ذلك الوقت بدأ اهتمامه بالسياسة، ثم جاءت فترة الجامعة، حيث تكرست مقومات وعيه السياسي بطريقة تنزع نحو منظومة اليسار التقدمي، بكل قراءاته وأدبياته، واستلهام بورتريهات رموزه المحليين والعالميين، والاسترشاد بدعواتهم الإنسانية الخالدة. وانتميت إلى الجمعيات الثقافية، حيث كانت القضية الفلسطينية حاضرة دائمًا بكل تفاصيلها، ورموزها، وأطروحاتها".
ثم تحدث المؤلف عن "انتفاضة الأطفال"، حيث أشار إلى أنه في 8 ديسمبر 1987، انتفض الفلسطينيون بقوة عبر رمزية "أطفال الحجارة"، ثم تكررت هذه الرمزية تحت لافتة "انتفاضة الأقصى" في 28 سبتمبر 2000. بعد ذلك، احتدم الصراع السياسي بين حماس والسلطة الفلسطينية، وصولا إلى المواجهة المسلحة التي تطورت إلى انفصال قطاع غزة في العام 2007، ثم انطلقت أشواط من المواجهات الدموية التي عاشها سكان القطاع مع الآلة العدوانية الإسرائيلية في الأعوام 2008، 2012، 2014، 2021، 2022.
ويعتقد بو خليط أنه على الرغم من أن هذا التاريخ يشغل برمته جزءا من تصوره، إلا أن ما حدث في إطار عملية "طوفان الأقصى" والنوعية الخاصة للآلية الأميركية - الإسرائيلية سيشكل تاريخا قائما بذاته، قياسا لكل ما سبق. ويرى أن العملية العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية، فرضت بوضوح على العالم نرجسية الدولة العبرية، مما أدى إلى ردود فعل مباشرة تمثلت في مستوى وحجم الانتقام الإسرائيلي الذي تبلور جذريا وبكيفية أكثر عنفًا وقسوة من المواجهات السابقة. والأرقام توضح جليا مؤشرات الوضع المأساوي.
وتحت عنوان "الحركة الصهيونية وأفق العالم الجهنمي"، يرى المؤلف أن الحركة الصهيونية تعد من أشهر الإيديولوجيات العدمية التي أفرزها التطور التاريخي الحديث، وتعكس بنيويا مجموعة من الأزمات القيمية والروحية.
وقد اختبرت هذه الايديولوجيا في سياقات تاريخية سابقة لتكون عصارة النموذج في المرحلة الحالية. ويربط المؤلف هذه المنظومة الفكرية الشوفينية بما يُسمى بالحركة الصهيونية، التي تبنت مبدئيا قضية تجميع شتات اليهود من جميع أنحاء العالم في وطن واحد يعكس هويتهم القومية.
وفي كلمة على غلاف الكتاب يقول بو خليط: "إن هذه التأملات هي حوار مع الذات، بقدر ما تسمح به اللغة للتعبير عن خيالها، كما أنه يتفاعل كتابيًا بقدر ما تسعفه اللغة. يعبر عن ارتدادات جريمة بصيغة الجمع اللامتناهي، حيث تتوالى مشاهدها المدوية بحق الفلسطينيين، أمام أنظار الإنسانية جمعاء، وفي حضرة العالم "المتمدن". للأسف، أصبح هذا المشهد احتفالا همجيا بالموت، ونكاية بأسباب الحياة، بينما ينبغي للحياة أن تكون في جوهرها أسمى وأرقى".اضافة اعلان
ويشير بو خليط إلى أنه في هذا الكتاب حاول، رصد بعض القضايا المترابطة، سواء تلك المتعلقة بأشواط المعركة الدائرة حاليًا، المنفتحة حتمًا على مختلف الاحتمالات، أو تلك التي طرحتها وستطرحها باستمرار القضية الفلسطينية. ويؤكد أن القضية ستظل تُطرح طالما أن العدالة الأممية ما تزال مشلولة إلى الآن فيما يخص إنصاف الفلسطينيين، وإخراجهم من واقع الاحتلال القمعي الذي يعانون منه منذ النكبة.
ويبين المؤلف أن هذا الكتاب ليس عملا توثيقيا أو تدقيقا، بل هو عبارة عن "مونولوغات ومناجاة تطهيرية". إذ لا يمكن الاستسلام إلى الصمت أو الحياد، في حين أن ما يجري داخل فلسطين أكبر بكثير من مجرد السياق المكاني أو الوقوف عند حدود مختارة تتقيد بمحددات تجزيئية، تنتصر عاطفيا أو تفسيرا لهذا الجانب فقط من دون غيره. إنها قضية تشمل الإنسان في مجمله، وتتناول الوضع البشري على مستوى سمو تجربته.
ويقول بو خليط: "إنه حاول تسليط الضوء على جانب مما يحدث، حيث يسعى إلى حفظه بين طيات الورق، فالورق أنبل صديق حميمي للإنسان على امتداد التاريخ"، ويهدف من هذا الكتاب إلى تعقب آثار الجريمة من ناحية لغويا وذهنيا ونفسيا، بلغة مسطحة وليست تقريرية، مباشرة. مبينا أنه حاول في هذا الكتاب الإصغاء إلى ضميره ونداء إنسانيته، طالما أن الحديث يدور حول قضية مصيرية كما هو حال القضية الفلسطينية، فهي قبل كل شيء اختبارًا للمعنى في أن أكون إنسانا جديرا بهذه الهوية.
في تقديمه لكتابه، يقول بو خليط: "إنه منذ مذبحة صبرا وشاتيلا في 16 أيلول (سبتمبر) 1982، التي كانت نقطة تحول في تشكل وعيه السياسي، حيث اختبر تلك اللحظات التي خلخلت بحدة طمأنينة الطفولة، ضمن تداخل روحي بين الذات والموضوع. حيث علم بوجود شيء في هذا العالم يسمى "القضية الفلسطينية"، ثم بدأ يدرك، من خلال المعطيات السياسية وتراكم سياقها، حجم التضحية وفق وتيرة شعف شكلت حضوره الفطري، من دون تأثيرات خارجية".
ويقول المؤلف: "أدركت حينها، أنها قضية تتجاوز أكثر مما أعرفه عن واقعة المذبحة، وهكذا التقطتها بالكاد من أخبار حول ما يجري بفضل جهاز مذياع في حجم كف اليد، عبر أثير نشرات إخبارية نفيسة للغاية، مع ندرة المعلومات في ذلك الزمن البعيد". ثم يتذكر المؤلف أنه عندما كان طفلا وذهب إلى المدرسة، حدثه أستاذ اللغة العربية عن ظروف القضية الفلسطينية. فوقف لأول مرة برفقة باقي تلاميذ الفصل، على معاني وعد بلفور، والصهيونية، والنكبة، والنكسة، ثم باقي سرديات الحكاية. وكان الأستاذ يوصلنا دائما إلى قاعدة لم أستوعبها تمامًا إلا خلال مرحلة لاحقة، وهي أن هناك ارتباطا عضويا مفصليا بين التحرر الفلسطيني وتحقيق متواليات تحرر المنطقة بشكل آلي من الاستعمار، والرجعية، والتخلف.
ويقول بوخليط: "منذ ذلك الوقت بدأ اهتمامه بالسياسة، ثم جاءت فترة الجامعة، حيث تكرست مقومات وعيه السياسي بطريقة تنزع نحو منظومة اليسار التقدمي، بكل قراءاته وأدبياته، واستلهام بورتريهات رموزه المحليين والعالميين، والاسترشاد بدعواتهم الإنسانية الخالدة. وانتميت إلى الجمعيات الثقافية، حيث كانت القضية الفلسطينية حاضرة دائمًا بكل تفاصيلها، ورموزها، وأطروحاتها".
ثم تحدث المؤلف عن "انتفاضة الأطفال"، حيث أشار إلى أنه في 8 ديسمبر 1987، انتفض الفلسطينيون بقوة عبر رمزية "أطفال الحجارة"، ثم تكررت هذه الرمزية تحت لافتة "انتفاضة الأقصى" في 28 سبتمبر 2000. بعد ذلك، احتدم الصراع السياسي بين حماس والسلطة الفلسطينية، وصولا إلى المواجهة المسلحة التي تطورت إلى انفصال قطاع غزة في العام 2007، ثم انطلقت أشواط من المواجهات الدموية التي عاشها سكان القطاع مع الآلة العدوانية الإسرائيلية في الأعوام 2008، 2012، 2014، 2021، 2022.
ويعتقد بو خليط أنه على الرغم من أن هذا التاريخ يشغل برمته جزءا من تصوره، إلا أن ما حدث في إطار عملية "طوفان الأقصى" والنوعية الخاصة للآلية الأميركية - الإسرائيلية سيشكل تاريخا قائما بذاته، قياسا لكل ما سبق. ويرى أن العملية العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية، فرضت بوضوح على العالم نرجسية الدولة العبرية، مما أدى إلى ردود فعل مباشرة تمثلت في مستوى وحجم الانتقام الإسرائيلي الذي تبلور جذريا وبكيفية أكثر عنفًا وقسوة من المواجهات السابقة. والأرقام توضح جليا مؤشرات الوضع المأساوي.
وتحت عنوان "الحركة الصهيونية وأفق العالم الجهنمي"، يرى المؤلف أن الحركة الصهيونية تعد من أشهر الإيديولوجيات العدمية التي أفرزها التطور التاريخي الحديث، وتعكس بنيويا مجموعة من الأزمات القيمية والروحية.
وقد اختبرت هذه الايديولوجيا في سياقات تاريخية سابقة لتكون عصارة النموذج في المرحلة الحالية. ويربط المؤلف هذه المنظومة الفكرية الشوفينية بما يُسمى بالحركة الصهيونية، التي تبنت مبدئيا قضية تجميع شتات اليهود من جميع أنحاء العالم في وطن واحد يعكس هويتهم القومية.
0 تعليق