في يوم الميثاق الوطني الذي يصادف الرابع عشر من فبراير لا نقف عند محطة استذكار الماضي فحسب، بل نستلهم من هذا اليوم دستوراً للحاضر ورؤية للمستقبل لأنه ليس مجرد وثيقة بل هو إرادة أمة وعهد بين القيادة والشعب بني على أسس راسخة قادت البحرين إلى نهضة تنموية غير مسبوقة.

فقد أرسى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم قواعد الميثاق ليكون خارطة طريق لإعادة رسم استراتجيات المملكة ولإعطاء الفكر البحريني أفقاً جديداً يتناغم مع متغيرات العصر ولم يكن مجرد حبر على ورق، ومن هنا لم تكتفِ البحرين بالمواكبة بل صنعت نموذجاً يعكس الهوية البحرينية المتجددة ويرسخ الإنسانية كمحور أساسي للتميز والنجاح.

الميثاق الوطني لم يكن خطوة تقليدية بل كان ثورة فكرية أعادت صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع، بين التنمية والاستدامة، بين الحاضر والمستقبل فقد كان نقطة تحول كسرت الجمود وفتحت الأبواب أمام انطلاقة بحرينية حديثة جعلت من الإنسان البحريني ركيزة أساسية للبناء ومن التنمية وسيلة لصناعة الغد فأبرزت المواهب والقدرات والمهارات المبدعة لشبابها وشيوخها فساهموا في نهضة منتجه غير معتمدة على النفط وغير مستهلكة للواردات الخارجية بنسبة كبيرة كما كان فأصبحت الحرفة البحرينية ميزة للهوية الوطنية لتكون المساهم الأول في كل فعاليات البحرين الخارجية والداخلية والتي أحيت الاستثمار السياحي في المملكة وعززت من بقية الأنشطة التجارية والاقتصادية ونوعت بين المصادر التي تساهم في الدخل الوطني لتؤكد على أن البحرين قادرة على أن تصنع نفسها وبقوة من نسيج وطني وهوية بحرينية متأصلة .

اليوم ونحن نعيش في عالم متسارع التغيير نرى أن الميثاق لم يكن مجرد استجابة لحظية بل رؤية استباقية تجاوزت حدود التوقعات وأرست أساساً لاقتصاد متنوع ومجتمع متوازن وسياسة حكيمة تدرك أن النهضة الحقيقية ليست في المباني الشاهقة فحسب بل في العقول النيرة والقلوب المخلصة.

الميثاق الوطني ليس مجرد ماضٍ نحتفل به بل حاضر نعيشه ومستقبل نصنعه وهو تذكير بأن الأمم العظيمة لا تتغير بالصدفة بل بالإرادة والتخطيط والقيادة الرشيدة والشعب الواعي والمبدع.. فلتكن هي رسالتنا الواضحة بأن البحرين ليست مجرد دولة على الخريطة بل نموذج متجدد للنهضة وقصة نجاح تكتب بسواعد أبنائها وعزيمة قائدها.

كل عام والبحرين أقوى.. كل عام وميثاقنا الوطني نبض تطورنا كل عام وقيادتنا الحكيمة وشعب البحرين بحفظ الله وأمنه وأمانة.

* إعلامية وباحثة أكاديمية