هل تصوم «هالسنة» بهذه الطريقة..؟!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إن كنت ممن لا يستطيعون تحمّل الإشارات الضوئية وزحمة المرور، ويتأففون عند تقاطعات المشاة التي تضمن حياة وأمان مستخدمي الطريق، وإن كان دخول أحد المركبات في خطك وطريقك المروري وأنت ذاهب إلى عملك يؤدي بك إلى حالة من الجنون والهستيريا المصحوبة بالصراخ والعويل والوعيد بالانتقام، وإن كانت أناملك الرقيقة تتحوّل إلى أصابع ملتصقة ببوق المركبة ترقّباً وتحسُّباً لأي هجوم من المركبات الجانبية التي تزاحمك في الطريق، ففكر قبل أن تفقد صيامك وأجرك، «وفكنا وفك الناس من شرك».

تتفاجأ بسلوكيات غريبة وعجيبة من بعض الأشخاص، لا يتحمّلون إشارة حمراء ولا مركبة تسير تحت وأقل من السرعة القانونية، ويستشيطون غضباً من أي تصرّف حتى لو كان بغير قصد.

من قال لكم بأن الصيام يكون بهذه الطريقة أو لهذه الأهداف، أو أن الصيام يسبّب كل تلك العصبية و«النرفزة» والهستيريا والصراخ، بالعكس تماماً، فالصوم هو الامتناع عن كل ما يُغضب الله من عادات متنمّرة وأسلوب متهجّم وتصرّفات منكرة، وفي آخرها يأتي عدم الأكل والشرب، الصوم هو عادات جميلة تجمع الناس ولا تشتتهم، تقرّبهم أكثر، الصوم هو ابتسامة صباحية نلقيها على من حولنا، الصوم هو سلوك إيجابي نُبرزه في سياقتنا، في تنفيذ مهامنا الوظيفية، في صلتنا لرحمنا، في توادّنا مع الناس، في السؤال عن الجيران والأصحاب، في إعطاء الطريق حقه، في تقديم مصالح الغير والصالح العام على مصالحنا الشخصية، هذا هو الصوم لمن ينشد المعنى الحقيقي له.

شدّني وآلمني ما حدث قبل أيام من جريمة قتل هزّت مجتمعنا الآمن، وشغلت الجميع والسبب الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي للخلال الذي أدى لتلك الجريمة البشعة هو موقف سيارة، هذا الموقف الذي يَتَّم أُسرةً وحرمهم من عائلهم، ويَتَّم أُسرةً أخرى وهي أُسرة الجاني وحرمهم من ابنهم، مأساة على أُسرتين والسبب موقف سيارة، ولكم أن تتخيّلوا مدى سطحية الخلاف وأين وصلت نتائجه، والحلّ بسيط وسهل، باختصار لا تُركّز على كل شيء، ولا تتوقع الأفضل من الجميع، بل ركّز على نفسك وكن أنت الأفضل، وأنت المتسامح، وأنت من يعفو ويغفر وقت الزلل والخطأ من الغير.

باختصار، صُمْ لكن ابتسم، صُمْ واسمح للطريق، صُمْ و«لا تصارخ» بسبب أو من غير سبب، صُمْ و«اطلع مارس الرياضة»، وزُرْ أهلك وساعد في بيتك، وصُمْ وتأدّب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق