إن دلائل متابعة هموم وقضايا المرأة تأخذ رعاية خاصة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، هذه الرعاية ذات الطابع المستدام والإستراتيجي الذي يترجم الرؤى الملكية السامية للاهتمام بمسيرة تقدم المرأة البحرينية، وبتجاوز الحديث عن نسبة ومستوى ما تحقق من إنجازات لتمكين المرأة ودفعها نحو التقدم ضمن خطط التنمية المستدامة، سوف نسلط الضوء على قرار صاحبة السمو الملكي الأخير بإنشاء لجنة المرأة في مجال "دور الحضانة ورياض الأطفال" لنستعرض بعضاً من أبعاد هذا القرار الذي يؤكد على رؤية سموها بأن فئة العاملات بدور الحضانة ورياض الأطفال بمملكة البحرين يستحقون الرعاية والاهتمام من خلال تنفيذ إجراءات أكثر إنصافاً وعدالة من حيث تعديل أوضاعهن الوظيفية بما في ذلك تعديل الرواتب والأجور لتكون هذه الفئة متساوية مع قريناتها من المعلمات والمربيات الفاضلات واستكمالاً للسياسات الوطنية للمساواه بين جميع نساء الوطن للمشاركة بفعالية وعنفوان في تربية الأجيال.

وأما على البُعد التربوي والتعليمي من المؤمل أن تسهم هذه اللجنة في تحفيز المرأة العاملة بدور الحضانة ورياض الأطفال لبذل المزيد من العطاء وتحقيق نسبة أكبر من الأهداف التربوية والتعليمية المرجوة لأبناء الوطن وهم في بداية مرحلة النشوء المبني على أسس متينة على يد المربية والمعلمة البحرينية التي تتحمل مسؤولياتها الدينية والوطنية والإنسانيه من أجل تخريج البذرات الإنسانية من براعم الوطن قبل التحاقهم بالتعليم المدرسي الأساسي.

وفي بعدها الاجتماعي سوف تضمن هذه اللجنة إن شاء الله إعطاء مكانة اجتماعية مرموقة لمربيات دور الحضانة ورياض الأطفال كما هو حال كافة المعلمات الفاضلات البحرينيات بالمدارس العامة والخاصة لتفتخر مربية الحضانة بدورها الوطني ومشاركتها في صنع مستقبل مشرق للوطن بكل إصرار وعزيمة متألقة بإبداعاتها وابتكاراتها التي نثق بها لأن تكون ذات تأثير فاعل في تغيير منظومة التعليم بمراحله المبكرة خصوصاً وأن أغلب الدراسات الحديثة تؤكد فعالية أساليب جوده التعليم المبكر على مستقبل أجيال مملكتنا الغالية.

إننا نجد بأن عملية رعاية المرأة البحرينية متقدمة ومستدامة بكل المقاييس وليس لها حدود وأن خطوات المجلس الأعلى للمرأة تشكل عصب هذا التقدم بكل إبداع وتعبر عن ترجمة حقيقية للمشروع الإصلاحي الذي ننعم به جميعاً من أجل نقل المرأة البحرينية من مرحلة التمكين لمرحلة التقدم ضمن استراتيجيات مستدامة وخطط وبرامج عمل تنفيذية تعكس مكانة المرأة البحرينية لدى وطنها وشعبها وقيادتها.