نزوح على وقع البرد.. نكبة جديدة تلاحق أهالي الضفة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – منذ ما يزيد عن اربعة أسابيع تعيش الضفة الغربية المحتلة ومخيمات الشمال فيها، حالة صعبة نتيجة استمرار اجتياح قوات الاحتلال للمخيمات واجبار سكانها على النزوح منها، وتشتيتهم في أماكن مختلفة على وقع البرد ووحل الشتاء وصعوبته.

وتعمد قوات الاحتلال التي تقتحم مخيم جنين ومخيمي نور شمس وطولكرم ومن قبلها مخيم الفارعة في طوباس،استنساخ مشهد التشريد والتدمير بحق السكان وممتلكاتهم في غزة، الامر الذي افرز نكبة جديدة للاجئين الذين اضطروا تحت وطأة القتل والتهديد والدمار للانتقال الى أماكن بديلة للإيواء والسكن.

ويروي الحاج فضل الساعي من مدينة طولكرم تفاصيل اللجوء المتجدد قائلا: “عمري الان 82 عاما وعايشتُ النكبة الأولى، واليوم تتجدد النكبة؛ حيث اجبرنا جنود الاحتلال على مغادرة منزلنا في مخيم طولكرم بعد ان امهلونا 15 دقيقة فقط وعائلتي على مغادرة المنزل والخروج الى خارج المخيم”.

ويشير الحاج الساعي إلى أن مشاهد النكبة الآن أكثر إيلاماً مما حصل في عام 48 نتيجة للظلم العالمي والدولي وتابع: “في عام1948 لم يكن من ينقل الكارثة والصورة والمعاناة ولمن اليوم وعلى مرأى الملايين يطرد الفلسطيني من أرضه مجددا دون ان يحرك أي احد ساكنا”.

يروي الحاج سليم أبو صبحة فصلاً آخر من فصول المعاناة التي يتعرض لها النازحون حيث اضطر والعديد من أفراد أسرته الى العيش مشتتين بين قرن ومناطق مختلفة يوفروا أماكن الايواء ويتابع الحاج قائلا :” نظرا لكوني مزارع فقد اضطررت الى المبيت في خيمة في أرض زراعية حتى لا انقطع عنها وبالتالي اتكبد الخسائر الفادحة كما ان اولادي الذكور ذهبوا الى أحد القرى للمبيت لدى اقاربهم فيما اضطرت زوجتي وأحد بناتي الى المبيت لدى أهلها كي يتم تأمين المبيت لهم.”

ويشير ابو صبحه الى ان النزوح والتشتت أدى الى انقطاع التواصل الوجاهي ما بينه وبين عائلته فيما يقتصر التواصل فيما بينهم الان الاتصالات الهاتفية والمحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجنبا لوقوع اي ضرر بحقهم من خلال استهداف قوات الاحتلال لكل من يتحرك في منطقه مخيم طولكرم والقرى المحيطة وبعض المناطق الموجودة هناك

واضطر الالاف من سكان المخيمات المستهدفة الى اللجوء الى الدواوين والمساجد وبعض الشقق السكنية التي تبرع بها مالكيها للنازحين الى حين انتهاء الازمة.

وأثار موقف السلطة الرسمي من مجريات الاحداث وتقصيرها في توفير الإيواء والدعم المادي والمعنوي استياء الكثيرين كما يقول الشاب أبو المجد من مخيم جنين

ويتابع أبو المجد: ”موقف السلطة سلبي للغاية وان كانت تتظاهر إعلاميا بمساعدة الكسان النازحين وتوفير بعض الاحتياجات الا ان الأذى والتقصير لا يمكن لاي كان ان ينساه، نتيجة استمرار اعتقالاتها بحق المقاومية والشرفاء وشح المساعدات التي وصت الى المخيم”.

وأردف: “نحن بغنى عن السلطة، ولكن من المعيب ان تقف موقف المتفرج دون ان تسعى لحل مشكلة النازحين وتوفير الايواء والطعام والشراب والعلاج وان تكتفي فقط ببعض التفات الذي قامت بجمعه العددي من الجمعيات الخيرية في المدن الأخرى وهي أرادت أن تسرق هذا الإنجاز وتنسبه لها”.

وتتحدث الشابة سامية جيوسي عن بشاعة النزوح قائلة:” الان فقط ادرنا معنى المعاناة التي عاشها الاهل في غزة، فاذا كنا نحن نعيش تحت سقف ويتوفر لنا بعض الاغطية الا اننا نشعر بالبرد الشديد والخوف الكبير والأسى العظيم على حجم الخذلان والتقصير”.

وتتواصل عملية الاحتلال في مدينة جنين لليوم 28 فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وحصاره المشدد على مخيم طولكرم لليوم الرابع والعشرين على التوالي، مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأجبر العديد من الأهالي على النزوح القسري من منازلهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق