أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، اليوم الخميس، عن استمرار قلقه بشأن التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية منذ سقوط بشار الأسد، بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على منطقة عازلة تخضع لحراسة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، والتي تم إنشاؤها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 مع سوريا، كما نفذ الجيش الإسرائيلي توغلات خارج المنطقة العازلة. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن إسرائيل تنتهك الاتفاق.
وأضاف بيدرسن في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس(أ ب) أنه يجرى معالجة المخاوف الأمنية و"ليس هناك، في رأيي، أي مبرر لبقاء الإسرائيليين."
وتابع قائلا: "الحل بسيط جدا، يجب على الإسرائيليين الانسحاب".
وقال بيدرسون إن تشكيل حكومة شاملة في البلاد خلال الأسابيع المقبلة سيساعد في تحديد ما إذا كان سيتم رفع العقوبات الغربية، في الوقت الذي تمضي فيه سوريا في إعادة الإعمار بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وأضاف بيدرسن لـ(أب) خلال زيارة إلى دمشق: "ما آمله هو أن تساعدنا حكومة جديدة شاملة بحق بحلول الأول من مارس، في رفع العقوبات" التي فرضتها الدول الغربية على سوريا خلال حكم بشار الأسد.
وبعد الإطاحة بالأسد في هجوم خاطف شنه متمردون في ديسمبر، قامت هيئة تحرير الشام، الجماعة المتمردة الرئيسية السابقة التي تسيطر الآن على سوريا، بإنشاء إدارة مؤقتة تضم بشكل أساسي أعضاء من "حكومة الإنقاذ" التابعة لها والتي كانت تحكم شمال غربي سوريا.
وقالت سلطة الأمر الواقع في البلاد آنذاك إنه سيتم تشكيل حكومة جديدة عبر عملية شاملة بحلول مارس. وفي يناير، تم تعيين القائد السابق لهيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، رئيسا مؤقتا لسوريا بعد اجتماع ضم معظم الفصائل المتمردة السابقة في البلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة، عقدت لجنة اجتماعات في مناطق مختلفة من سوريا تحضيرا لمؤتمر حوار وطني لوضع خارطة طريق للمستقبل السياسي للبلاد، لكن موعد انعقاده لم يُعلن بعد.
وقال بيدرسن إنه في اجتماعه الأول مع الشرع في ديسمبر ، أصر الشرع على أن الحكومة المؤقتة ستدير البلاد لمدة ثلاثة أشهر فقط، رغم أن بيدرسن حذره من أن مثل هذا الإطار الزمني ضيق.
وأضاف بيدرسن: "أعتقد أن المهم ليس ما إذا كانت المدة ثلاثة أشهر أم لا، بل ما إذا كانوا سيوفون بما قالوه دائما، وهو أن تكون هذه عملية شاملة يتم فيها إشراك جميع السوريين".
وأعرب بيدرسن عن قلقه أيضا بشأن الفراغ الأمني الذي أعقب حل الجيش الوطني السابق وأجهزة الأمن من جانب الحكام الجدد للبلاد.
وتابع بيدرسن: "إن المهم للغاية أن يتم تشكيل الهياكل الجديدة للدولة بسرعة، وأن يُقدم عرض لمن لم يعودوا في الخدمة في الجيش أو أجهزة الأمن، بحيث تتوفر لهم فرص عمل أخرى، وألا يشعر الناس بأنهم مستبعدون من مستقبل سوريا".
0 تعليق