السبيل-
تمرّ القضية الفلسطينية بظروف ومعطيات دقيقة في ظل نتائج مواجهة طوفان الأقصى البطولية التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية بكل بسالة واقتدار في مواجهة عدوان صهيوني غاشم على قطاع غزة استمر 471 يومًا، وفي مواجهة الاستهداف المتواصل للضفة الغربية.
وإزاء ما يواجه شعبنا من أخطار محدقة عبّرت عنها تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة، بالتزامن مع حملة تهجير وتدمير ممنهجة تشنهّا قوات الاحتلال وتستهدف مدن الضفة وقراها ومخيماتها، ونهوضًا بالواجب الوطني الذي تُمليه تحديات المرحلة، فإننا باسم فلسطينيي الخارج نتوجه لشعبنا الفلسطيني الصامد ولأمتنا العربية والإسلامية ولكل دول العالم بهذا الإعلان الوطني الفلسطيني:
أولًا: نؤكد على صمود شعبنا الفلسطيني وثباته على أرضه، ورفضِه القاطع لكل مخططات التهجير بمختلف أشكالها، وتوحّدِه على مواجهة كل المؤامرات والمخططات المشبوهة التي تلغي وجوده على أرضه وتستهدف تصفية قضيته، بغض النظر عن الجهة التي تصدر عنها، مؤكدين أن صمود شعبنا على أرضه خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه أو الالتفاف عليه، وإننا إذ نؤكد على أهمية مساندة أمتنا العربية والإسلامية لشعبنا الفلسطيني في مواجهة مؤامرات التهجير والتوطين، فإننا ندعو الحكومات والشعوب للصمود والتماسك والتكاتف في مواجهة هذه الأخطار، ونحذر من السماح بتمريرها تحت أي مبررات أو ذرائع، فهي تستهدف الأمن الوطني للدول العربية وتُهدد الأمن القومي العربي، ولا يقتصر خطرها على حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية العادلة.
ثانيًا: نؤكد على تمسّك شعبنا الفلسطيني بقراره الوطني المستقل، ورفضِه لكل الضغوط الإقليمية والدولية التي تستهدف شطب حقه المشروع في المقاومة والتحرير وإنهاء الاحتلال، وتسعى لفرض إملاءات خارجية تتعلق بإدارة قطاع غزة، وتربط وقف الحرب وبدء مشاريع إعادة الإعمار بتخلي شعبنا عن حقه في الصمود والمقاومة والتصدّي لجرائم الاحتلال.
ثالثاً: في ظل التداعيات الثقيلة والمعاناة الإنسانية الهائلة التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استهدف قتل أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا وتدمير البنى التحتية والمؤسسات والمنازل، فإننا ندعو أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم لتوفير مقومات صمود شعبنا على أرضه، وإلى تكثيف جهود الإغاثة وتلبية الحاجات الإنسانية والبدء الفوري بمشاريع الإيواء وإعادة الإعمار بعيدًا عن ربطها بأية استحقاقات سياسية.
رابعاً: ندعو أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم للحذر من مخططات اليمين الصهيوني المتطرف للسيطرة وبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وحسم الصراع في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والتي دخلت حيز التنفيذ وانتقلت من مساحة التهديد والتخطيط إلى تنفيذ الإجراءات العملية على الأرض. ونؤكد على ضرورة تحرّك أبناء شعبنا الفلسطيني ودولنا العربية والإسلامية ودول العالم أجمع لمواجهة تلك المخططات والتصدي لمشاريع الاستيطان التي يجري التوسّع في تنفيذها بدعم أمريكي وصمت دولي.
خامساً: ندعو دول العالم وهيئاته ومنظماته الدولية إلى التكاتف والتضامن في مواجهة مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي تستهدف سيادة الدول وتهدد وجودها واستقرارها، وتتجاوز القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، وتهدّد بمعاقبة المحاكم والمؤسسات القانونية التي تسعى لإنفاذ العدالة وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. ونؤكد على ضرورة أن تواصل تلك المؤسسات القانونية دورها في مواجهة مخططات التطهير العرقي في قطاع غزة والضفة الغربية وفي ملاحقة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني الذين تورطوا بجرائم إبادة وحشية على مرأى من العالم ومسمع.
سادساً: نتوجه بالتهنئة لأسرانا البواسل الذين تم إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال ضمن صفقات تبادل الأسرى المشرّفة، ونؤكد دعمنا وتضامننا مع من تبقى منهم في زنازين الاحتلال. وإن شعبنا الفلسطيني، بكل قواه وهيئاته وأطره الوطنية، لن يتخلى عنهم أو يتوانى لحظة عن السعي لتحريرهم، وستبقى قضيتهم على رأس جدول اهتماماته وأولوياته الوطنية.
سابعاً: نؤكد الوقوف مع أبناء شعبنا الفلسطيني في سورية في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها البلاد وتستدعي تعزيز دورهم الوطني، وندعو لتوفير كل سبل الدعم والإغاثة بما يخفف من معاناتهم ويعينهم على مواجهة التحديات.
ثامناً: ندعو جميع الأطراف السياسية في لبنان الشقيق إلى الحفاظ على الحقوق المدنية لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم، وتعزيز صمودهم وتجنيبهم التداعيات السلبية لأي تطورات سياسية داخلية، وبما يعزّز رفض التوطين وتأكيد حقهم بالعودة.
تاسعاً: نثمن الدور المشرف للمقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية بإسناد شعبنا في معركة طوفان الأقصى، ونؤكد على عودة المهجرين ودعم مشاريع إعادة إعمار ما دمره العدوان، وعلى وجوب الانسحاب الصهيوني الكامل من الأراضي اللبنانية.
عاشراً: ندعو لتعزيز الدور المهم والحيوي الذي تلعبه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية. ونعلن رفضنا لخطط الكيان الصهيوني وإدارة ترمب لإنهاء دور الوكالة كخطوة على طريق تصفية قضيتنا الفلسطينية.
الحادي عشر: نؤكد على وحدة شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وعلى ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية تعتمد الانتخاب حيثما أمكن، والتوافق ضمن مرجعية فصائلية ووطنية عندما لا يتيسر ذلك، لفرز مجلس وطني جديد ينتخب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني تحافظ على ثوابته الوطنية وتعبّر عن إرادته وتطلعاته بالتحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.
وفي انتظار اللحظة التاريخية لتحقيق ذلك، وفي ضوء هيمنة القيادة المتنفذه واحتكارها للقرار الفلسطيني وإفشالها لكل جهود التوافق الوطني وإمعانها في التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، وفي ظل الهجمة التي تستهدف وجود شعبنا الفلسطيني وتهدّد قضيتنا الوطنية، تغدو الحاجة ملحة لما يلي:
- بلورة صيغة وطنية فاعلة تنهض بمسؤوليتها في إدارة الحالة الوطنية في اللحظة الراهنة، وتضطلع بالدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده ودعم مقاومته وحقه في التحرير وإنهاء الاحتلال.
- إجراء انتخابات محلية حيث يتيسر ذلك لفرز ممثلين ومرجعيات وطنية محلية منتخبة ضمن إشراف هيئات وطنية مستقلة، وبحيث تنهض بمتابعة الشؤون المحلية لأبناء شعبنا الفلسطيني في أماكن وجودهم.
- تفعيل دور الاتحادات والهيئات والمؤسسات الوطنية المعطّلة التي جرى شطب دورها وتفريغها من مضمونها.
إن فلسطينيي الخارج بما يمثلونه من امتداد وعمق وطني، وبالتكامل مع أدوار جميع أبناء شعبنا الفلسطيني، لعازمون على النهوض بواجباتهم وتحمّل مسؤولياتهم الوطنية في مواجهة تحديات المرحلة، بالتعاون مع الكلّ الفلسطيني، دفاعًا عن ثوابتنا الوطنية وحقوقنا العادلة، وسعيًا لإنجاز تطلعات شعبنا الصامد.
عاشت فلسطين حرّة أبية مستقلة، والتحية لشعبنا المتجذّر على أرضه المتمسك بحقه في العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني، والدعم والتأييد لمقاومتنا الباسلة، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال
0 تعليق