أظهرت دراسة حديثة، أُجريت في لندن تحت اسم "دراسة رمضان في لندن"، أن الصيام خلال شهر رمضان يمكن أن يؤثر إيجابيا على التمثيل الغذائي ويقلل من مخاطر ببعض أنواع السرطان.

وتضمنت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة إمبريال كوليدج لندن، متابعة 72 مشاركا قبل وبعد شهر الصيام، مما كشف عن تغييرات ملحوظة في مؤشرات صحية مهمة تتعلق بمخاطر الإصابة بأمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.

وأوضحت النتائج المنشورة بـ"المجلة الأمريكية للتغذية السريرية"، أن صيام رمضان أدى إلى تغييرات في 14 من المركبات الأيضية المهمة، منها مؤشر للالتهاب، وأحماض أمينية، وجزيئات مرتبطة بتحلل الجلوكوز، وأجسام كيتونية، بالإضافة إلى تغييرات في فئات مختلفة من الدهون والبروتينات الدهنية، هذه التغييرات كانت مستقلة عن أي تغير في تكوين الجسم مثل فقدان الوزن، مما يعزز من احتمالية أن الصيام نفسه هو العامل المساهم في هذه الفوائد الصحية.

وأحد أبرز النتائج الأخرى التي أظهرتها الدراسة هو الانخفاض في المؤشرات المتعلقة بخطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، فقد أظهرت بيانات الدراسة انخفاضا ملحوظا في درجات المخاطر لأمراض سرطان الرئة (انخفاض بنسبة 9.6%)، سرطان القولون (انخفاض بنسبة 2.4%)، سرطان الثدي (انخفاض بنسبة 1.1%).

ووفقًا للقائمين على الدراسة، تشير النتائج إلى أن صيام رمضان مرتبط بتحسينات قصيرة المدى في الملف الأيضي لدى الأفراد، والتي بدورها قد تقلل من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، ومع ذلك، يشدد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات أوسع وأطول مدى للتحقق من هذه النتائج وتقييم آثار الصيام على الصحة العامة على المدى الطويل.

وتعد "دراسة رمضان في لندن" من الدراسات الرائدة التي تهدف إلى فهم تأثير صيام رمضان على الصحة العامة، وقام الباحثون خلالها بجمع عينات دم من المشاركين قبل وبعد شهر رمضان واستخدموا تقنيات تحليل متقدمة لمتابعة التغيرات في المركبات الأيضية.