كيف تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع خماسية عمّان للجوار السوري؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مارس 10, 2025 5:42 م

حازم عياد


شهدت مدينة طفس جنوب محافظة درعا استنفارا بين الأهالي والفصائل المحلية، إذ ارتفعت دعوات عبر المساجد تنادي بالجهاد، ليتجمع المقاتلون في ساحة المدينة بعد اقتحام قوات الاحتلال للمناطق المحيطة بالمدينة و اغلب مناطق حوض اليرموك.


الاقتحام الاسرائيلي استبق انطلاق أعمال دول الجوار السوري يوم امس في العاصمة عمّان، والتي عرفت بالخماسية، وضمت وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أركان وقادة أجهزة مخابرات كل من الاردن وتركيا والعراق ولبنان وسوريا.


لم يكتفي الاحتلال الاسرائيلي باقتحام جنوبي درعا بل عمد صباح اليوم التالي ومع انطلاقة اعمال اجتماعات الخماسية الاحد 9 آذار/ مارس بالإعلان عن استنفار أمني جنوب البحر الميت بالقرب من الحدود الاردنية بحجة وود عملية تسلل، لتحول العملية الى ما يشبه المناورة العسكرية الاسفزازية بمبررات كاذبة تشبه ما فعله رئيس اركان جيش الاحتلال الجنرال (ايال زامير) في قطاع غزة لدى زيارته وحداته العسكرية، اذ فاجأ جنوده بتمرين ميداني يحاكي هجومًا من المقاومة الفلسطينية.


التحركات العسكرية الاستفزازية جاءت كمحاولات اسرائيلية للفت انتباه الدول المشاركة في اجتماع الخماسية وخصوصا الأردن وسوريا بأن الكيان الاسرائيلي قادر على خلط الاوراق، وفرض نفسه لاعبا وان غاب عن اجتماعات الخماسية، ليأتي بيان دول الجوار بإدانة العدوان الإسرائيلي على الأرض السورية، ومحاولات التدخل الإسرائيلية في الشأن السوري، كصفعة قوية للمؤسسة العسكرية والسياسية في الكيان الاسرائيلي، الامر الذي اثار جنون قادة الكيان وعلى راسهم رئيس لجنة الامن القومي في كنيست الاحتلال الاسرائيلي بوعاز بيسموت مطلقا تصريحات مريضة قال فيها، ان دمشق يجب ان تكون تابعة لنا وممر الى الفرات نحو العراق وكردستان الامر الذي نفاه بوعاز فيما بعد داعيا الى حذف الفيديو الذي ادعى بوعاز انه مفبرك.


الهستيريا التي مارسها الاحتلال الاسرائيلي قبيل وخلال وبعيد اجتماع الخماسية في عمّان حول مستقبل سوريا ودور ودول الجوار ليس جديدا ، اذ سبقه هستيريا مماثلة لدى زيارة احمد الشرع يوم 26 من شباط / فبراير الى العاصمة عمّان بعيد توليه منصب رئيس الجمهورية بايام قليلة، اذ اقتحمت قوات الاحتلال منطقة حوض اليرموك وعدد من قرى درعا وشن غارات جوية في غوطة دمشق فالاحتلال منزعج من التقارب السوري الاردني خصوصا انه اللقاءات شملت تداول ملفات الامن والطاقة والمياه والنقل والتجارة الحيوية للبلدين .


انفتاح سوريا على محيطها وجوارها خصوصا العربي يقوض سياسة الاحتلال ويهدد بتبخر استراتيجيته التي تعول على سوريا الضعيفة والممزقة والمعزولة عن محيطها بما يسمح للاحتلال بإنشاء جيوب امنية تتبع له، وهو ما عبر عنه (بوعاز) واكدته الخرائط والتقارير السياسية والامنية الاسرائيلية اكثر من مرة.


الكيان الاسرائيلي وقادته يشعرون ان البساط يسحب من تحت اقدامهم، وان لعمّان دور مهم في هذه العملية خصوصا بعد التوافق على انشاء مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يقوض سلطة قوات (قسد) لانفصالية التي يعول عليها الاحتلال للحفاظ على سوريا ممزقة بشكل يسمح بخلق مزيد من الجيوب الجديدة المشروع الذي تعمد دول الجوار السوري على تفكيكه بهدوء.


ختاما .. الكيان دخل حالة هستيرية ناجمة عن خشية من فقدان السيطرة وانتزاع الاوراق التي يعول عليها وزاد الامر سوءا بيانات الدول الغربية والعربية لدعم السلة المركزية في دمشق، والتعويل عليها لضبط الامن المنفلت في الساحل السوري، وهو ما اكده وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو في بيان الخارجية الامريكية الاخير، ما يعني ان اميركا واوروابا لايرغبان التورط في سوريا في ظل انشغالات كبرى في ساحات دولية اخرى، ما يعني ان الاحتلال سيبقي وحيدا معزولا في معركة تقسيم واضعاف سوريا ما يفسر حالة الهستيريا التي ظهر فيها (بوعاز) الذي عاد ليبتلع القئ الذي اخرجه من جوفه، وتضمن تعريضا بالاردن ودول المنطقة بما فيها العراق وتركيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق