تشديد الرقابة والعقوبات.. هل يصل بغابات عجلون إلى "صفر تعديات"؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عجلون- في إطار سعيها بمختلف الطرق لحماية غابات عجلون من مافيات التحطيب وصولا إلى نسبة "صفر تعديات"، لجأت الجهات المعنية إلى فرض الغرامات المالية الكبيرة، والتشدد بالتوقيف الإداري، وعدم قبول تكفيل المتورطين بحوادث التعدي، وتوجيه مناشدات توعوية لحماية هذه الثروة الوطنية من الضياع.اضافة اعلان
ويرى مواطنون وناشطون، أن برد الشتاء يفاقم من المشكلة، بحيث تستغل تلك المافيات حاجة السكان إلى وسائل التدفئة المختلفة، وتزايد الطلب على الحطب الذي بات إحدى أهم وسائل التدفئة داخل المحافظة وخارجها.
وبحسب الناشط البيئي علي القضاة، فإن استفادة أهالي المحافظة والفقراء من هذه الأحطاب أو شراءها بأسعار مناسبة، سيسهم في تزويدهم خلال الشتاء بمصدر تدفئة، كما سيحد من ارتفاع أسعار الحطب، الذي يشجع المافيات، ويزيد من طمع أفرادها، وبالتالي ارتفاع حالات التعدي على الثروة الحرجية.
وأكد أن توزيع الكميات المصادرة لأهالي المحافظة، وتوزيع بعضها للفقراء، سيحد من حالات التعدي، ومن شهية مافيات التحطيب التي تبيع الطن الواحد بـنحو150 دينارا لتلك الأسر.
ويتساءل الناشط علي المومني، "إلى متى تبقى الغابات في محافظة عجلون تعاني من خطر التحطيب؟ خصوصا في فصل الشتاء الذي تتزايد فيه الاعتداءات على الثروة الحرجية بهدف استخدامها لغايات التدفئة أو بيعها"، مطالبا الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على الغابات، وتعزيز وجود الطوافين، للحد من الاعتداءات على الثروة الحرجية، لا سيما مع تدني درجات الحرارة في فصل الشتاء، وتزايد الحاجة لاستخدامها في المواقد.
انخفاض الحرارة فرصة لمافيات التحطيب
أما المواطن حسين فواز فيقول "لم يعد خافيا على أحد ما تواجهه الأشجار الحرجية في مختلف غابات عجلون من خطر التحطيب لغايات التدفئة"، لافتا إلى "تعرض مناطق عديدة في المحافظة لمحاولات التعدي، وتعرض جبل أبو نمر في أحراش عجلون لعمليات قطع مستمرة للأشجار المعمرة مثل السنديان واللزاب والقيقب، والتي تتراوح أعمارها عشرات السنين".
وبحسب المواطن عمران الشرع، "فإن منطقة أم الينابيع قرب محمية غابات عجلون تعرضت لعمليات قطع جائر طالت عشرات الأشجار الحرجية، حيث قامت الجهات المختصة من الزراعة ومحمية غابات عجلون والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية، بتتبع المعتدين على الثروة الحرجية في أراض مملوكة تقع داخل محمية الغابات بمنطقة أم الينابيع ضمن منطقة الروابي التابعة لبلدية عجلون الكبرى".
إلى ذلك، يقول المواطن عبدالرحمن إبراهيم، "إنه في مثل هذه الأوقات من كل عام، عادة ما تنشط مافيات التحطيب في محافظة عجلون، إذ تجد في انخفاض درجات الحرارة فرصة للاتجار بالحطب وبيعه داخل وخارج المحافظة، بأسعار مرتفعة لتزايد الطلب عليه لغايات التدفئة عن طريق المواقد"، داعيا وزارة الزراعة، وكما فعلت في سنوات سابقة، إلى قطع الطريق على هؤلاء من خلال توزيع الكميات المصادرة والمتجمعة لديها من الأحطاب على الأسر الفقيرة في المحافظة، ما سيسهم في خفض التعدي على الغابات في المحافظة، ويحد من شهية مافيات التحطيب.
وأكد أن الأسر الفقيرة في محافظة عجلون تحاول جمع ما تستطيع إيجاده من أحطاب جافة، للاستعانة بها وسيلة رئيسة للتدفئة بمواقد الحطب، لمواجهة البرد، في ظل عجزها عن شراء الوقود، ليأتي هذا الإجراء لمساعدتها.
لا تهاون في العقوبات
من جهته، أكد مدير محمية غابات عجلون عدي القضاة، أن كوادر الإدارة الملكية والزراعة والمحمية والأجهزة الأمنية كشفت على منطقة الاعتداء على الثروة الحرجية في منطقة أم الينابيع التي تقع ضمنها محمية غابات عجلون، مشيرا إلى أنه وبحسب الضبط الحرجي الذي تم تحريره من قبل الزراعة، تبين أن هناك تقطيعا لـ104 أفرع من أشجار ليست معمرة، وقام قسم التفتيش بالمحمية بعملية المتابعة للحادثة التي وقعت في أراض مملوكة للمواطنين داخل المحمية،  وقد جرى الاعتداء عليها.
يشار إلى أن كميات من الأحطاب تتجمع سنويا لدى مديرية الزراعة، وهي ناجمة عن مخلفات المشاريع وفتح الطرق وتقليم الغابات، إضافة إلى بعض المصادرات التي ضُبطت، جراء تعديات المافيات.
وفي مثال على تشديد الإجراءات بحق المعتدين على الثروة الحرجية، قال مدير زراعة محافظة عجلون المهندس رامي العدوان، إنه تم تحرير ضبوطات بحق متورط بنحو 40 ألف دينار، مشيرا إلى أن هذا الشخص موقوف منذ مدة رغم محاولات للإفراج عنه، غير أن الحاكمية الإدارية ترفض ذلك نظرا لاعتدائه المتكرر على الثروة الحرجية.
وبين أن عدد الضبوطات الحرجية التي حررها طوافو الحراج منذ بداية العام الحالي بلغت 17 ضبطا فقط، معللا ذلك بعملية المتابعة والرقابة على الحراج من قبل الطوافين.
كما أكد العدوان "أن كوادر زراعة عجلون والأجهزة الأمنية المختلفة تبذلان جهودا استثنائية في كافة مناطق المحافظة لحماية الثروة الحرجية، وتم قبل عدة أسابيع ضبط أكبر عملية تقطيع وتهريب لأحطاب عجلون وتم تحويلهم إلى الحاكم الإداري والجهات الأمنية والقضائية".
وأشار إلى "أنه لن يتم التهاون مع المعتدين على الثروة الحرجية في محافظة عجلون التي تعد الثروة الأهم في الوطن، وسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين من قبل الجهات القضائية والأمنية".
تراجع التعديات واستمرار المخاوف
وفي رده على مخاوف الناشطين، أكد العدوان، أنه رغم تراجع التعديات على الحراج في المحافظة للعامين الماضيين لأكثر من 80 %، إلا أن المخاوف ما تزال مستمرة من الاعتداءات على الغابات، مبينا أن كوادر الزراعة تساعد جميع الجهات المعنية لحماية الغابات.
كما أكد أن المديرية تعمل على تكثيف تواجد الطوافين وكوادر الحراج، خصوصا في الشتاء لمنع التعديات على الأشجار التي تعد ثروة وطنية.  
وكان حادث اعتداء على الغابات وقع مؤخرا، وذلك حينما ضبطت كوادر الحراج في منطقة عرجان عددا من المعتدين على الثروة الحرجية وبحوزتهم زهاء طنين من الأحطاب وجميعها من شجر السنديان، حيث تم تحرير ضبط حرجي بحق المعتدين ومصادرة الأحطاب، وتحويلهم إلى الجهات المختصة، دفع ناشطين ومواطنين للتساؤل عن أنجع الحلول للقضاء على هذه الظاهرة التي تبقى تهدد رأس مال المحافظة، وتضر بالبيئة والتنمية على حد سواء، مطالبين برقابة وإجراءات مشددة لوقفها تماما.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق