إربد.. أطفال يتنافسون على نبش الحاويات تحت وطأة الحاجة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إربد- يسارع العشرات من الأطفال مع ساعات الصباح الباكر، إلى نبش حاويات القمامة المنتشرة في شوارع إربد، بحثا عن ما يمكن بيعه من خردوات أو مواد بلاستكية وحديدية وعلب فارغة ليقوموا بجمع ذلك بواسطة عربة أو "شوالات" لبيعه في محال بيع الخردة.اضافة اعلان
الطفل سعيد البالغ من العمر 14 عاما، يقول "إن تراجع تعاطف المواطنين مع المتسولين على الإشارات الضوئية وتشديد حملات الرقابة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، دفعه للبحث عن مصدر دخل بديل وهو العمل على نبش الحاويات وجمع ما يمكن بيعه من مواد".
وأشار إلى أنه يبدأ عمله الساعة السادسة صباحا وبمعدل 10 ساعات يوميا برفقة مجموعة من الأطفال الآخرين، لافتا إلى أنه اضطر إلى ترك مقاعد الدراسة في الصف الثاني من أجل تأمين مصدر دخل لأسرته من خلال جمع المواد البلاستكية والعلب المعدنية وبيعها لمحال الخردة.
وأضاف سعيد، أنه قام بجمع مبلغ مالي هو ومجموعة من الأطفال، وقاموا بشراء عربة من أجل جمع الخردوات فيها، لافتا إلى أنه يجوب شوارع مدينة إربد يوميا للبحث في الحاويات، حيث يحرص على نبشها قبل قيام آليات البلديات بتفريغها.
"نبش الحاويات أجدى من التسول"
وبحسب طفل آخر عمره 15 عاما، "فإن نبش الحاويات أكثر جدوى من التسول في ظل رفض المواطنين تقديم المساعدة لهم، وهناك منافسة بين الأطفال على نبش الحاويات في ظل ازدياد أعدادهم في الآونة الأخيرة".
ولفت إلى أنه اضطر للعمل بهذه المهنة من أجل تأمين مصدر دخل لأسرته المكونة من 6 أفراد، مبينا أن والده مريض ولا يستطيع العمل وغير قادر على الحصول على دعم نقدي من صندوق المعونة الوطنية لعدم انطباق الشروط عليه.
وأكد أن ما يجنيه من عمله الذي يمتد لأكثر من 10 ساعات لا يتجاوز 12 دينارا، وأن هناك استغلالا من قبل أصحاب المحال التجارية لفئة الأطفال ويقومون بشراء تلك الخردوات بأسعار أقل من الأسعار المتعارف عليها.
ووفق رئيس جمعية الأسرة والطفولة في إربد، كاظم الكفيري، "فإن نبش الحاويات والعمل على جمع الخردوات ليس ترفا يقوم به الأطفال، وإنما ضرورة تقتضيها الحاجة في ظل ارتفاع معدلات الفقر لبعض الأسر وعدم توفر فرص عمل في محافظة إربد، مما دفع بالعديد من الأسر إلى توجيه أطفالهم للعمل لتأمين مصدر دخل".
وأشار الكفيري إلى "أنه مع تراجع دعم المجتمع للمتسولين المنتشرين بأعداد كبيرة في شوارع إربد وفي المجمعات، لجأ هؤلاء الأطفال إلى البحث عن مصدر دخل آخر وهو البحث في الحاويات عن مواد يمكن بيعها، رغم أن العمل بهذه المهنة يشكل خطورة بالغة على الأطفال".
زيادة أعداد الأطفال العاملين بنبش الحاويات
وأكد "أن قيام الأطفال بنبش الحاويات ونقل بعض المواد التي يمكن الاستفادة منها لبيعها، أمر بات يلحظه المواطنون كثيرا"، مبينا "أن زيادة أعدادهم في الآونة الأخيرة بسبب وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يعملون بهذه المهنة، خصوصا بعد أن تراجع الدعم المقدم لهم من قبل المنظمات".
بدوره، قال مصدر في التنمية الاجتماعية "إن مسؤولية عمل الأطفال تقع على وزارة العمل"، لافتا إلى "أن هناك أطفالا يمتهنون هذه المهنة والتي باتت تشكل مصدر دخل لهم ولأسرهم".
وأشار إلى "أن هؤلاء الأطفال العاملين عادة ما يتقاضون معونة من صندوق المعونة الوطنية إلا أنهم يعتقدون أن المعونة لا تكفيهم في ظل الظروف الاقتصادية، وبالتالي يلجأون إلى تشغيل أبنائهم في جمع الخردوات".
كما أكد المصدر "أن تشديد الرقابة على المتسولين وعدم تعاطف المواطنين معهم قلل من تواجدهم في الأماكن العامة والإشارات الضوئية والأسواق"، مشدد على" أنه في حال تم ضبط أي متسول يتم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحقه".
ووقعت بلدية إربد الكبرى قبل 3 أشهر، ممثلة برئيسها الدكتور المهندس نبيل الكوفحي، اتفاقية مع الجمعية التعاونية لتدوير النفايات، ممثلة برئيسها حسين أبو جبل، تقضي بتمديد مذكرة التفاهم الخاصة بتعزيز إدارة النفايات والإدماج الاجتماعي بين الطرفين، والمختصة بإدارة نباشي النفايات في المدينة.
وقال الكوفحي، إن تمديد هذه الاتفاقية يأتي نتيجة لما حققته خلال الفترة الماضية، وبهدف سعي البلدية إلى تحقيق مزيد من الإنجازات في هذا المجال، والتطلع إلى شراكات إستراتيجية مع العاملين غير الرسميين في مجال جمع النفايات وممثليهم، مطالبا بضرورة الوصول إلى جميع المعنيين بهذا العمل.
تصاريح لجامعي النفايات
من جهته، بيّن أبو جبل أن الفترة الماضية شهدت منح تصاريح لقرابة 300 جامع نفايات غير رسمي، وتم تزويدهم بمعدات سلامة كاملة، وبموجبها حصلوا على اعتراف رسمي بعملهم، وتم السماح لهم بالعمل بحرية، بما يضمن تحسين علاقتهم بالمجتمع المحيط وكسب احترام الجميع. وأضاف، أن الهدف من تمديد العمل بمذكرة التفاهم هو ضم 400 جامع نفايات جديد إلى الجمعية، بحيث تصل التصاريح الممنوحة للعاملين في هذه المهنة إلى قرابة 700 تصريح، يكون لكل منهم منطقة محددة، ويعملون ضمن أسس معروفة للبلدية والجمعية.
إلى ذلك، قال رئيس قسم محطة السماد والفرز في بلدية إربد الكبرى المهندس حازم أبو مخ، إن عدد النباشين يقدر في إربد المدينة بحوالي ألف شخص يمتهنون جمع النفايات من الحاويات، والبحث عن ما يمكن بيعه.
وأضاف أن هؤلاء النباشين من مختلف الأعمار ومنهم أطفال، والاتفاقية التي تم توقيعها تشمل البالغين وستتولى الإدارة الملكية لحماية البيئة الإشراف عليهم، فيما سيتم تحويل أي طفل يتم ضبطه للجهات المعنية.
وأشار أبو مخ إلى أن الهدف من تشغيل النباشين بطريقة نظامية هو الحفاظ على عدم إفراغ الحاوية من النفايات بشكل عشوائي وما يترتب عليه من جهود إضافية لعمال الوطن في عملية تنظيف النفايات التي خلفها النباشون وإعادتها إلى الحاوية من جديد.
وأكد أن كل نباش سيكون مسؤولا عن منطقة معينة وهو ما سيتولى إفراغ الحاويات بطريقة منتظمة، وسيتم محاسبته في حال أي مخالفة، مؤكدا أن النباش سيحمل زيا معينا إضافة إلى أداة تعريفية.
وبين أبو مخ، أن النباشين سيكونون منطوين تحت مظلة التأمين الصحي والضمان الاجتماعي، إضافة إلى أن البلدية والجمعية ستنظم عملية بيع تلك المواد لمحال بيع الخردة وبأسعار مناسبة بعد أن كان البعض يستغلهم بشرائها بأسعار متدنية.  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق