ما بين استدامة المشروع واستمراريته

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
موضوع الاستدامة يطول الحديث عنه ولا يصح أن يطبق إلا على بعض المصانع أو الشركات المنتجة فقط، والتي تعتمد في استدامتها واستمراريتها على إنتاجيتها، ولا يجوز أن يطبق على مؤسسة ميزانيتها التشغيلية أو جزء منها تتلقاه كدعم من الدولة أو من طرف مانح، كما أرى أن هناك خلطا بين الاستدامة وبين الاستمرارية (Sustainability and Continuity) بالرغم من تقاربهما، ولكن الاستدامة تميل إلى البيئة المحيطة بالمؤسسة أكانت استدامة في الموارد المالية ومصادر الدخل من التشغيل الذاتي أو البشرية كضمان نسبة التوظيف إلى نسبة التسرب، وأن لا تطغى إحداهما على الأخرى، أو البيئة المساعدة على النجاح؛ فمن المستحيل إقامة مشروع ربحي أو حتى خدمي في بيئة حروب غير مستقرة، ولو سلمنا بسلامة موارد المشروع لن تحميك الأنظمة المتقلبة والضرائب المفروضة من الأحزاب أو الحكومات المتغيرة! فيما تميل الاستمرارية إلى الاستراتيجية وأهداف المؤسسة التشغيلية ومدى تحقيقها على المدى القريب والمتوسط والبعيد.. وأوجه التقارب ربما يلاحظ في وجود المخاطر في كلا الحالتين، ولكن بتفاوت ربما يؤثر على الاستدامة بشكل أكبر وربما لا يوصل لمرحلة الاستمرارية. 

هذه النقطة تحتاج إلى فهم النطاق الحقيقي للمشروع أو البزنس الذي تريد أن تعمل عليه بشكل أعمق وأدق، ولو أخذنا على سبيل المثال مشروعا قائما على طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، هنا نستطيع القول إنه مشروع مستدام وقائم على مصادر بيئية لا تنضب، أما ما أراه حاليا من سرد مبالغ فيه فربما نحتاج لما وراء المعرفة لفهم واقع مبني على مجهول فعلا، صعّب على المتلقي المعلومة أو تفسير نظرية عابرة وضعها شخص في زمن محدد لمعالجة مشكلة محددة كمخطط عظمة السمكة للعالم الياباني كارو ايشيكأو بالرغم من نجاحها في ذلك الوقت، خاصة بأفكار العصف الذهني، ولكن حاليا تغيرت استراتيجيات العصف الذهني وأصبحت خارج الصندوق في زمن الذكاء الاصطناعي والكم الهائل من المعلومات!

نعم لا تزال بعض تلك النظريات أو الاستراتيجيات صالحة، ولكن في مجالات معينة فقط، ولتعلم بأن التمسك بها كقانون قطعي ربما يكون سلاحا ذا حدين ينتج عنه خلل في المنظومة المؤسسية ربما تنعكس سلبا بالميدان في مجال جودة المنتج أو خلل في العمليات التشغيلية، كأن ترى جاهلا يقيم متعلما، أو تشاهد تضارب للمصالح بقسم الحوكمة والالتزام، الحديث يطول عن الأضرار الجانبية، ولكن المؤكد بأن التطوير مفتوح لتك النظريات وما زال كثير من الاستراتيجيات والنظريات والخطط تحت التطوير ومتى أردنا التطور والتقدم فلا نحجر واسعا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق