أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لن تقبل بوجود دول الناتو على الأراضي الأوكرانية تحت أي ظرف من الظروف.
وقال لافروف في مقابلة مع المدونين الأمريكيين أندرو نابوليتانو، لاري جونسون، وماريو نوفال:
"ليس هذا هو المطلوب لإنهاء الحرب التي يشنها الغرب ضدنا من خلال الأوكرانيين بمشاركة مباشرة من قواتهم العسكرية. نحن نعلم هذا. إذا تم الاعتراف بتوسع الناتو، على الأقل من قبل (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، كأحد الأسباب الجذريةلهذه الحرب، فإن وجود قوات دول الناتو تحت أي علم أو في أي صفة كانت على الأراضي الأوكرانية يشكل لنا نفس التهديد".
بدأنا العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا اضطرارا، بعد أن باءت بالفشل كل المحاولات والبدائل الأخرى لتوجيه الوضع في اتجاه إيجابي.
لا أعتقد أن الأمريكيين سيتركون "الناتو". على الأقل، لم يلمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلقا إلى إمكانية حدوث ذلك. لكنها قالها صراحة إنه إذا كانت الدول الأعضاء في الحلف ترغب من الولايات المتحدة حمايتها ومنحها ضمانات أمنية، فيتعين عليها أن تدفع القدر المناسب لهذه المهمة.
الرئيس ترامب لا يريد تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بقيادة زيلينسكي، ولديه وجهة نظره الخاصة بهذا الشأن، والتي يعبّر عنها بانتظام وبشكل مباشر. هذه الحرب لم يكن ينبغي أن تبدأ بالأساس.
أوروبا وبريطانيا تريدان في استمرار كل ما يحدث، والطريقة التي استقبلوا بها زيلينسكي بعد فضيحة واشنطن تكشف عن رغبتهما في رفع الرهانات، وتستعدان لعمل شيء ما دفع إدارة ترامب إلى اتخاذ إجراءات عدوانية ضد روسيا.
ما يجري الآن في الولايات المتحدة يمكن وصفه بأنه "عودة إلى المسار الطبيعي". من المؤكد أن الإدارة الجديدة هي مجرد إدارة عادية جاءت إلى السلطة، ولا تتبنى أفكارا معادية للمسيحية، إلا أن هذا الأمر أثار انفجارا حقيقيا في وسائل الإعلام، وعلى الساحة السياسية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يشي بالكثير.
لقاء الرياض مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أسفر عن رغبة في عودة العلاقات الطبيعية بين روسيا والولايات المتحدة إلى مسارها الطبيعي، بمعنى أن أساس السياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس ترامب هو حماية المصالح الوطنية الأمريكية. في الوقت الذي يدرك فيه الأمريكيون أن للبلدان الأخرى أيضا مصالحها الوطنية الخاصة.
من الواضح أن الولايات المتحدة وروسيا دولتان لن تتطابق مصالحهما الوطنية أبدا، ولا يمكن أن يتطابقا بشكل كامل، ولا حتى بنسبة 50%. ولكن عندما تتطابق المصالح في مكان ما، علينا أن نفعل ما بوسعنا لتطوير تلك المساحات. وعندما لا تتطابق المصالح أو تتناقض مع بعضها البعض، يتعين على الدول المسؤولة أن تفعل كل ما بوسعها لمنع هذه التناقصات من التصعيد إلى مواجهة، ناهيك أن تكون تلك مواجهة عسكرية قد تكون لها عواقب كارثية على بلدان أخرى.
0 تعليق