اعداد: د. إبتهال محمد فاضل
شهر رمضان المبارك ليس فقط وقتاً للعبادة والتقرب إلى الله، بل أيضاً فرصة لتعزيز الصحة الجسدية والروحية. فالصيام يساعد في تخليص الجسم من السموم، وإصلاح الخلايا، وضبط مستويات الهرمونات، كما يعزز حرق الدهون المخزنة، مما قد يساهم في الوقاية من أمراض مثل تصلب الشرايين. ومع ذلك، فإن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والكلى والسرطان يواجهون تحديات خاصة خلال هذا الشهر.
بالنسبة لهؤلاء المرضى، قد يكون الصيام محفوفاً بالمخاطر إذا لم يتم إدارته بحذر. لذلك، يتفق الأطباء على ضرورة تقييم كل حالة على حدة، مع التشديد على أهمية المتابعة الطبية الدقيقة. لكن هذا لا يعني حرمانهم من الاستفادة من الجوانب الروحية لرمضان، والتي يمكن أن تكون مصدراً قوياً للدعم النفسي والروحي.
الصحة الروحية تلعب دوراً محورياً في تحسين الحالة العامة للمرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة. الشعور بالسلام الداخلي والرضا يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، وهما عاملان قد يؤثران سلباً على الصحة. خلال رمضان، يمكن لهؤلاء المرضى التركيز على العبادات مثل الصلاة وقراءة القرآن والذكر، مما يعزز الشعور بالطمأنينة والارتباط الروحي.
كما يشير الخبراء إلى أن الجانب الروحي لرمضان يمكن أن يعزز الوعي بالصحة واختيارات الطعام. فالصيام يعلمنا تقدير النعم التي نتمتع بها، ويمكن أن يكون نقطة انطلاق لتبني عادات غذائية صحية تستمر حتى بعد انتهاء الشهر الكريم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى الاستفادة من الدعم الاجتماعي خلال رمضان. المشاركة في الإفطار الجماعي أو التواصل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يعزز الصحة النفسية ويقلل من الشعور بالعزلة، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم.
في النهاية، يمثل رمضان فرصة فريدة لمرضى الأمراض المزمنة لتعزيز صحتهم الروحية والجسدية. بالتوازن بين العناية الصحية والعبادات، يمكنهم تحقيق الرفاهية الشاملة والاستفادة من بركات هذا الشهر الكريم.
* رئيس التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية - عضو جمعية أصدقاء الصحة
0 تعليق