مئات الشهداء والجرحى .. وادانة وتنديد دولي بجرائم الاحتلال الدموية
غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات":
نكثت اسرائيل بإتفاق الهدنة ،وجددت عدوانها الهمجي البربري اليوم وشنت سلسلة من الغارات الصاعقة على المدنيين العزل في قطاع غزة المحاصر هي الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين، أسفرت عن استشهاد المئات ،متوعدة بمواصلة عدوانها على غزة حتى"إعادة الأسرى" وأعلنت حماس في بيان استشهاد أربعة من المسؤولين في حكومتها بينهم رئيس الحكومة.
وتعد الضربات اللإسرائيلية انتكاسة كبرى للهدنة التي بدأت 19 يناير بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023. وأثارت الضربات الإرهابية ادانة وتنديدا دوليا لجرائم الحرب الإسرائيلية واستهداف المدنيين العزل في القطاع المحاصر.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بأن حصيلة الشهداء بلغت 413 غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقال المدير العام للمستشفيات في الوزارة محمد زقوت إن غالبية الضحايا "من الاطفال والنساء" مشيرا إلى وقوع "مئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة، جراء العدوان الإسرائيلي وسلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية" على القطاع المدمّر.
وأعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس فجر اليوم إنّه "بناء على توجيهات المستوى السياسي"، بدأت القوات "هجوما واسعا على أهداف تابعة لمنظمة حماس في أنحاء قطاع غزة".
وقالت الحكومة الإسرائيلية أن الغارات أمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عقب "رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح الرهائن .وهددت من أنّ "إسرائيل ستتحرّك الآن ضدّ حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وحذر كاتس من أن اسرائيل لن تتوقف "عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهداف الإحتلال من الحرب".
من جهته، أكد قيادي في حماس أن الحركة تعمل مع الوسطاء في اتفاق الهدنة، أي الولايات المتحدة وقطر ومصر، على "لجم عدوان الاحتلال".وأوضح "حماس وفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لتقييم الوضع والعمل مع الوسطاء للجم العدوان"، مشددا على أن الحركة "التزمت باتفاق وقف النار ونفذته بدقة، لكن الاحتلال الاسرائيلي تنصل من تنفيذه وانقلب عليه باستئناف العدوان والحرب".
- "جحيم حقيقي" - وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة انسانية كارثية طالت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون.
وقالت جيهان النحال (43 عاما) التي تقيم في حي النصر في شمال غرب مدينة غزة "كنت أجهّز السحور للأولاد، وكنت أسمع طائرات إسرائيلية فوق غزة، وفجأة وقعت انفجارات ضخمة، وكأنها أول يوم في الحرب، وفي كل مكان صراخ ونيران تشتعل والغالبية أطفال".
وأضافت "لدينا شهداء وجرحى من أقاربي ولا يوجد دفاع مدني والقصف مستمر. إنّها حرب إبادة حقيقية. في كل مكان قصف. اليوم شعرت أنّ غزة جحيم حقيقي".
بدوره، روى رامز العمارين (25 عاما) الذي يقيم في خيمة بمنطقة الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة أنّ "القصف من الطائرات الحربية والدبابات في كل مكان. فتحوا النار من جديد على غزة".
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الجيش استهدف بالغارات الجوية والقصف المدفعي "خيام النازحين ومراكز إيواء النازحين ومنازل على سكّانها المدنيين، واستهدف نقاطا للشرطة والحكومة وطرقات".
من ناحيته، زعم مسؤول إسرائيلي إنّ قوات العدوان الإرهابي استهدفت قيادة حماس وبنيتها التحتية.
وقال المسؤول إنّ الجيش "شنّ سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من رتب متوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية تابعة لمنظمة حماس "، مؤكدا أن العملية "ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسّع لأكثر من ضربات جوية".
ونعت حماس أربعة من قادتها يتقدمهم رئيس حكومتها في غزة عصام الدعاليس.ونعت الحركة في بيان الدعاليس "رئيس متابعة العمل الحكومي" إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة ومدير عام جهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة. وأوضحت أنهم قضوا "بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيونازي بشكل مباشر هم وعائلاتهم".
- "انقلاب" على وقف النار -
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أنّ إسرائيل "استشارت" إدارة ترامب قبل أن تشنّ غاراتها على القطاع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة فوكس نيوز "كما أوضح الرئيس ترامب، فإنّ حماس و"أنصار الله" وإيران وكلّ من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا - أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".
وقالت حماس ان اسرائيل انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار.وقالت إنّ "نتانياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة"، و"يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".
وفي بيان ثانٍ، اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس عزّت الرشق أن "قرار نتانياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام ضدّهم"، مضيفا أنّ "نتانياهو قرّراستئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية".
وطالبت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار "يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه".
وتوالت المواقف الدولية المنددة بالغارات الإسرائيلية المتجددة.
- الأمم المتحدة- تجدد الضربات صدمة
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته" إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد ناطق باسم الأمم المتحدة.
وقال المتحدث رولاندو غوميز في مؤتمر صحافي في جنيف حيث يعقد غوتيريش محادثات غير رسمية بشأن قبرص، إن "الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة.. ويناشد بقوة إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى إعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن صدمتة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية، داعيا إلى "إنهاء هذا الكابوس فورا".
وقال فولكر تورك في بيان، إنّ "السبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل إلى تسوية سياسية وفقا للقانون الدولي"، مضيفا أنّ "استخدام إسرائيل لمزيد من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى أن يفاقم مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف كارثية".
وقال تورك "يجب أن ينتهي هذا الكابوس فورا"، مضيفا "يجب إطلاق سراح الرهائن فورا ومن دون شروط. يجب الإفراج عن جميع المعتقلين تعسفيا فورا ومن دون شروط"، في إشارة إلى الرهائن الذين اختّطفوا خلال هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى العديد من المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وشدّد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، على أنّ "الحرب يجب أن تنتهي بشكل نهائي. نحث جميع الأطراف المؤثرة على بذل كل ما في وسعها لتحقيق السلام ومنع المزيد من معاناة المدنيين".
واعتبرت مصر أن الضربات "تنذر بعواقب وخيمة على المنطقة"، بينما رأت تركيا أن هذه الضربات هي "مرحلة جديدة في سياسة إبادة".بدورها حذّرت الرئاسة الروسية من "دوامة التصعيد" في غزة، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته" حيال الضربات.
-تظاهرات ضد نتنياهو وعودة القصف-
من جهة أخرى عبر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين اليوم عن غضبهم من عودة قصف غزة وقالوا ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يعمل على"التضحية" بالأسرى في غزة بعد الضربات الإسرائيلية العنيفة على القطاع الفلسطيني، مطالبا ب"التوقف عن قتل" هؤلاء.
وذكر المنتدى في بيان أنه رغم العديد من الطلبات "لم يلتق مسؤولو الحكومة بنا لأنهم كانوا يعدون لنسف وقف إطلاق النار الذي قد يؤدي إلى التضحية" بالرهائن.
وتظاهت عائلات الرهائن اليوم في القدس أمام مكتب نتانياهو.
وقالت موريي أرونوف، وهي متقاعدة تبلغ 62 عاما وتقيم في تل أبيب، لوكالة فرانس برس "هذا الصباح، عندما أدركنا أننا في حالة حرب مجددا، ، كان أول ما تبادر إلى ذهني، ماذا عن الرهائن؟ إنه حكم بالإعدام بالنسبة لهم، إنه أمرٌ فظيع".
ويأتي هذا التصعيد بعدما أعلنت إسرائيل الأحد أنّها أرسلت مفاوضين إلى مصر ليناقشوا مع الوسطاء المصريين قضيّة الرهائن في غزة.وبدأت مفاوضات غير مباشرة الأسبوع الماضي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكنّ الوفدين غادرا العاصمة القطرية الجمعة دون إحراز تقدّم.
وكانت إسرائيل سمحت خلال المرحلة الأولى بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من مارس.
وفي مقابلة أجرتها معه محطة "سي ان ان" الأحد، قال المبعوث الأميركي إنّ مقترحه يتضمّن عودة خمسة رهائن أحياء، من بينهم الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، في مقابل إطلاق سراح "عدد كبير من السجناء الفلسطينيين".
وأشار ويتكوف الى أن ردّ حماس عليه كان "غير مقبول بتاتا".
وكانت الحركة أعربت الجمعة عن استعدادها للإفراج عن عيدان ألكسندر وتسليم رفات أربعة إسرائيليين من حاملي الجنسية الأميركية، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل بإبعاد قيادة حماس من غزة حيث تتولّى الحركة الحكم منذ 2007 وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها.
وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. وفي حين أعلنت إسرائيل تأييدها مقترحا أميركيا لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل، شددت حماس على ضرورة بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب وانسحاب الجيش من كامل القطاع.
وفي مطلع مارس، نقلت قناة "كان" العامة عن مصادر قريبة من نتانياهو قوله إنه سينتظر ليرى ما إذا كان الوسطاء، أي قطر ومصر والولايات المتحدة، سيتمكنون من إقناع حماس بتمديد المرحلة الأولى تحت طائلة "استئناف القتال" في قطاع غزة.
وأفادت بأن نتانياهو يعتزم ممارسة "ضغوط قصوى" على الحركة وفق خطة من ثلاث مراحل تعرف باسم "خطة الجحيم". ونفّذت إسرائيل الى الآن بندين وردا في الخطة المفترضة، هما منع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع وقطع الكهرباء عنه. وبحسب الخطة، فالمرحلة الثالثة هي استئناف الحرب واستخدام قنابل ثقيلة وفّرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل.
0 تعليق