«ذا إيكونوميك تايمز»
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بأمريكا أن احتجاز الكربون في أماكن تبنى خصيصاً بالأرض لهذا الهدف وليس بالطريقة المعروفة بالغابات ارتفع بنسبة 30% خلال العقد الماضي، ليصل إلى 1.7 جيجا طن سنوياً بينما تُسهم الغابات بنسبة 6% من هذه الزيادة.
ولطالما اعتُبرت الغابات المصدر الرئيسي لاحتجاز الكربون، إلا أن الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ والأنشطة البشرية، كالحرائق وإزالة الغابات، جعلتها أكثر عرضة للخطر. في بعض الحالات، قد تُطلق الغابات كميات من الكربون تعادل ما تمتصه تقريباً. ورغم هذه التحديات، تظل الغابات مخزوناً أساسياً للكربون يجب الحفاظ عليه.
وتشير النتائج إلى أن الأنشطة البشرية، مثل بناء السدود وإنشاء البرك الاصطناعية واستخدام الأخشاب، تؤثر على جزء كبير من أحواض الكربون الأرضية. ومن أهم النتائج الإيجابية للدراسة اكتشاف أن أماكن احتجاز الكربون تُخزن بشكل أكثر ديمومة مقارنةً بالنباتات الحية.
وأدى نقص البيانات المتعلقة بتراكم الكربون في التربة والمسطحات المائية والأراضي الرطبة إلى المبالغة الكبيرة في تقدير دور الغابات في حجز الكربون والتي تمتص وتخزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عبر عملية التمثيل الضوئي، تلتقط النباتات ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى مادة عضوية تُخزن بعد ذلك في النباتات والتربة. وتلعب آلية احتجاز الكربون الطبيعية هذه دوراً رئيسياً في تنظيم دورة الكربون على كوكب الأرض والتخفيف من آثار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ.
ويُعد الحفاظ على الموائل الطبيعية واستعادتها أحد العوامل الرئيسية التي تُسهم في زيادة كميات احتجاز الكربون
ومن خلال حماية وتعزيز احتجازه في البيئات الطبيعية، فإننا لا نعالج أزمة المناخ فحسب، بل نعزز أيضاً الحفاظ على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة وفقاً للباحثين.
وتُسلّط هذه الدراسة الضوء على العمليات الحاسمة في تراكم الكربون الأرضي، والتي تغيب عن النماذج الحالية.
0 تعليق