اقترح المدرس في المسجد الحرام محمد عبدالرزاق حمزة، عام 1948، على ولي العهد آنذاك الملك سعود بن عبدالعزيز، فكرة إنشاء أوّل مرصد فلكي، على رأس جبل أبي قبيس بمكة المكرمة، وتوفير آلات وأجهزة تعين على إثبات رؤية هلال رمضان وشوال وذي الحجة، ووجّه الملك سعود في 23 رمضان عام 1367، بإطلاق مرصد مكة وبناء غرفة خاصة بالمرصد على قمة جبل أبي قبيس.

وجبل أبي قبيس أحد «الأخشبين» في مكة المكرمة، ولما لقي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما لقيه من شراسة قريش، جاءه جبريل فقال: (يا محمَّدُ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ، وما ردُّوا عليكَ، وقد بعثَ اللَّهُ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ، بما شئتَ فيهِم قالَ: فَناداني ملَكُ الجبالِ: فسلَّمَ عليَّ، ثمَّ قالَ: يا محمَّدُ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ، وأَنا ملَكُ الجبالِ، بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ، وبما شئتَ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا).

يقع جبل أبي قبيس في الجهة الشرقية للمسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه 420 متراً، وسمي بذلك لأن رجلاً يقال له «أبو قبيس» أول من قام بالبناء عليه، ويقال عنه إنه أول جبل نُصب على الأرض، ثم مُدت منه الجبال، ويسمى أيضا الجبل الأمين بسبب احتفاظه بالحجر الأسود في بطنه عام الطوفان، فلما بنى إبراهيم الخليل البيت نادى أبو قبيس أن الركن مني بموضع كذا وكذا، وقيل أتى به جبريل من الجبل وسلمه إلى إبراهيم عليه السلام. وفي إحدى الروايات أن «أبوقبيس» اقتُبس منه الحجر الأسود، ولأنه يشرف على الكعبة، بل إن الربوة التي بنيت عليها الكعبة تتصل به، وانشقاق القمر حصل عليه.