رغم أن سهم أوبر (Uber) لم يكن الخيار الأسهل للمستثمرين في السنوات الماضية إلا أنه أثبت قدرته على التحليق في وجه التحديات، فمنذ أبريل 2020 ارتفع السهم بنسبة 193%، وهو أداء لا يمكن تجاهله، ومع تراجعه حاليًا بحوالي 20% عن أعلى مستوى له يعود التساؤل هل لا يزال هناك وقت للركوب في قطار الأرباح؟.

نمو شامل ومستمر

تحول الشركة من مجرد فكرة إلى قيمة سوقية تفوق 155 مليار دولار خلال 16 عامًا فقط هو إنجاز استثنائي، وأوبر لم تقدم خدمة نقل فقط بل قدمت تجربة تفوقت على سيارات الأجرة التقليدية، مما جعل اسمها يتحول إلى فعل يستخدم في الحياة اليومية.

من حيث الأرقام قفزت إيرادات أوبر بنسبة 212% في خمس سنوات، مدفوعة بزيادة في الحجوزات الإجمالية بنسبة 150%، وعلى الرغم من أن النمو في السنوات القادمة قد لا يكون بنفس الوتيرة إلا أن استمرار النمو بنسب من خانتين يظل احتمالًا واقعيًا.

الاشتراك في خدمة Uber One يكتسب شعبية كبيرة، مع نمو عدد الأعضاء بنسبة 60% على أساس سنوي في الربع الأخير، كما تركز الشركة على جذب الفئات ذات الحساسية السعرية عبر خدمات مثل UberX Share مما يوسع شريحة المستخدمين.

السيارات الذاتية القيادة.. التهديد الأكبر أم الفرصة القادمة؟

من أبرز المخاطر التي تواجه أوبر هو ظهور تقنيات القيادة الذاتية والتي قد تستبدل السائقين بالكامل وتخفض تكلفة الخدمة بشكل كبير، ولكن الواقع الحالي يشير إلى أن هذه التقنية لا تزال بعيدة عن التبني الواسع.

أوبر من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي بل تحركت لتكون "شريكًا مفضلًا" في هذا المجال، وفهي تتعاون مع شركات رائدة مثلWaymo التابعة لجوجل وNvidia وتقدم تجارب تنقل ذاتي في مدن محددة.

قوة أوبر لا تكمن فقط في التكنولوجيا، بل في علاقتها المباشرة مع 171 مليون مستخدم نشط، وهو ما يمنحها تأثيرًا كبيرًا وشبكة من الفوائد المتبادلة بين السائقين والمستخدمين والمطاعم، ومع تقنيات مثل التسعير الديناميكي وإدارة الأسطول فإن الشركة تتمتع بميزات تشغيلية يصعب تقليدها.

ورغم أن شركات مثل تسلا تسعى لإطلاق خدمات مشابهة إلا أن بناء نظام شامل كأوبر يحتاج وقتًا وخبرة، خاصة من حيث الأمان وكفاءة التشغيل.

هل يجب شراء سهم أوبر الآن؟

مؤخرًا أعلنت شركة Pershing Square Capital Management التابعة للملياردير بيل أكمان عن شراء 30 مليون سهم من أوبر في إشارة قوية إلى الثقة في مستقبل السهم، ووفقًا لتحليلاتهم يمكن لأوبر تحقيق نمو في الأرباح بنسبة تتجاوز 30% سنويًا خلال السنوات القادمة مدعومة بنمو الإيرادات والهيمنة السوقية.

الأهم أن السهم لا يعتبر مرتفع السعر مقارنةً بأدائه إذ يتم تداوله بمضاعف ربحية آجل يبلغ 22 فقط، وهذا ما يجعله يبدو كفرصة واعدة للاستثمار طويل الأجل، ولا نستبعد أن يتضاعف سعر سهم أوبر بحلول عام 2030 مما يجعله مرشحًا لتجاوز أداء السوق بشكل كبير.