"الكتاب والأدباء" تكشف عن أعمال فكرية تعكس الغنى الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"العُمانية" أعلنت الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء عن إصداراتها لعام 2025م، والتي تضم 28 عملًا إبداعيًا جديدًا، يشارك فيها كتاب وأدباء عُمانيون يمثلون أجيالًا وتجارب متنوعة. وتتنوع الأعمال بين الشعر الفصيح والشعبي، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، والدراسات التاريخية والفكرية واللغوية والثقافية، إلى جانب أدب الرحلات، وسير الأمكنة، والمقالات، والمسرح، وأدب الأطفال. وقد تعاونت الجمعية في هذه الإصدارات التي دأبت على نشرها سنويًا، مع منشورات جدل للنشر والتوزيع، التي تأسست في عام 2021م، وتهتم بنشر الكتب التي تثير التفكير وتساهم في إثراء الحوار الثقافي. وأكدت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أن هذه الإصدارات تجسد أهدافها في نشر الكتاب العُماني، ودعم الأدباء، وتوثيق التراث والتاريخ العُماني، حيث تجاوزت حتى الآن حاجز 350 إصدارًا منذ إطلاق هذا المشروع السنوي. وستكون هذه الإصدارات حاضرة في معرض مسقط الدولي للكتاب، بدورته التاسعة والعشرين.

ففي الدراسات التاريخية يبرز كتاب «الأوضاع الاقتصادية في عُمان خلال عصر دولة اليعاربة» للدكتور أحمد بن حميد التوبي، الذي يقدم تحليلًا معمقًا للقوة الاقتصادية التي شكلت أساس الاستقلال السياسي العُماني في فترة الدراسة، ويوضح كيف ساهمت في مواجهة الاستعمار البرتغالي والفارسي، مستندًا إلى دراسات تؤكد أن الاقتصاد كان العمود الفقري للنهضة الحضارية آنذاك.

ويأتي كتاب «طريق البخور ودرب الحرير» للباحث سالم بن أحمد الكثيري ليرصد العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان والصين مع التركيز على تجارة اللبان في ظفار، ويصف الأوضاع السياسية والاقتصادية التي عززت هذه العلاقات، مقدمًا توصيفًا دقيقًا لدور سلطنة عُمان كمركز تجاري عالمي في العصور القديمة.

بينما يتناول كتاب «الصراع السياسي بين عُمان وفارس» للدكتور طالب بن سيف الخضوري التنافس التاريخي في الخليج العربي خلال القرن السابع عشر، مركزًا على طموحات نادر شاه للسيطرة على مسقط والموانئ العُمانية، وكيف تصدى الأسطول العُماني لهذه المحاولات معززًا مكانة سلطنة عُمان كقوة بحرية إقليمية.

وفي الدراسات الثقافية يبرز كتاب الجمعية «التحول الثقافي في عُمان المعاصرة»، الذي أعده الدكتور مبارك الجابري بمشاركة مجموعة من الباحثين، ويناقش التحول في المجتمع العُماني من التقليد إلى المعاصرة.

أما في مجال الرواية والقصة فتقدم رحمة المغيزوية عملها الروائي «سور سلمان (مغارة عائشة)»، وهي رواية تمزج بين الواقع والخيال، وتعكس أسلوبًا سرديًا غنيًا بالصور البصرية.

وفي سير الأمكنة يتألق كتاب «ذكرى الدِّيار» للكاتب محمد بن سليمان الحضرمي، الذي يسرد زيارات للحارات القديمة والمدن العُمانية العريقة، حيث يقول في نبذته: “سردت مشاهدات بعين الرائي، ما تراه عينه وينبض به قلبه، ثم يسيل قلمه بمشاعر أشبه بالحلم الجميل إزاء معالم لها في الوجدان ذِكرى وذاكرة”.

وتقدم شريفة الرحبية عملها القصصي «مغارات خالد»، وهو عمل موجه للأطفال واليافعين يروي مغامرات خالد المثيرة في سعيه لكشف الحقائق المجهولة، حيث تتعقد الأمور أمامه، ثم يُدرك أن هناك طريقًا واحدًا يضيء وسط الظلام، طريق يقوده إلى البيت، ويبدد حيرته".

ويقدم خالد بن سعيد الهنائي مجموعته القصصية «كوبٌ منثلمٌ» التي تتسم بالرمزية، حيث يقول أحد نصوصها: "منح قلبه لعصفور أزرق علق عشه في ركن بالغافة القديمة... ترك انتظاراته ورحل"، معبرًا عن الفقدان والرحيل بأسلوب شعري موجز.

بينما تعكس مجموعة «حياة ينقصها الكثير من البياض» للكاتبة أمل المغيزوية تجربة إنسانية عميقة، حيث يصف مقتطف منها شعور البطل بالإحباط بعد سنوات من الرحلات: "شعر بالملح يتسرب إلى خلايا جسده، وبطعم شديد المرارة يمتزج بروحه وقلبه".

وتحمل المجموعة القصصية «الرقص مع السراب» للقاص أحمد الحجري طابعًا دراميًا، حيث يصور أحد المشاهد: "رقصا كأنما يسبحان على بركة ماء... فجأة فتح عينيه فرأى السراب يبتعد مرة أخرى"، معبرًا عن الصراع بين الحلم والواقع.

وتبرز «صائد النوارس» للكاتب محمد بن صالح الصالحي كمجموعة قصصية تعبر عن الحرية والعزلة، حيث يرى كاتب مقدمة المجموعة أن عنوانها يجسد روح النصوص، كما في قصة "رائحة الجد" التي تصور تأملات خالد الصامتة.

وفي الشعر تعكس المجموعة الشعرية «شتاتٌ من شِعر» للدكتور سعيد بيت مبارك كديوان فصيح التجربة الروحية، حيث يقول: "يا سيد الثقلين هاك محبتي قد صغتها بالشعر حتى تجملا"، معبرًا عن إحساس ديني عميق.

ويقدم ديوان «خلجاتُ قلب» لمحمد بن صالح العجمي أشعارًا فصيحة تحمل وجدانًا متألمًا: "الفجر مكتئب وحارتنا يصبحها الدمار" موثقًا مشاعر الحزن والحنين، بينما يبرز ديوان «سفر آخر الجرح» للشاعر عبد الناصر سعيد كعمل شعبي يعكس الهوية العُمانية: "فيك ضيعت الأنا وفيك ضيعت السؤال... أنا ذرة من ترابك"، مانحًا القارئ إحساسًا بالانتماء.

وفي المسرح يقدم الكاتب هلال البادي مجموعته المسرحية «حياتي معك أقصر من عمر وردة!» بنصوص تعبر عن الصراع الداخلي، حيث يقول: “لا أعرف لماذا فقد حماسه في الكتابة وما عاد يكتب!”، موجهًا نقدًا للتعبير عن الأمل.

وتأتي المجموعة المسرحية «رحلة رائد ونمور» من تأليف اليقظان اليماني كعمل يحفز الطموح: "الطموح حق مشروع... انطلق لا تتوقف عند نقطة البداية”، بينما تبرز المجموعة المسرحية «أنصاف» لطارق بن هاني كنصوص تنتقد الإساءة للطبيعة: “تحتج الكائنات على سوء ما نقترفه في حق أنفسنا”، معبرة عن رؤية بيئية عميقة.

أما الدراسات الفكرية واللغوية فتشمل «الإيقاع الصوتي في ظلال القرآن عند سيد قطب» للباحث سعود بن سليمان الهنائي، وهي دراسة تبرز الجانب الأدبي في تفسير سيد قطب، واصفا تفسيره، بأنه "يتكئ على الحس الأدبي أكثر من الحس الفقهي”.

ويقدم كتاب «دراسات في اللغة المهرية» للدكتور عامر فائل بلحاف كشفًا عن تاريخ اللغة المهرية وعلاقتها بالعربية مع التركيز على جهود حفظها، بينما يأتي كتاب «إيران: التعددية والعرفان» للباحث بدر العبري كرؤية إنسانية للمجتمع الإيراني: "يحتاج إلى التأني والإنصاف بعيدًا عن الإسقاطات السياسية”.

ويرصد كتاب «في لهجة جبال حجر عُمان» للدكتور يوسف المعمري الظواهر الصوتية في الهجات العُمانية مستلهمًا طفولة المؤلف بين الجبال.

وفي أدب الرحلات ينقل كتاب «ليلة الهروب من براغ» للكاتب بدر بن ناصر الوهيبي تجربة درامية: “لم يكن ذلك حلمًا كما تمنيت، بل واقعًا كنت أحاول الهرب منه”، ويقدم كتاب «أن تروي حكاية للصلع يقف لها الشعر» للكاتب والإعلامي سليمان المعمري مقالات مستوحاة من صانع الأخبار، ويروي كيف شكلت تجربته في الإذاعة وعيه وكتابته: "تلك السنوات السبع كانت من أهم سنوات عمره التي شكلتْ وعيه وثقافته، وإحساسه بما يجري في العالم، ووسعت أفق رؤيته للأشياء وعمّقتها، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على كتابته، سواء في الأدب أو المقالات"، بينما يوثق كتاب «ما بعد السابع من أكتوبر» للكاتب زاهر المحروقي "طوفان الأقصى: “تاريخ عربي مشرف لا يقل في أهميته – إن لم يكن يزيد – عن تواريخ عربية مشرّفة أخرى، مثل السادس من أكتوبر على سبيل المثال".

ويعكس كتاب «وجوه في مرايا الذاكرة» للشاعر عبدالرزاق الربيعي ذكريات مع شخصيات ثقافية مكتوبة بأساليب متنوعة، وفي السير والتحقيقات يبرز كتاب «النقاش عبدالله الهميمي وهندسة المحاريب العمانية» للباحث زكريا بن عامر الهميمي دور الفنان العُماني عبدالله الهميمي في تصميم المحاريب: “شاهدة على الحس الجمالي والذوق الرفيع”. ويوثق كتاب «درر الزمان في التواصل بين بلاد المغرب وعمان» للدكتور سيف بن يوسف الأغبري مراسلات تاريخية تسد ثغرات في عصر بني نبهان.

وتؤكد الجمعية أن هذه الإصدارات ليست مجرد كتب، بل شهادات حية على الإبداع العُماني تجمع بين توثيق الماضي واستشراف المستقبل وتأمل الحاضر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق