تعيش إيثريوم واحدة من أصعب فتراتها في العام الحالي بعد أن فشلت في الحفاظ على مستويات المقاومة المحورية، مما أدى إلى انخفاضها بأكثر من 21% منذ كسر حاجز الـ2000 دولار.
ورغم هذه الضغوط البيعية المكثفة والأداء الباهت، فإن المؤشرات الأساسية على السلسلة تظل قوية، ما يفتح باب النقاش حول ما إذا كان السعر الحالي يعكس حقيقة القيمة، أم أنه مجرد انعكاس لموجة مؤقتة من التشاؤم.
المحلل تيد بيلوز، أشار إلى أن إيثريوم تتداول الآن قرب قيعان السوق الهابطة، على الرغم من أن بنيتها التحتية لم تكن أقوى في أي وقت مضى، فالشبكة ما تزال مسؤولة عن معالجة أكثر من 95% من جميع معاملات العملات المستقرة، وتتربع على عرش التمويل اللامركزي (DeFi) والأصول الواقعية (RWA).
كما أنها العملة البديلة الوحيدة التي حصلت على موافقة لصندوق ETF فوري في الولايات المتحدة، مع ترقب العديد من الترقيات التقنية التي تستهدف تحسين السرعة وخفض تكاليف المعاملات.
ورغم هذه الركائز القوية لا تزال أسعار إيثريوم منخفضة، مما يدفع البعض إلى التساؤل هل السوق يعكس فقط المزاج العام؟ أم أن هناك تلاعبًا مدروسًا يهدف إلى إخراج المستثمرين الضعفاء قبل الانعكاس الصعودي المحتمل؟
أساسيات متينة في مواجهة واقع غير مشجع
السوق يعيش لحظة اختبار حاسمة خصوصًا في ظل الضغوط الاقتصادية عالميًا رغم إعلان مهلة 90 يومًا للدول الأخر، وإيثريوم لم تكن بمعزل عن هذه الضغوط، إذ استمرت بالتراجع حتى اقتربت من مستويات حرجة، مما يعزز المخاوف حيال مستقبلها القصير المدي، ومع ذلك يرى بيلوز أن قوة الأساسيات لا تزال تشكل عامل طمأنة للمستثمرين، خاصة أولئك الذين يراهنون على الاستخدام الفعلي وليس فقط على حركة السعر.
فمن خلال بيانات المعاملات والقيمة الإجمالية المقفلة تواصل إيثريوم أداء دورها كمحور رئيسي للبنية التحتية في القطاع سواء في التطبيقات اللامركزية أو في مشاريع ترميز الأصول الواقعية، وإذا أُخذت هذه المعطيات بعين الاعتبار فإن الانخفاض الحالي في السعر قد يمثل فرصة استراتيجية للشراء على المدى الطويل، وفقًا لما يراه بيلوز.
السعر عالق في نطاق ضيق.. هل يتجاوز المشترون حاجز الـ1800 دولار؟
في الوقت الراهن يتداول سعر إيثريوم حول 1590 دولارًا بعد سلسلة من التحركات العرضية التي بقيت محصورة بين 1500 و1700 دولار، وهذا التذبذب يعكس حالة من الحذر الشديد في السوق حيث فشل المشترون حتى الآن في استعادة السيطرة على مناطق المقاومة الأساسية.
الأنظار تتجه نحو المتوسطات المتحركة لمدة 200 يوم على الإطار الزمني الأربع ساعات، وهي تقع حاليًا بالقرب من مستوى 1800 دولار، وتجاوز هذا الحاجز قد يُمثل تحولًا نوعيًا في أداء السعر، إذ من شأنه كسر البنية الهابطة الحالية ودفع إيثريوم نحو مناطق عرض أقوى قرب مستوى 2000 دولار.
في المقابل إن كسر مستوى الدعم 1550 دولارًا قد يؤدي إلى موجة هبوط جديدة، ويعيد السعر دون حاجز الـ1500 مما يوسع نطاق المخاطر القصيرة المدى.
حالياً يشكل النطاق السعري بين 1500 و1800 دولار ساحة المعركة الحاسمة لإيثريوم، فيما يراقب المتداولون أي اختراق حاسم قد يحدد اتجاهها المقبل.
0 تعليق