Local

-OneArabia

في صحراء منطقة الحدود الشمالية، تقف الآبار القديمة المحفورة يدويًا رمزًا بارزًا للصمود والإبداع البشري. وقد لعبت هذه الآبار دورًا محوريًا في استدامة المستوطنات في القرى التاريخية. حفر أسلافنا هذه الآبار بدقة متناهية للوصول إلى المياه الجوفية العذبة، معززين جدرانها بالحجارة لمنع انهيارها. كما ابتكروا أساليب بدائية، مثل استخدام الدلاء والدواليب المائية لنقل المياه إلى المنازل.

أشار الباحث عبد الرحمن التويجري إلى وجود أكثر من ألفي بئر أثرية في هذه المنطقة، بعضها يعود تاريخه إلى آلاف السنين. تُعدّ هذه الآبار شريان حياة حيويًا لسكان المنطقة، إذ تدعم مستوطنات قرى تاريخية مثل لينا ولوقا، حيث تضم كل منهما حوالي 300 بئر. تُؤكد هذه الوفرة أهميتها كمراكز إنسانية فاعلة عبر التاريخ.

تتميز قرية زبالة الأثرية بآبارها العديدة التي كانت تُزوّد ​​السكان والمسافرين على طول طريق درب زبيدة بالمياه. في قرية الدويد، يوجد أكثر من 200 بئر، إلى جانب آبار أخرى متفرقة في أم رضمة، والحبكة، وقيصومة فيحان، وحدك الجندي، وعيوج لينا، والمسندق، والخشبية، وغيرها من المواقع التي كانت مراكز توطين للقبائل القديمة.

أوضح خلف الغفيلي، المرشد السياحي والمهتم بالتراث، أن حفر الآبار كان يتطلب أساليب تقليدية دقيقة. وكان يتم الكشف عن وجود المياه الجوفية من خلال الاستماع إلى أصوات جريان المياه تحت الأرض أو باستخدام العصي أو قضبان الحديد. وتظل هذه الآبار إرثًا تاريخيًا هامًا، لا سيما لدى كبار السن الذين يعتزون بذكرياتها كرمز للصمود في بيئات فقيرة الموارد.

أشار الغفيلي إلى أن العديد من المواقع تطورت إلى قرى عصرية بخدمات عصرية، مع الحفاظ على الآبار القديمة كمعالم تراثية. تُتيح هذه المواقع فرصًا للتوعية بالتراث وتشجيع السياحة الثقافية. وأكد أن الآبار المحفورة يدويًا ليست مجرد حفر، بل هي رموز تاريخية نابضة بالحياة تروي قصصًا عن التحدي والتكيف مع الطبيعة.

يُعدّ الحفاظ على هذه الآبار القديمة المحفورة يدويًا أمرًا بالغ الأهمية، إذ تعكس التاريخ المحلي وتُلهم الأجيال القادمة. فهي تُذكّر بالجهود الجبارة التي بذلها أسلافنا لترسيخ الحياة في بيئة صحراوية قاسية. ويضمن الحفاظ على هذه الهياكل استمرار إرثها لسنوات قادمة.

With inputs from SPA

Story first published: Sunday, April 27, 2025, 3:46 [GST]