loading ad...
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قدم أول من أمس، تصريحا مشفوعا بالقسم للمحكمة العليا في إطار الالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك رونين بار، عرض فيه ادعاءات كثيرة ضد رئيس الشاباك استنادا إلى بروتوكولات سرية لمحادثات جرت بينهما. المحاضر استغلها نتنياهو لنفي الادعاءات التي عرضها بار في تصريحه العلني حول توجيهات غير قانونية وغير أخلاقية لرئيس الحكومة. ولكن المحاضر الكاملة وتوثيق المحادثات التي وصلت إلى "هآرتس"، والغير مشمولة في تصريح رئيس الحكومة العلني، تظهر أن نتنياهو اقتبس المحاضر بشكل مشوه وعرض على القضاة صورة مغرضة.اضافة اعلان
معظم مقاطع المحاضر في تصريح نتنياهو تعزز الادعاء بأن بار كذب عندما صرح بشأن تحذيره من قوة حماس في الأشهر التي سبقت الحرب. في أحد مقاطع النقاشات التي اقتبسها نتنياهو في تصريحه، من جلسة في كانون الثاني (يناير) 2023، يظهر أن نتنياهو أراد اغتيال قائد كبير في حماس، صالح العاروري، ولكن بار عارض ذلك. نتنياهو نشر مقطعا صغيرا من النقاش الذي قال فيه "كنت اضع مع ذلك صليبا على هذا الشاب، العاروري (كما جاء في المصدر)، الذي هو العقل المدبر ومن يدفع والمنظم". بار حسب التصريح أجاب: "يبدو لي أن هذا يعني أخذ الشاباك الى مكان معقد. لا أعتقد أن ذلك أمرا صحيحا".
المحضر الكامل للجلسة يظهر صورة معقدة أكثر. ففي الجلسة عرض على رئيس الحكومة استعراضا، وبار قال خلالها إن هناك فرقا بين مقاربة العاروري للعمليات وبين مقاربة يحيى السنوار، الذي كان في حينه رئيس حماس في القطاع. بار أكد أن العاروري يفضل التركيز على الضفة الغربية وليس غزة، لذلك فقد قدر أن اغتياله سيكون أقل نجاعة لاجتثاث العمليات. إضافة إلى ذلك اغتيال العاروري الذي لم يكن يعيش في غزة، بل في قطر، تمت مناقشته في سياق التوتر الأمني في الضفة وليس في سياق الوضع الأمني في قطاع غزة.
بعد أسبوعين تقريبا على ذلك، في 19 كانون الثاني (يناير) 2023، عرض بار على نتنياهو صورة الوضع لعمليتي اغتيال للسنوار ومحمد ضيف، قائد الذراع العسكرية في حماس. في تلك الفترة دفع بار تنفيذ العملية المشتركة لقتل القائدين، التي بدأ العمل عليها في حكومة بينيت. في المقابل، نتنياهو لم يدفع قدما بالعملية، لذلك هي لم تخرج إلى حيز التنفيذ. الاثنان قتلا بشكل منفصل أثناء الحرب بعد سنة تقريبا. نتنياهو لم يقتبس أي شيء من هذه النقاشات في تصريحه الذي قدمه أول من أمس.
في نهاية الوثيقة نشر نتنياهو اقتباسا قصيرا آخر من محضر جلسة الكابنت السياسي – الأمني في 28 كانون الثاني (يناير) 2023، التي قال فيها بار "إن قطاع غزة مقيد ومنضبط. إلى جانب ذلك هناك ازدياد في محاور الردع في مناطق مختلفة... نحن مستعدون أمامهم". من هذا الاقتباس يتبين أن بار قاد هذا التقدير الأمني، لكن عمليا كانت كل أجهزة الأمن مشاركة فيه. في النقاش نفسه، قال رئيس قسم الاستخبارات في الجيش في حينه، الجنرال اهارون حليفه "قطاع غزة منضبط ومقيد في هذه الأثناء". رئيس قسم الأبحاث في الجيش، عميت ساعر، انضم إلى هذا التقدير وقال إن سياسة وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، فيما يتعلق بالحرم هي التي تشجع على العمليات في الضفة. نتنياهو أيضا تجاهل هذه الاقتباسات في تصريحه.
اقتباس آخر من 2 تموز (يوليو) 2023، في جلسة الكابنت حول حكم حماس في غزة. في الاقتباس الذي يظهر أكثر ضبابية من سابقه في التصريح، تم توثيق بار وهو يقول "يجب النظر إلى منطقتي يهودا والسامرة من دون إحباط مشروع غزة". كما يبدو يتبين من تصريح نتنياهو أن بار ينظر بشكل إيجابي لقيادة حماس. ولكن هذا الاقتباس غاب منه السياق الأوسع الذي أعطي في النقاش، وهو يعرض أقوال رئيس الشاباك في ضوء جديد.
في الجلسة أوضح كبار قادة جهاز الأمن أن حماس لا تحارب ضد إسرائيل رغم عملية "الدرع والسهم" قبل شهرين، وعمليات أخرى للجيش في القطاع. رئيس قسم العمليات، عوديد باسيوك، قال :إن حماس لا ترد رغم مهاجمتنا مرتين للجهاد الإسلامي. لماذا؟ من أجل الهدوء الأمني والاستقرار لصالح الجمهور". اليعيزر توليدانو، الذي كان في حينه رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش قال "إن جوهر نظام الأمن أمام قطاع غزة يعمل. توجد فرصة لتمديد الاستقرار". هذه الاقتباسات التي لم يشملها نتنياهو في تصريحه تدل على أن بار لم يكن ينوي الثناء على قيادة حماس، بل أراد الحفاظ على الوضع الذي فيه هذه المنظمة لا تشارك في القتال ضد إسرائيل.
0 تعليق