ترامب يحدد الاتجاه نحو صفقة مع إيران

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

 حاييم لفنسون


 في ظل ضجة شهادة رئيس الشاباك رونين بار وشهادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خرجت من النقاشات في اسرائيل خطة ترامب للشرق الاوسط. ليس خطة نقل سكان غزة الى دول اخرى، بل خطة سلام الصفقات في الشرق الاوسط وجائزة نوبل: ايران في البداية، غزة بعد ذلك، والاموال السعودية الطائلة للولايات المتحدة في النهاية.اضافة اعلان
 المؤتمر الصحفي الذي اجراه مساء أمس في الطائرة الرئاسية اثناء عودته من المشاركة في جنازة البابا، قال ترامب إنه "ستكون صفقة قريبة مع ايران". كما هي الحال دائما يجب اخذ تصريحات الرئيس الاميركي ليس حرفيا، بل كمؤشر على الاتجاه. معروف أن المبالغة غير غريبة على ترامب. ولا يجب الفهم من ذلك بأن الاتفاق مع ايران اصبح وشيكا، بل هذه هي رغبة الرئيس الاميركي وما يسعى اليه. في اسرائيل ايضا تتراكم المؤشرات على أن جولات المفاوضات مع ايران تحرز التقدم.
يوجد بين الطرفين نقاط خلاف، ولكنها قابلة للحل بصيغة معينة. الاولى هي مطالبة الولايات المتحدة بأن لا تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم بمستوى اعلى من المستوى المطلوب لتشغيل المفاعلات النووية لانتاج الكهرباء، 3.67 في المائة. في ايران يريدون الحفاظ على التخصيب بمستوى 20 في المائة، بذريعة الحاجة الى تصدير اليورانيوم الى دول اخرى. ولكن في الغرب يقدرون أنه نهاية المطاف سيتم التوصل الى صيغة الرقابة التي ستسمح بالتوصل الى تفاهمات حول ذلك. نقطة الخلاف الثانية تتعلق ببرنامج الصواريخ، في ايران غير مستعدين لمناقشة ذلك بذريعة أنه لا صلة له بالموضوع النووي، وهو الموقف غير المقبول على الولايات المتحدة، بسبب امكانية وضع رؤوس نووية على هذه الصواريخ. حتى الآن هذا الموضوع معقد، لكن الاجواء في المحادثات جيدة والحوار مثمر.
 اسرائيل لا تشارك في المفاوضات في هذا الشأن. في الادارة الاميركية القواعد مختلفة. البيبيون السعداء والذين يهتفون لطريقة حكم الرئيس الأميركي، سيكتشفون أن سحق الكونغرس وتحويل مجلس الشيوخ الى مجموعة مشجعين، يضرهم أيضا. ان المناورات التي اجريت في عهد اوباما، محاولة تجاوز الرئيس من قبل المسؤولين المنتخبين، لن تنجح في ادارة ترامب. ولكن نتنياهو لا يملك القدرة السياسية على تجاوز ترامب من اليمين، وهو سيضطر الى تمجيد كل ما يقرره الرئيس، باعتباره اعظم انجاز في التاريخ.
 سياسة الخارجية الانعزالية التي ينتهجها نتنياهو من خلال وزير خارجيته الحقيقي، رون ديرمر (جدعون ساعر لا صلة له بالموضوع)، تعطي نتائج ضعيفة من حيث الانجازات. دبلوماسي غربي مطلع على تفاصيل المفاوضات قال بسخرية: "ديرمر لديه اسلوب دبلوماسي فريد ومبتكر. ليس ممارسة الدبلوماسية ولا انشاء تحالفات مع الدول التي تؤيدك، بل إلقاء المحاضرات على الأميركيين حول ما يجب عليهم فعله والاعتقاد بأنهم يعملون في خدمة اسرائيل. نحن سننتظر ونرى مستوى نجاح هذا الامر مع ايران".
 مقاربة ديرمر تطبق ايضا في المفاوضات على تحرير المخطوفين في غزة. المفاوضات التي في افضل الحالات لا تهم الحكومة، وفي اسوأ الحالات اجزاء في الحكومة تتوقع فشلها، الامر الذي سيمكن الجيش من تعميق العملية العسكرية في غزة. صحيح أنه حتى صباح يوم أمس لا يوجد أي جديد في المفاوضات، هي عالقة في نفس النقطة منذ شهرين. في حماس يطالبون بضمانات دولية بأن تتفاوض اسرائيل بجدية على انهاء الحرب، وأن لا تخدع وتضلل كما فعلت في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في 17 كانون الثاني.
 اسرائيل ترفض تقديم هذه الضمانات. والاميركيون يعرضون التعهد بأن اسرائيل ستكون جدية في هذه المرة. والمصريون يقدمون كل انواع الصيغ التي من المفروض أن تساعد على جسر ازمة الضمانات. اسرائيل لا تبادر الى أي شيء وتترك العمل لمصر، حيث كانت معظم ردود ديرمر "لا". في هذه الاثناء تدخل المنافسة القطرية – المصرية الى حيز التنفيذ. حيث تتهم اسرائيل قطر بتعزيز مواقف حماس من اجل الاساءة لمصر.
  نحن لا نعرف كم من الحقيقة يوجد في ادعاء اسرائيل. فهي لا توجد لديها أي فكرة عما يجب فعله بقضية قطر، سواء قبل التحقيق في العلاقة بين مكتب رئيس الحكومة وقطر أو بعده. قطر تبادر واسرائيل سلبية. لا يوجد لاسرائيل أي خطة حول ماذا يجب فعله مع حماس الخارج، وكيفية تقليص تأثير قطر أو ايجاد حلفاء جدد وناجعين في المنطقة. في قطر، كالعادة، يعملون بشكل منهجي وناجع. أمس في الدوحة تم عقد القمة الثانية للعلاقات الاستراتيجية بين رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. الاثنان قاما بمدح بعضهما. وحتى أن رئيس حكومة قطر محمد آل ثاني اشار الى أن قطر تستثمر 40 مليار جنيه استرليني في بريطانيا. قبل فترة غير بعيدة كانت قطر مستعمرة بريطانية قليلة الموارد، وبعد قليل ستصبح بريطانيا مستعمرة قطرية.
 المخطوفون سيواصلون التعفن في الانفاق. واسرائيل كالعادة ليس لديها خطة. يتدحرجون من شعار الى آخر، من التشاجر مع هرتسي هليفي الى التشاجر مع ايال زمير. شعار نتنياهو في جلسات الكابنت هو "فقط الضغط العسكري سيجعل حماس تستسلم". سموتريتش، الشخص القوي في حكومة نتنياهو والذي يفعل كل ما في استطاعته لإرضائه، مسرور بالفعل. حسب رأيه الرهائن في غزة سيموتون واسرائيل ستمضي الى احتلال القطاع، الامر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى اعادة بناء غوش قطيف وتنفيذ خطة ترامب.
 بعد مرور سنة ونصف على الحرب لم يعد أي أحد يهتم بالتظاهر. وسموتريتش قال بصورة صريحة إن اعادة المخطوفين هي هدف ثانوي بالنسبة له. واذا ماتوا في غزة فان هذا سيكون راحة له وليس كارثة. الشخص الوحيد الذي يمكنه فعل شيء هو ستيف ويتكوف، ولكنه الآن ينشغل بايران.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق