«شارع المتنبي» في معرض أبوظبي للكتاب 2025

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استعاد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق السبت الماضي في دورته الرابعة والثلاثين بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية، ذاكرة الثقافة العربية بإطلاق جناح خاص بشارع المتنبي، أبرز معالم بغداد الثقافية، الذي ارتبط اسمه لعقود طويلة بالحراك الأدبي والفكري في العراق.

ومنذ تأسيسه في بغداد العام 1932، حمل الشارع اسم الشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي، رمز الفصاحة والبلاغة. وأصبح الشارع قلباً نابضاً بالثقافة، حيث تصطف على جانبيه عشرات المكتبات، ودور النشر، ويقصده المثقفون، والشعراء، والأدباء من مختلف الأجيال، بحثاً عن كتب نادرة، ونقاشات فكرية حرّة.

واختار المعرض هذا العام أن يحتفي بهذا الألق الثقافي من خلال تدشين جناح خاص يعكس تفاصيل الشارع الأصيلة والأصلية متضمناً: أقواساً خشبية، وأزقة ضيّقة، إلى جانب رفوف مزدحمة بالكتب، وأسماء مكتبات شهيرة مثل «مكتبة حيدر خانة» و«مكتبة بغداد التراثية»، حيث يجد الزوّار أنفسهم في كل زاوية من زوايا الجناح محاطين بكنوز معرفية تجمع بين المخطوطات التراثية، والإصدارات الحديثة، في تجربة تحاكي نكهة بغداد الثقافية بكل خصوصيتها.

ولم يكن الجناح مجرد عرض للمطبوعات أو الإصدارات، بل محاولة لإعادة إحياء روح المكان.

بين صفحات الكتب المتناثرة على الطاولات والرفوف، استعاد الزوار أجواءً تشبه صباحات بغداد في شارع المتنبي، حيث كان الكتاب يجمع بين الناس ويفتح أبواب الحوار.

أخبار ذات صلة

 

ومنذ اللحظات الأولى لافتتاح المعرض، توقّف الزوار، من مختلف الأعمار والجنسيات، طويلًا يتصفحون العناوين، ويلتقطون، صوراً بين الرفوف المزيّنة، أو يغوصون في قراءة مقاطع من كتب عربية أصيلة، إذ أعاد حضور شارع المتنبي في الحدث إلى الأذهان رمزيّة المكان الذي لطالما كان منارة للعلم والأدب، وشاهداً على الحراك الثقافي رغم جميع التحولات التي مرت بها العاصمة العراقية بغداد.

وبهذا الجناح، لم يكن معرض أبوظبي للكتاب يكرّم شارع المتنبي فقط، بل كان يحتفي بروح الكتابة العربية، ويؤكد أن الثقافة قادرة دائماً على العبور من مدينة إلى أخرى، ومن زمن إلى آخر، دون أن تفقد وهجها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق