"خط مقروء".. مبادرة تقنية لدعم المصابين بعسر القراءة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة رائدة تعزز الدور التكاملي بين الثقافة والابتكار التقني، تستعرض مبادرة "خط مقروء" جهودها الحثيثة لتقديم الحلول الأمثل للمصابين بعسر القراءة، وهي مبادرة مشاركة ضمن الأنشطة المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب ٢٠٢٥، ومصممة خصيصًا لتحسين تجربة القراءة لدى الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة، والذي يسمى "الديسلكسيا"، ويُعرف عسر القراءة على أنه اضطراب يؤثر في مهارات القراءة لدى الأطفال والبالغين، ويحد من قدرتهم على فهم النصوص المكتوبة والتعبير عنها بدقة، ويواجه المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تمييز الحروف وربطها بأصواتها الصحيحة، مما يجعل عملية القراءة والتهجئة تحديًا مستمرًا لهم.

وتزداد حدة هذه التحديات مع اللغة العربية، التي تتسم بتعدد مفرداتها -التي تتجاوز 12 مليون كلمة- وتشابه أشكال الحروف وتركيبات الكلمات، مما يزيد من صعوبة القراءة السلسة لدى الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة، ويأتي تطوير "خط مقروء" بعد دراسة علمية مكثفة شملت تحليل 650 خطًا عربيًا موجّهًا لهذه الفئة، بهدف تحقيق توازن دقيق بين وضوح الحروف وسهولة التمييز البصري، مع المحافظة على الخصائص الجمالية الرفيعة للخط العربي، حيث يمثل "خط مقروء" اليوم حلًا متقدمًا يتيح للأفراد القراءة بثقة وسلاسة، ويعزز جهود المؤسسات التعليمية والمصممين والجهات الإعلامية في تقديم محتوى أكثر إتاحة وشمولًا.

وتعمل "عُمانتل"، الشركة المنفذة لهذه المبادرة، على توسيع نطاق تأثير الخط من خلال شراكات استراتيجية مع منصات التعليم الرقمي ووسائل الإعلام المختلفة، لضمان وصوله إلى الفصول الدراسية والمجتمع على مستوى أوسع وأكثر فاعلية في مختلف أنحاء سلطنة عُمان، وذلك تأكيدًا لدورها الريادي في تمكين الجميع من حقهم في المعرفة والقراءة.

وأشار قيس بن محمد العامري، مدير المسؤولية الاجتماعية بـ"عُمانتل"، إلى أن فكرة "خط مقروء" جاءت استجابة لحاجة قائمة في المجتمع، حيث انطلقت المبادرة بناء على تحليلات متخصصة شارك فيها خبراء من مجالات التصميم، واللغة العربية، وتقنية المعلومات، إلى جانب عدد من التخصصات الداعمة لتطوير الفكرة منذ مراحلها الأولى وحتى تنفيذها، بما يعزز تجربة المستخدمين بشكل فعّال.

وقد خضع الخط لاختبارات عملية شملت عينة من طلبة المدارس، لا سيما ممن يعانون من عسر القراءة، حيث أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا وسريعًا في قدرتهم على القراءة والفهم، وأكد العامري أن هذه المبادرة تُعد من أوائل المبادرات المتخصصة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، مشيرًا إلى أن المشروع يمثل سلطنة عُمان ككل، وليس فقط القائمين عليه، انطلاقًا من التزامهم بتوظيف التقنية لخدمة المجتمع، وفي إطار تطوير المبادرة، أوضح العامري أن العمل جارٍ على توسيع نطاق التعاون مع الجهات المعنية، حيث تم اتخاذ خطوة أولى عبر الشراكة مع وزارة التربية والتعليم، بهدف دمج "خط مقروء” في المناهج الدراسية، كما أشار إلى تطلعات الفريق للتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، لبحث إمكانية استخدام الخط في اللوحات الإرشادية بالشوارع والطرق العامة، ودعا العامري الكتّاب ودور النشر إلى تبني الخط ضمن أعمالهم، باعتباره وسيلة فعّالة لتحسين فهم واستيعاب المواد المكتوبة، وتعزيز خطط التسويق من خلال تقديم محتوى أكثر وضوحًا وسهولة للقراء، وقد قمنا بتوفيره في موقع عُمانتل الإلكتروني لسهولة الحصول عليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق