قالت عضو جمعية أصدقاء الصحة فاطمة سامي النقي إن تقنية البودكاست باتت أداة حديثة لنشر الوعي الصحي عبر العديد من القطاعات الصحية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أو المنظمات الأهلية، فهي وسيلة لتصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع وتثقيف الأفراد صحياً بطرق مبسطة ولغة صريحة سهلة الفهم، خصوصاً عند سرد التجارب الصحية التي يرويها مقدمو الخدمات الطبية والمرضى أنفسهم، لكنها أكدت أنها مادة تثقيفية وتوجيهية، وليست بديلاً عن مراجعة المتخصصين الصحيين، ويجب الحرص على عدم تعريض هوية المرضى لمخاطر مع الالتزام بكافة معايير الأخلاقيات الصحية والقانونية.
وأضافت فاطمة النقي أنه ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالبودكاست (البث الإعلامي المرئي) عبر قنوات التواصل الاجتماعي كإحدى أسرع الطرق لنشر المعلومات والأخبار وأحدث المستجدات في شتى المجالات، منها المجال الطبي، موضحة أنه من خلال حديث شيق مع أطباء مختصين، يتم سرد قصص حقيقية وتجارب متنوعة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، يُمكن من خلالها نشر الثقافة الصحية لشرائح المجتمع المختلفة. وتابعت أنه من المواضيع الطبية الشائعة التي شهدتها منصات البودكاست في الآونة الأخيرة قصص نجاح مرضى السرطان، ومفاهيم العناية بالأسنان، وصحة المرأة بعد الحمل، والتغذية السليمة للمراهقين، والصحة النفسية، والأمراض الجنسية المعدية، وغيرها الكثير. وفقاً لإحصاءات عام 2024، يستمع 59% من الناس للبودكاست بانتظام في المملكة العربية السعودية، مما يجعلها من أعلى النسب عالمياً.
ووفقا لفاطمة النقي: «هنا تكمن أهمية التوجه نحو استعراض مواضيع ذات أهمية لمعالجة المشكلات الأكثر تأثيراً على صحة مجتمعاتنا، خصوصاً تلك التي تمثل عبئاً هائلاً على الأنظمة الصحية، مثل قضايا التدخين أو إهمال الفحوصات الطبية الدورية، مما يؤدي إلى تأخر اكتشاف الأمراض بشكل مبكر، علاوة على ذلك، ينبغي أن يمثل قياس الأثر من برامج البودكاست الصحية أولوية لدى الجهات المعنية بالصحة العامة، لتحديد استراتيجيات أكثر فعالية للترويج الإعلامي أو استهداف فئات معينة، كما يمكن أن تلعب الأبحاث العلمية دوراً فعالاً في كشف أنماط وسلوكيات المتابعين أو المشاهدين، وتحديد اهتماماتهم ورغباتهم نحو نوع وأسلوب برامج البودكاست، مما يسهم في تعزيز العائد الاجتماعي الإيجابي لهذه البرامج».
من ناحية أخرى، أكدت النقي «دور ووعي المشاهد في انتقاء برامج البودكاست القيمة التي تقدم المعلومات الطبية بشكل موضوعي ومبني على الحقائق العلمية. وبالتالي إمكانية مشاركة هذه المعلومات مع الأصدقاء والأقارب للاستفادة منها. كما ينبغي الفهم بشكل جيد أن ما يتم استعراضه في هذه البرامج يمثل مادة تثقيفية وتوجيهية، وليست بديلاً عن مراجعة المتخصصين الصحيين في المستشفيات والمراكز المرخصة». وقالت إنه «من الضروري جداً أن يحرص المشاركون ببرامج البودكاست الصحية على الحفاظ على خصوصية بيانات المرضى وعدم تعريض هوية المرضى لمخاطر الكشف والتسريب وهو ما يتطلب الالتزام بكافة معايير الأخلاقيات الصحية وكذلك المعايير القانونية، خصوصاً بما يتعلق بسياسات وإجراءات السرية للمؤسسات التي ينتمي لها ضيوف حلقات البودكاست». وأوضحت أن هناك «بعض من المكاسب والإيجابيات التي قد يحصل عليها ضيوف برامج البودكاست، مثل الظهور الإعلامي والتعرف على مجالات اختصاصاتهم من قبل الجمهور بشكل أقرب وأكثر وضوحاً، إلى جانب كسب ثقة الناس، وخصوصاً عند تقديم المعلومات والمعرفة بشكل يستهدف المصلحة الصحية لأفراد المجتمع بشفافية ومصداقية وبروح من المسؤولية المهنية والوطنية العالية».
0 تعليق