loading ad...
عمان - لا يفت في عضد الدولة الأردنية، تلك الإساءات التي تخرج بين حين وآخر للنيل من دورها الوطني والقومي والإنساني تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولا سيما تجاه الأشقاء بقطاع غزة، وما يعيشونه من معاناة جراء العدوان الذي يشنه الاحتلال الصهيوني عليهم.اضافة اعلان
ولا يتوانى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عن مواصلة دوره تجاه الأشقاء في ظل ما يعانونه؛ ما يعكس نهجا وطنيا ثابتا وراسخا، ووفاء قوميا لم يتزعزع برغم التحديات.
وقد حذّر باحثون ومحللون سياسيون من حملات إعلامية ممنهجة لتشويه دور الأردن في دعم الأشقاء بقطاع غزة، عبر بث روايات تفتقر للمصداقية لتضليل الرأي العام.
وأكدوا في أحاديثهم لـ”بترا” أن وعي الأردنيين وحكمة قيادتهم، أفشل تلك المحاولات، وزاد من منعة الأردن ليستمر بتقديم الدعم غير المشروط للأشقاء في فلسطين، باعتباره واجبًا وطنيًا وعروبيا وإنسانيًا.
وأشاروا إلى أن الأردن يقف بثبات إلى جانب الفلسطينيين، مسخّرًا كل إمكاناته لتثبيتهم على أرضهم، ونقل المساعدات للقطاع، ولن يثنيه عن القيام بهذا الواجب أحد.
حملات تديرها
أجندات مشبوهة
خبراء ومحللون سياسيون، أكدوا أن هذه الحملات تدار من جهات ذات أجندات مشبوهة، تخدم روايات الاحتلال، في محاولة لتقويض الجبهة الداخلية الأردنية، والتشكيك بمواقف مشرفة تتسق مع مبادئ الدولة وثوابتها القومية والإنسانية.
وشددوا على أن الرد العملي على إساءاتها لا يكون بالانجرار ورا المهاترات، بل بمواصلة الجهد الميداني والدبلوماسي والإنساني الذي جعل من الأردن صوتا حقيقيا للعدالة وضميرا حيا للأمة، وسط صمت دولي مطبق تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني بمجلس الأعيان محمد داودية، قال إن منصات إعلامية مغرضة تعمل بحرية في دول غربية، منها بريطانيا، تواصل بث محتوى يتضمن معلومات مضللة وافتراءات منذ سنوات طويلة، معتمدة بذلك على التضليل الإعلامي وبث الإشاعات وتزوير الوقائع.
وأشار إلى أن هذه المنصات، باتت توجه حملاتها للمملكة، مستهدفة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، والمؤسسات الوطنية الإغاثية والإنسانية، بخاصة التي تقدم دعمها للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، الأمر الذي لا يخدم سوى أجندات الاحتلال.
وبين أن الأردن بقيادة جلالة الملك ثابت في مواقفه، رافض بحزم لأي محاولات لفرض التهجير أو تغيير الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعكس التزاما واضحا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين المشروعة. لافتا إلى أن مثل هذه الإشاعات، لم تجد طريقها إلى الوعي الشعبي، ولن تنطلي على الأردنيين الواعين الذين يدركون حجم التحديات، ويتابعون جهود مؤسساتهم الوطنية التي تعمل بإخلاص وتفان بخاصة في ميادين العمل الإنساني والإغاثي.
موقف حازم للدولة الأردنية
وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. محمد رسول القطاطشة، أن الدولة، قيادة وشعبا، ومنذ اللحظة الأولى لعدوان الاحتلال على القطاع، تبنت موقفا حازما ودورا رياديا بنصرة الفلسطينيين. مبينا أن جلالة الملك، وعبر تحركاته الدبلوماسية المكثفة، نقل الصوت الفلسطيني للمحافل الدولية، واستخدم لغة قوية بتوصيف ما يجري بغزة، في مواقف حظيت باحترام دولي واسع، وتعكس التزام الأردن التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن مواقف الدولة الأردنية، لم تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت للعمل الإنساني والإغاثي، إذ بادرت عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بإرسال مساعداتها للقطاع، مشددا على أن الأردن لم ينتظر الشكر من أحد، وإنما تحرك من منطلق قومي وإنساني، مؤكدا أن الأردنيين أظهروا دعما واسعا للفلسطينيين، إذ ساهم كل بيت أردني بحملات التبرع، كما أرسلت القوات المسلحة مستشفيين ميدانيين لغزة، بالإضافة إلى مستشفى في نابلس لتقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين.
وقال القطاطشة، إن هذه الحملات المشبوهة، تسعى للنيل من استقرار الأردن، لذا فهي تصب بمصلحة الاحتلال الذي يسعى لتفكيك الجبهة الداخلية، تمهيدا لمخططات الضم والتهجير الذي يروج له، داعيا للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والوقوف خلف جلالة الملك، بخاصة في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.
استهداف متكرر للأردن
من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر صيتان الماضي، أن الاستهداف المتكرر للأردن ودوره وقيادته، ليس جديدا أو طارئا على الدولة التي اعتادت على مواجهة مثل هذه الحملات بمسؤولية وحكمة ووعي وطني راسخ، وهذه الحملات التي تتعرض لها المملكة، لا تشكل حالة استثنائية لم يألفها الأردنيون، بل هي امتداد لمسار طويل من محاولات النيل من الدور الأردني الأصيل والمتميز بالمنطقة، ومن قيادته التي ما فتئت تقوم بواجباتها تجاه الأمة بقيم راسخة وأخلاقية عالية.
وشدد على أهمية وعي الأردنيين لحجم المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد الدولة ومجتمعها وقيادتها، وتسعى للنيل من صمودهم وثقتهم بوطنهم ومؤسساتهم، عبر التشكيك بتاريخهم السياسي والوطني، ودور مؤسساتهم المشرف على مر العقود. لذا من الواجب الوطني عليهم، عدم الالتفات لتلك التقارير المغرضة التي تتقصد الإساءة للأردن ولمات قدمه من مواقف مشرفة، مؤكدا أنها حملات تسعى لبث سمومها لتضليل الرأي العام، مستغلة أدوات الإعلام الحديث دون مسؤولية أو مصداقية.
وأشار إلى أنها لا تتورع عن إطلاق الأكاذيب، دون أي التزام بمعايير المهنية الصحفية أو التحليل السياسي الموضوعي، ولا تملك أدوات التقدير المنصف للمواقف الوطنية، بل تنظر لمن يؤدون واجبهم تجاه أمتهم والإنسانية من زاوية الحقد والتشويه.
موقف الأردن ثابت
بالدفاع عن المقدسات
النائب السابق د. هايل ودعان الدعجة، قال إن الأبعاد الإنسانية والأخلاقية التي تميز مواقف المملكة وتعكسها دبلوماسيتها الرفيعة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، تمثل الرد العملي والواقعي على حملات التضليل والتشكيك التي تستهدف الجهد الأردني الإنساني والإغاثي لدعم الأشقاء في غزة.
وأكد أن هذا الموقف الأردني، يعكس الالتزام بالمبادئ والثوابت الوطنية والقومية تجاه القضية الفلسطينية، التي تظل في مقدمة أولويات جلالة الملك والقيادة الأردنية.
وأوضح أن جلالة الملك دائما ما يشدد على أن القيم الدينية والإنسانية الرافضة للجرائم الوحشية والإبادية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، بخاصة ضد المدنيين الأطفال والنساء، ومنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن الغزيين، ما يعكس التزام الأردن المطلق بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم.
وأضاف إن المواقف الأردنية تعكس التناغم بين القيادة والشعب، وتجسد الالتزام بالثوابت الوطنية والعربية بدعم القضية الفلسطينية، فالأردن مستمر بموقفه الثابت والراسخ في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، عبر الوصاية الهاشمية التي يتبناها جلالة الملك بهذا السياق.
وأضح الدعجة أن الأردن كسر الحصار الظالم على غزة عبر عمليات إنزال جوية نوعية للمساعدات الغذائية والطبية والإغاثية التي نفذت بتوجيهات ملكية، ومشاركة وإشراف مباشر من جلالة الملك، برغم ما كان يحيط بتلك العمليات من مخاطر وتحديات أمنية كبيرة.
ولفت، إلى أن جلالة الملك، قاد بنفسه عمليات الإنزال، وسط أجواء مليئة بالمخاطر، ما أحدث تأثيرا كبيرا في المجتمع الدولي، وأثر إيجابيا على مواقف دول بدأت تحذو حذو الأردن في إطار جهود دولية مشتركة لتخفيف معاناة الفلسطينيين بغزة.
تأجيج الشارع العربي
وقال الباحث بمعهد السياسة والمجتمع، حسين الصرايرة، إن منصات إعلامية مضللة، تركز في سياساتها التحريرية على تأجيج الشارع العربي، ببث النعرات وشق الصفوفـ مضيفا “نواجه كوادر متفرغة تابعة لجهات سياسية محظورة في عدة دول عربية، تسعى لتفتيت الصف الوطني، ولا تستهدف الأردن فقط، بل تمتد لدول شقيقة، وتتمتع بحرية نشر غير منضبطة، ما يسهّل تمرير معلومات تفتقر للدقة والمصداقية عبرها”.
وأوضح أن اعتماد هذه المنصات على مصادر مجهوله، وتجاهلها لمعايير الدقة والتحقق، يوقعها في أخطاء جسيمة تهدد المجتمعات المستهدفة، معتبرا بأن التقرير الذي نشرته منصة من هذا النوع، ضمن “هجمة إعلامية ممنهجة” ضد الأردن، تأتي لاستهداف جهوده بإيصال المساعدات الإنسانية لغزة.
وأكد أن ما حوته هجمتها من اتهامات للاردن وتجن عليه باطل لتنافيه مع الواقع، بخاصة أن الأردن كان أول من فك الحصار عن غزة برًا وجوًا، ولم يساوم يومًا على القضية الفلسطينية أو المساعدات الإنسانية، بل رفض بحزم كل محاولات التهجير أو التوطين، برغم الإغراءات المالية الضخمة، مشددا على أن من يطلق مثل هذه الاتهامات، يسعى لتبرير إخفاقاته.
وقال إن الأردن لم ولن يستغل الحرب على غزة لـ”السمسرة أو المتاجرة”، وليس مسؤولًا عن تعنّت سلطات الاحتلال أو تقاعس المجتمع الدولي، بل يمارس ضغوطًا دبلوماسية متواصلة لإدخال المساعدات، ونجح بذلك عشرات المرات.
بدوره، أكد المحلل السياسي العراقي د. عادل الشمري، أن هذه المواقع، جزء من شبكة إعلامية مرتبطة بأجندات دولية وإقليمية، تستهدف الدول المستقرة، بتشويه الحقائق والتحريض، مضيفا إن الأردن من بين الدول الأكثر عرضة لهذا النوع من الحملات، لدوره الفاعل بدعم فلسطين ورفض التوطين والتهجير.
وانتقد الشمري هذه المنصات، لانعدام مصادرها وموثوقيتها؛ فهي تبحث عن إطار شكلي للمعلومة، فتحوّرها بما يضمن تشويه الحقيقة وتزييفها للإساءة للدول المستهدفة، مشيرا إلى أن الضربة الأمنية الأخيرة التي وجّهها الأردن ضد مخطط إجرامي استهدف أمنه واستقراره، زادت من حدة هذه الحملات، معتبرا بأن توقيت الحملة المغرضة ليس صدفة، بل رد فعل على فشل تلك الجهات زعزعة استقرار المملكة.
من جهته، قال المحلل السياسي د. معاذ أبو دلو، إن هذه المنصة تنشر مواد وفق أجندة موجهة، دون احترام لميثاق الشرف الإعلامي، معتمدة على مصادر ضعيفة أو وهمية، لتزييف الحقائق وتعزيز روايات مغلوطة، مؤكدا ضرورة تحري الدقة والحصول على المعلومات من الجهات الرسمية الأردنية المخولة، مشيرًا إلى أن الأردن لم يتأخر يومًا عن دعم أي بلد عربي في الأزمات وفي غيرها، وأن ما قدمه للفلسطينيين، يفوق كل الادعاءات.-(بترا)
ولا يتوانى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عن مواصلة دوره تجاه الأشقاء في ظل ما يعانونه؛ ما يعكس نهجا وطنيا ثابتا وراسخا، ووفاء قوميا لم يتزعزع برغم التحديات.
وقد حذّر باحثون ومحللون سياسيون من حملات إعلامية ممنهجة لتشويه دور الأردن في دعم الأشقاء بقطاع غزة، عبر بث روايات تفتقر للمصداقية لتضليل الرأي العام.
وأكدوا في أحاديثهم لـ”بترا” أن وعي الأردنيين وحكمة قيادتهم، أفشل تلك المحاولات، وزاد من منعة الأردن ليستمر بتقديم الدعم غير المشروط للأشقاء في فلسطين، باعتباره واجبًا وطنيًا وعروبيا وإنسانيًا.
وأشاروا إلى أن الأردن يقف بثبات إلى جانب الفلسطينيين، مسخّرًا كل إمكاناته لتثبيتهم على أرضهم، ونقل المساعدات للقطاع، ولن يثنيه عن القيام بهذا الواجب أحد.
حملات تديرها
أجندات مشبوهة
خبراء ومحللون سياسيون، أكدوا أن هذه الحملات تدار من جهات ذات أجندات مشبوهة، تخدم روايات الاحتلال، في محاولة لتقويض الجبهة الداخلية الأردنية، والتشكيك بمواقف مشرفة تتسق مع مبادئ الدولة وثوابتها القومية والإنسانية.
وشددوا على أن الرد العملي على إساءاتها لا يكون بالانجرار ورا المهاترات، بل بمواصلة الجهد الميداني والدبلوماسي والإنساني الذي جعل من الأردن صوتا حقيقيا للعدالة وضميرا حيا للأمة، وسط صمت دولي مطبق تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني بمجلس الأعيان محمد داودية، قال إن منصات إعلامية مغرضة تعمل بحرية في دول غربية، منها بريطانيا، تواصل بث محتوى يتضمن معلومات مضللة وافتراءات منذ سنوات طويلة، معتمدة بذلك على التضليل الإعلامي وبث الإشاعات وتزوير الوقائع.
وأشار إلى أن هذه المنصات، باتت توجه حملاتها للمملكة، مستهدفة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، والمؤسسات الوطنية الإغاثية والإنسانية، بخاصة التي تقدم دعمها للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، الأمر الذي لا يخدم سوى أجندات الاحتلال.
وبين أن الأردن بقيادة جلالة الملك ثابت في مواقفه، رافض بحزم لأي محاولات لفرض التهجير أو تغيير الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعكس التزاما واضحا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين المشروعة. لافتا إلى أن مثل هذه الإشاعات، لم تجد طريقها إلى الوعي الشعبي، ولن تنطلي على الأردنيين الواعين الذين يدركون حجم التحديات، ويتابعون جهود مؤسساتهم الوطنية التي تعمل بإخلاص وتفان بخاصة في ميادين العمل الإنساني والإغاثي.
موقف حازم للدولة الأردنية
وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. محمد رسول القطاطشة، أن الدولة، قيادة وشعبا، ومنذ اللحظة الأولى لعدوان الاحتلال على القطاع، تبنت موقفا حازما ودورا رياديا بنصرة الفلسطينيين. مبينا أن جلالة الملك، وعبر تحركاته الدبلوماسية المكثفة، نقل الصوت الفلسطيني للمحافل الدولية، واستخدم لغة قوية بتوصيف ما يجري بغزة، في مواقف حظيت باحترام دولي واسع، وتعكس التزام الأردن التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن مواقف الدولة الأردنية، لم تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت للعمل الإنساني والإغاثي، إذ بادرت عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بإرسال مساعداتها للقطاع، مشددا على أن الأردن لم ينتظر الشكر من أحد، وإنما تحرك من منطلق قومي وإنساني، مؤكدا أن الأردنيين أظهروا دعما واسعا للفلسطينيين، إذ ساهم كل بيت أردني بحملات التبرع، كما أرسلت القوات المسلحة مستشفيين ميدانيين لغزة، بالإضافة إلى مستشفى في نابلس لتقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين.
وقال القطاطشة، إن هذه الحملات المشبوهة، تسعى للنيل من استقرار الأردن، لذا فهي تصب بمصلحة الاحتلال الذي يسعى لتفكيك الجبهة الداخلية، تمهيدا لمخططات الضم والتهجير الذي يروج له، داعيا للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والوقوف خلف جلالة الملك، بخاصة في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.
استهداف متكرر للأردن
من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر صيتان الماضي، أن الاستهداف المتكرر للأردن ودوره وقيادته، ليس جديدا أو طارئا على الدولة التي اعتادت على مواجهة مثل هذه الحملات بمسؤولية وحكمة ووعي وطني راسخ، وهذه الحملات التي تتعرض لها المملكة، لا تشكل حالة استثنائية لم يألفها الأردنيون، بل هي امتداد لمسار طويل من محاولات النيل من الدور الأردني الأصيل والمتميز بالمنطقة، ومن قيادته التي ما فتئت تقوم بواجباتها تجاه الأمة بقيم راسخة وأخلاقية عالية.
وشدد على أهمية وعي الأردنيين لحجم المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد الدولة ومجتمعها وقيادتها، وتسعى للنيل من صمودهم وثقتهم بوطنهم ومؤسساتهم، عبر التشكيك بتاريخهم السياسي والوطني، ودور مؤسساتهم المشرف على مر العقود. لذا من الواجب الوطني عليهم، عدم الالتفات لتلك التقارير المغرضة التي تتقصد الإساءة للأردن ولمات قدمه من مواقف مشرفة، مؤكدا أنها حملات تسعى لبث سمومها لتضليل الرأي العام، مستغلة أدوات الإعلام الحديث دون مسؤولية أو مصداقية.
وأشار إلى أنها لا تتورع عن إطلاق الأكاذيب، دون أي التزام بمعايير المهنية الصحفية أو التحليل السياسي الموضوعي، ولا تملك أدوات التقدير المنصف للمواقف الوطنية، بل تنظر لمن يؤدون واجبهم تجاه أمتهم والإنسانية من زاوية الحقد والتشويه.
موقف الأردن ثابت
بالدفاع عن المقدسات
النائب السابق د. هايل ودعان الدعجة، قال إن الأبعاد الإنسانية والأخلاقية التي تميز مواقف المملكة وتعكسها دبلوماسيتها الرفيعة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، تمثل الرد العملي والواقعي على حملات التضليل والتشكيك التي تستهدف الجهد الأردني الإنساني والإغاثي لدعم الأشقاء في غزة.
وأكد أن هذا الموقف الأردني، يعكس الالتزام بالمبادئ والثوابت الوطنية والقومية تجاه القضية الفلسطينية، التي تظل في مقدمة أولويات جلالة الملك والقيادة الأردنية.
وأوضح أن جلالة الملك دائما ما يشدد على أن القيم الدينية والإنسانية الرافضة للجرائم الوحشية والإبادية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، بخاصة ضد المدنيين الأطفال والنساء، ومنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن الغزيين، ما يعكس التزام الأردن المطلق بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم.
وأضاف إن المواقف الأردنية تعكس التناغم بين القيادة والشعب، وتجسد الالتزام بالثوابت الوطنية والعربية بدعم القضية الفلسطينية، فالأردن مستمر بموقفه الثابت والراسخ في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، عبر الوصاية الهاشمية التي يتبناها جلالة الملك بهذا السياق.
وأضح الدعجة أن الأردن كسر الحصار الظالم على غزة عبر عمليات إنزال جوية نوعية للمساعدات الغذائية والطبية والإغاثية التي نفذت بتوجيهات ملكية، ومشاركة وإشراف مباشر من جلالة الملك، برغم ما كان يحيط بتلك العمليات من مخاطر وتحديات أمنية كبيرة.
ولفت، إلى أن جلالة الملك، قاد بنفسه عمليات الإنزال، وسط أجواء مليئة بالمخاطر، ما أحدث تأثيرا كبيرا في المجتمع الدولي، وأثر إيجابيا على مواقف دول بدأت تحذو حذو الأردن في إطار جهود دولية مشتركة لتخفيف معاناة الفلسطينيين بغزة.
تأجيج الشارع العربي
وقال الباحث بمعهد السياسة والمجتمع، حسين الصرايرة، إن منصات إعلامية مضللة، تركز في سياساتها التحريرية على تأجيج الشارع العربي، ببث النعرات وشق الصفوفـ مضيفا “نواجه كوادر متفرغة تابعة لجهات سياسية محظورة في عدة دول عربية، تسعى لتفتيت الصف الوطني، ولا تستهدف الأردن فقط، بل تمتد لدول شقيقة، وتتمتع بحرية نشر غير منضبطة، ما يسهّل تمرير معلومات تفتقر للدقة والمصداقية عبرها”.
وأوضح أن اعتماد هذه المنصات على مصادر مجهوله، وتجاهلها لمعايير الدقة والتحقق، يوقعها في أخطاء جسيمة تهدد المجتمعات المستهدفة، معتبرا بأن التقرير الذي نشرته منصة من هذا النوع، ضمن “هجمة إعلامية ممنهجة” ضد الأردن، تأتي لاستهداف جهوده بإيصال المساعدات الإنسانية لغزة.
وأكد أن ما حوته هجمتها من اتهامات للاردن وتجن عليه باطل لتنافيه مع الواقع، بخاصة أن الأردن كان أول من فك الحصار عن غزة برًا وجوًا، ولم يساوم يومًا على القضية الفلسطينية أو المساعدات الإنسانية، بل رفض بحزم كل محاولات التهجير أو التوطين، برغم الإغراءات المالية الضخمة، مشددا على أن من يطلق مثل هذه الاتهامات، يسعى لتبرير إخفاقاته.
وقال إن الأردن لم ولن يستغل الحرب على غزة لـ”السمسرة أو المتاجرة”، وليس مسؤولًا عن تعنّت سلطات الاحتلال أو تقاعس المجتمع الدولي، بل يمارس ضغوطًا دبلوماسية متواصلة لإدخال المساعدات، ونجح بذلك عشرات المرات.
بدوره، أكد المحلل السياسي العراقي د. عادل الشمري، أن هذه المواقع، جزء من شبكة إعلامية مرتبطة بأجندات دولية وإقليمية، تستهدف الدول المستقرة، بتشويه الحقائق والتحريض، مضيفا إن الأردن من بين الدول الأكثر عرضة لهذا النوع من الحملات، لدوره الفاعل بدعم فلسطين ورفض التوطين والتهجير.
وانتقد الشمري هذه المنصات، لانعدام مصادرها وموثوقيتها؛ فهي تبحث عن إطار شكلي للمعلومة، فتحوّرها بما يضمن تشويه الحقيقة وتزييفها للإساءة للدول المستهدفة، مشيرا إلى أن الضربة الأمنية الأخيرة التي وجّهها الأردن ضد مخطط إجرامي استهدف أمنه واستقراره، زادت من حدة هذه الحملات، معتبرا بأن توقيت الحملة المغرضة ليس صدفة، بل رد فعل على فشل تلك الجهات زعزعة استقرار المملكة.
من جهته، قال المحلل السياسي د. معاذ أبو دلو، إن هذه المنصة تنشر مواد وفق أجندة موجهة، دون احترام لميثاق الشرف الإعلامي، معتمدة على مصادر ضعيفة أو وهمية، لتزييف الحقائق وتعزيز روايات مغلوطة، مؤكدا ضرورة تحري الدقة والحصول على المعلومات من الجهات الرسمية الأردنية المخولة، مشيرًا إلى أن الأردن لم يتأخر يومًا عن دعم أي بلد عربي في الأزمات وفي غيرها، وأن ما قدمه للفلسطينيين، يفوق كل الادعاءات.-(بترا)
0 تعليق