للمرة الثانية.. ترامب في الخليج

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يرسل الرئيس الأمريكي ترامب من خلال زيارته المرتقبة لثلاث دول خليجية تبدأ يوم غد الثلاثاء 13 مايو 2025 رسالة واضحة للداخل الأمريكي وللعالم بأن منطقة الخليج ودولها العربية هي الأهم بالنسبة له على صعيد العلاقات الدبلوماسية؛ وهو يختارها للمرة الثانية لتكون محطته الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ويفضلها على جميع دول العالم. وقد سبق أن اختار الرئيس ترامب السعودية والخليج كمحطة أولى خارجية في ولايته الأولى وذلك في مايو 2017 أي قبل 8 سنوات.

وتوفر دول الخليج الثلاث التي سيزورها ترامب -السعودية والإمارات وقطر- فرصة ذهبية له للإعلان عن صفقات تجارية وعسكرية بمئات المليارات من الدولارات تساعده على تعزيز صورته أمام ناخبيه الذين وعدهم بجعل اقتصاد أمريكا متيناً وقوياً. و للتذكير فإن السعودية ومع الأيام الأولى من تنصيب ترامب رئيساً للولاية الثانية أعلنت نيتها استثمار 600 مليار دولار خلال أربع سنوات في أمريكا؛ أما الإمارات فتتوقع أن تصل استثماراتها لتريليون دولار وأكثر خلال عشر سنوات.

على صعيد آخر، تأتي الزيارة لتشكّل فرصة للوصول إلى حلول للحرب على غزة وما ستتطلبه من مساهمات مالية كبيرة لإعادة الإعمار والتي ستكون دول الخليج حتماً المصدر الأساسي لها. ونقلاً عن قناة CNBC العربية تؤكد مصادر أن الرئيس ترامب سيُعلن الاعتراف بدولة فلسطينية أثناء زيارته للخليج، وهو أمر إن حصل قد يفتح الطريق لحالة من السلام الدائم في الهلال الخصيب، بل وقد يؤدي إلى انضمام دول إضافية للاتفاقيات الإبراهيمية، ومن ضمنها السعودية، وهذا ما يتمناه ويسعى إليه ترامب الذي يقف وراء هذه الاتفاقيات ويدفع نحوها منذ فترة ليست بالوجيزة.

من جانبها، تهتم دول الخليج بهذه الزيارة التاريخية اهتماماً بالغاً لما لها من دلالات واعتبارات سياسية مهمة أبرزها استمرار الالتزام بالدعم العسكري والأمني الأمريكي لدول المنطقة وما يشكله هذا الدعم من استقرار لها وحماية لمصالحها. أيضاً تمهّد هذه الزيارة لتعاون دول الخليج مع أمريكا في صناعة أشباه الموصلات semiconductors التي يُعتمد عليها في ما يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة من برامج ذكاء اصطناعي وسيارات كهربائية وإلكترونيات ذكية وغيرها، خاصة مع رغبة كل من السعودية والإمارات دخول هذا المجال من الصناعات الحديثة والاستثمار فيه بسخاء من باب التنويع الاقتصادي.

والمُتوقع أن يُعلن خلال الزيارة اعتماد الولايات المتحدة اسم الخليج العربي رسمياً بدلاً من الخليج الفارسي، الأمر الذي يحسم الجدل بشأن تسمية الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره ثلث إمدادات النفط العالمية. وهذا يعني أن كل ما هو صادر من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الإنتاج العلمي والفكري والإعلامي الغزير من دراسات وكتب وخطابات وخرائط ومنصات إعلامية سيعتمد هذه التسمية من الآن فصاعداً، مما يعزّز من انتشار استخدام الاسم في العالم أجمع. ويُعدّ ذلك مكسباً معنوياً كبيراً لدول الخليج العربية التي طالما اعتبرت الخليج جزءاً لا يتجزّأ منها ومن هويتها.

وفي السطور الأخيرة أذكر بأن دول الخليج العربي اليوم تلعب أدواراً في غاية الأهمية في كثير من قضايا العالم، فهي اليوم محطة رئيسة من خلال السعودية للمفاوضات الروسية الأوكرانية والتي تأتي برعاية أمريكية، وهي حاضرة من خلال سلطنة عُمان في المفاوضات بين إيران وأمريكا. كما أنها المرجع الأساسي حول أي حلّ يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ولا يُنسى نفوذها وعلاقاتها الوطيدة مع أغلب الدول العربية وحالياً مع سوريا الجديدة ولبنان بعد تقليم مخالب إيران. كما تعتمد اقتصادات دول كثيرة على استثماراتها المالية الضخمة، وهي مركز لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وموطن للمشاريع التنموية الكبرى. ولهذا كله وأكثر، يختارها ترامب مرة ثانية ليبدأ فيها مشواره من الزيارات الخارجية.

تحليق منفرد

عُرف عن الإمام الشافعي الفراسة وسرعة البديهة، فلما سُئل اختباراً؛ شَرَبَ مسلمان عاقلان الخمر فلماذا يُقام الحدّ على الأول ولا يُقام على الآخر؟

أجاب: الأول كان بالغاً والثاني صبياً..!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق