ترند "هدايا المعلمين".. لفتة إنسانية من الطلبة وآراء تراه تجاوزا للحدود

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- لقطات مؤثرة ومليئة بالمشاعر التي قلما تظهر بين الطلبة والمعلمين، سواء في المدارس أو الجامعات، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا. مئات الطلبة شاركوا مقاطع وصورا توثق ردود أفعال معلميهم على مواقف عفوية ومفاجئة، مثل تقديم الورود أو الشوكولاتة دون سابق إنذار أو مناسبة محددة.اضافة اعلان
وفي مشهد أصبح شائعا، يقوم أحد الطلبة أثناء الشرح بإهداء معلمه نوعا من الحلوى المفضلة لديه، ليتبعه باقي الطلبة، كل منهم يقدم قطعة مختلفة من الحلوى للمدرس. هذه المبادرات العفوية، التي تعبر عن الحب والامتنان، تحولت إلى "ترند" عالمي.
ضحكات وأحيانا عناق بين المدرس وطلابه في لحظات بسيطة وعفوية تعكس عمق المحبة التي يكنها الطلبة لمعلمهم. هذه المواقف تتيح للجميع الخروج من روتين الدراسة الجاف، والاستمتاع بلحظات مميزة تبقى في الذاكرة لكل من الطالب والمعلم. وكسر الصورة النمطية التي يروج لها البعض عن توتر العلاقات بين المدرسين وطلبتهم.
 هذا "الترند" مرتبط بالشباب واليافعين، وحظي بتفاعل واسع داخل المجتمع، حيث رأى الكثيرون في هذه المبادرات تعبيرا عفويا عن الامتنان، فيما اعتبر البعض الآخر أنها "تتجاوز الحدود المهنية التي يجب أن تكون أكثر جدية بين الطرفين". كما وصفها آخرون بأنها "مجرد مشاعر مصطنعة تُظهر المعلم سواء في المدرسة أو الجامعة وكأنه ينتظر تكريما بسيطا من طلبته".
في أحد المقاطع التي حظيت بتفاعل واسع بين الجمهور، ظهرت مدرسة في إحدى الجامعات وهي تتلقى مفاجأة من طلابها، ما أثار ردود أفعال إيجابية كبيرة.
 وعلقت مي الزعبي على المقطع قائلة: "هذا أجمل ترند رأيته! حركة لطيفة من الطلاب تعبر عن كمية هائلة من الحب والاحترام والتقدير. هذه اللحظة ستبقى في ذاكرة المدرس لسنوات طويلة. كل الحب والاحترام لمن أطلق هذا الترند المميز".
علق أيسر وليد: "عندما ترى مثل هذه المواقف، تدرك أن هذا الجيل مفعم بمعاني الإنسانية والإخاء. وتعكس امتنان الطلبة لمدرستهم.
وفي تعليق آخر، قال جمال وليد: "الهدية ليست بقيمتها المادية، ونعلم أن المعلم ليس بحاجة إليها، لكنها تحمل معنى عميقا من طلابه. إنها تعبير عن تقديرهم لجهوده، وتترك بصمة إيجابية في نفوس المعلمين والطلبة على المدى البعيد".
في رأي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر الطرف الرافض لهذا الترند عن وجهة نظره بأن العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطالب يجب أن تبقى قائمة على أسس مهنية وأكاديمية واضحة، حيث يكون للأستاذ دور الموجه والمرشد، وللطالب دور المتعلم والباحث عن المعرفة، مع التأكيد على أهمية الأبعاد الإنسانية في تعزيز هذه العلاقة.
وأشار آخرون إلى أن مثل هذه المبادرات قد تضع بعض الطلاب، خاصة من ذوي الدخل المحدود، في موقف محرج لعدم قدرتهم على تقديم الهدايا، مما قد يساهم في خلق فجوة اجتماعية بينهم وبين زملائهم.
يرى المعارضون لهذه الفكرة أن تقديم الهدايا، مثل الشوكولاتة أو غيرها، قد يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الطالب والأستاذ، وما إذا كانت تؤثر على مبادئ العدالة والمهنية التي يجب أن تحكمها. فالأستاذ يؤدي عمله كجزء من واجبه الأكاديمي والإنساني، وليس كعمل يتطلب مقابلا ماديا أو عاطفيا. الاحترام المتبادل بين الطرفين لا يقاس بالهدايا، بل بالتزامهما المشترك نحو تحقيق الأهداف الأكاديمية.
وفي تعليق على هذه المقاطع واختلاف وجهات النظر حولها، قالت فاطمة علاقمة: هي لفتة جميلة من الطلبة، يكفي أنهم اختاروا مدرسا واحدا من بين جميع المدرسين لتقديم الشوكولاتة أو غيرها، سواء تحت مسمى الترند أو غيره. هذه المبادرة تعبر عن المودة والمحبة، وكما قال الرسول الكريم: "تهادوا تحابوا".
أما منى جاد، فقد علقت: "فكرة رائعة تعبر عن الاحترام بطريقة بسيطة تناسب الطلبة. الهدايا تبدو رمزية وبسيطة، ربما لأنها من مصروفهم الشخصي. نحن فخورون جدا بما يقدمه مدرسونا في مختلف أماكنهم".
اللافت في العديد من المقاطع التي تم بثها هو أن بعض المدرسين في الجامعات لم يتمالكوا دموعهم، التي انهمرت تأثرا وفرحا بالسعادة التي عبر عنها الطلبة تجاههم. هذه المبادرات العفوية، التي يقدمها الطلبة للمدرس الأقرب إلى قلوبهم، تحمل معاني عميقة من المحبة والامتنان المتبادل. وما هذه الدموع إلا انعكاس لهذا التقدير المتبادل، حتى لو كانت الهدايا رمزية وبسيطة، لا تتجاوز حبات من “الشوكولاتة”.
الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة يؤكد على أهمية بناء علاقة ودية ومتوازنة بين المدرس وطلبته، تقوم على الاحترام والتقدير في مختلف المراحل الدراسية. ويرى أن هذه العلاقة تسهم في تسهيل العملية التعليمية، وتوفير أجواء إيجابية تنعكس على نفسية الطلاب، وتعزز تركيزهم وحبهم للمواد الدراسية.
وأشار مطارنة إلى أن الطالب يسعى دائما للقيام بأفعال ينال من خلالها رضا المعلم وقبوله، خاصة إذا كان المدرس يتمتع بشخصية مرنة ومحبوبة. لكنه شدد على ضرورة أن يحافظ المدرس على مهنية تعامله مع الطلبة، مع تذكره أن هؤلاء الطلبة أشبه بأبنائه، وأن أي فعل نابع من المودة والاحترام إنما يعكس أسلوبه وطريقته في التعامل معهم.
ويشدد مطارنة على أن العلاقة بين الطالب والمدرس يجب أن تقوم على وجود قدوة حسنة من المعلم، لأن الطالب، على اختلاف مراحله الدراسية، يقضي ساعات طويلة في المدرسة أو الجامعة، ويتعلم الكثير من مدرسيه. ردود الفعل الإيجابية التي يتلقاها الطلاب، سواء كانوا أطفالا أو يافعين أو شبابا، تظل عالقة في أذهانهم وتؤثر في حياتهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين على المدى البعيد. لذا، من المهم أن يكون المدرس على قدر كاف من الوعي والتفهم لطلبته، وطريقة تعامله معهم في مختلف المواقف.
ويشدد مطارنة على أن العلاقة بين الطالب والمدرس يجب أن تكون مبنية على قدوة حسنة من المعلم، حيث يبقى الطالب، على اختلاف مراحله الدراسية، لساعات طويلة في المدرسة أو الجامعة ويتعلم الكثير من مدرسيه. ردود الفعل الإيجابية التي يراها الأطفال أو اليافعون والشباب من المعلم تظل عالقة في أذهانهم وتؤثر على حياتهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين على المدى الطويل. لذلك، من الضروري أن يكون المدرس على درجة عالية من الوعي والتفهم لطلبته وطريقة تعامله معهم في مختلف المواقف.
ومصطلح "الترند" في عالم التواصل الاجتماعي، فيشير إلى الأحداث أو الأخبار والوسوم والفيديوهات التي تصبح شائعة بسرعة بين المستخدمين. هذه الظواهر تحظى بتفاعل واسع من رواد المنصات، حيث يقوم الكثيرون بإعادة تمثيلها أو التنافس لإبداع نسخ أجمل وأكثر تأثيرا. ويأتي الهدف هو تحقيق أكبر عدد ممكن من المشاركات والتعليقات والإعجابات، مما يعزز من انتشارها في كل مكان.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق