أكدت الكاتبة والفيلسوفة الجزائرية الفرنسية رزيقة عدنانى، الباحثة فى الفكر الإسلامى، أن سوريا طوت حاليًا صفحة النهضة، التى بدأت فى المنطقة بحلول القرن التاسع عشر، وتتحول حاليًا إلى أفغانستان جديدة، بعد تأثرها بما حدث فى المنطقة والعالم من تغيرات جيوسياسية إثر الحرب على غزة، التى أضعفت نظام الرئيس بشار الأسد، بعدما فقد السند الإيرانى، مشيرة إلى أن ما غيره «أبومحمد الجولانى»، زعيم ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، هو طريقة لباسه فقط، خاصة أن إلقاء أول خطاباته بالجامع الأموى يعنى إقصاء النساء والأقليات من المشهد السورى.
وأوضحت عضو المجلس التوجيهى لمؤسسة «إسلام فرنسا»، وعضو المجلس العلمى للمركز المدنى لدراسة الحادث الدينى «CCEFR»، خلال حديثها إلى «الدستور»، أن الإسلام السياسى لم يبدأ فى القرن العشرين، بل منذ بداية الإسلام نفسه، وأن كل الدول الإسلامية تطبقه ما دامت لا تفصل بين الدين والسياسة، مشيرة إلى أن الوعى هو وسيلة مواجهة الإسلام السياسى، فيما لن تكون نهايته إلا بعمل داخل الإسلام نفسه، ليكون دينًا فقط، مع تخليص الإسلام من جزئه السياسى، وهو ما يتطلب شجاعة كبيرة من السياسيين والمتدينين على حد سواء.
■ بداية.. كيف ترين ما حدث فى سوريا ووصول جماعات الإسلام السياسى إلى الحكم فيها؟
- وصول أبومحمد الجولانى، أو أحمد الشرع، قائد «جبهة النصرة» أو «هيئة تحرير الشام»، المتطرفة، إلى الحكم فى سوريا معناه أن سوريا قد طوت الصفحة الكبيرة من تاريخ المجتمعات الإسلامية، وهى صفحة النهضة، وما أنجزته من إصلاحات وحققته فى ميدان الحقوق والحريات، وعادت إلى زمن ما قبل النهضة أى ما قبل الحداثة وما قبل القرن التاسع عشر، لأن عملية العودة إلى الماضى، التى أرادها الإسلاميون المحافظون المتطرفون، على رأسهم الإخوان، لم ينجُ منها أى مجتمع إسلامى.
وهدف هذه العملية لم يكن وضع حد لحركة النهضة فقط، وإنما محو كل منجزاتها وكأنها لم تحدث، وما يحدث اليوم فى الدول الإسلامية دليل على نجاح مشروعهم.
لذا، فإن ما يحدث فى سوريا هو وصول الإسلام السياسى فى صورته الأكثر تطرفًا إلى السلطة.
■ هل يمكن القول إن سوريا تتحول إلى أفغانستان جديدة تحت حكم «طالبان»؟
- «الطالبانية» لا توجد فى أفغانستان فقط وإنما فى كل الدول الإسلامية، وتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة ليس فيه أى شك، فالغربيون فقط هم الذين يبحثون عن شىء إيجابى عند «الجولانى» يقنعون به أنفسهم بأنه ليس سلفيًا متطرفًا، ويواسون به أنفسهم على عدم قدرتهم على الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل، مثلما كانوا يفعلون فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين.
وأقول هذا لأن العبودية، مثلًا، ألغيت فى المجتمعات الإسلامية بفضل نشاط الغربيين المعارضين لهذه العادة القديمة السيئة، التى هى جريمة فى حق الإنسانية.
■ كيف تقرئين التغير الذى طرأ على تصريحات «الجولانى» ومظهره فى الفترة الأخيرة؟
- على الرغم من أن «الجولانى» يقول إنه تغير، فهناك علامات تدل على أن ما غيره هو طريقة لباسه وليس فهمه أو تطبيقه للإسلام والسياسة.
وأولى هذه العلامات اختياره الجامع الأموى لإلقاء خطابه الأول عند وصوله إلى دمشق، كرئيس جديد للبلد، فقد أعطى العالم أجمع دليلًا لا لبس فيه على نواياه فى تطبيق إسلام سياسى متشدد، لأنه بهذا الاختيار يجدد عهد الخلفاء والأمراء الذين كان يتم تنصيبهم فى الحكم ومبايعتهم فى المسجد، ويؤكد رغبته فى إبعاد النساء من السياسة وميدان اتخاذ القرارات، ما دام رجال الدين قد قرروا منع النساء من قاعة الصلاة، فلم تحضر النساء خطبته التى كانت للرجال فقط، ويؤكد، كذلك، إبعاد الأقليات الدينية، بمن فى ذلك المسلمون الذين ليسوا من السنة.
واختيار المسجد هو قرار سياسى يضع سوريا بعيدًا عما أنجزته فى عصر النهضة من تحديث للدولة، وبعيدًا جدًا عن دستور ١٩٣٠، الذى ينص فى مادته «٦» على أنه لا يجوز أى تمييز فى المعاملة بين السوريين على أساس الدين أو العقيدة أو العرق أو اللغة.
وأيضًا رئيس الحكومة الجديد، محمد البشير، الذى عينه «الجولانى»، قام بإلقاء خطبة فى المسجد يوم الجمعة، وهو علامة أخرى على مسح كل الحدود التى تفصل بين ما هو سياسى وما هو دينى فى سياسة «هيئة تحرير الشام».
والملاحظة الأخرى تتعلق بحكومة «الجولانى» التى ليس فيها امرأة واحدة، أى أن نصف المجتمع السورى، أى النساء، ليس ممثلًا فى الحكومة السورية الجديدة، وهذا الموقف السلبى من المرأة والرغبة فى إبعاد النساء من الحياة السياسية، بالإضافة إلى قوانين التمييز الجنسى الأخرى، هى نقاط تجمع بين كل الإسلاميين.
■ هل يمكن أن تشهد سوريا حربًا أهلية وانقسامات بعد سيطرة «هيئة تحرير الشام» على الحكم؟
- يمكن أن تدخل سوريا فى حرب أهلية ما دامت تتكون كمجتمع من جماعات إسلامية كثيرة وطوائف مختلفة، فليس هناك ثقافة ديمقراطية تجعل الكل يخضع لاختيار الأغلبية، لكن المؤكد أن سوريا وقعت تحت سيطرة الإسلام الداعشى اللا إنسانى مع وصول الهيئة إلى الحكم، و«الجولانى»- مثلما قلت- أعطى علامات كثيرة لا تترك مجالًا للشك فى نواياه الإسلامية الأصولية.
■ ما العلاقة بين ما حدث فى سوريا وما حدث ويحدث فى غزة الآن؟
- أكيد أن هناك علاقة بين ما يحدث فى سوريا وما يحدث فى غزة، بل إن الوضعية الجيوسياسية فى الشرق الأوسط تبين أن ما يحدث فى سوريا هو امتداد لما يحدث فى غزة، ولا يجب علينا أن نغفل أن بشار الأسد كان عدوًا مشتركًا لـ«الجولانى» وكذلك لإسرائيل، بصفته حليف إيران، وأن الحرب بين إيران وإسرائيل أضعفت طهران، وبالتالى أفقدت بشار الأسد سنده فى المنطقة، ما سهّل على «الجولانى» إسقاطه والسيطرة على الحكم.
وهناك احتمال بأن تكون إسرائيل قد ساعدت «الجولانى» فى استيلائه على الحكم فى سوريا، لأن إسرائيل- مثل كل الدول- ما يحركها هو منفعتها الداخلية والخارجية، وهى تستفيد من كل ما يحدث فى المنطقة من الحروب وعدم الاستقرار الذى يتسبب فيه الإسلام السياسى فى سوريا وفى غزة.
لذا، فالإسلام السياسى ليس فى صالح الدول الإسلامية من الناحية الجيوسياسية أيضًا.
■ هل يمكن فى ظل هذه الظروف أن يعود تنظيم «داعش» إلى الساحة؟
- تنظيم «داعش» عاد إلى سوريا، فلا يهم الاسم الذى يطلقه على نفسه، وما نلاحظه اليوم هو أن الكثير من التنظيمات الداعشية، بتشجيع لما حدث فى سوريا وأفغانستان، بدأت تتحرك على شبكات التواصل الاجتماعى فى كثير من الدول العربية، وفى الدول المغاربية.
ويمكن جدًا فى الظروف الجيوسياسية للعالم اليوم أن تصل إلى السلطة فى بعض الأماكن الأخرى، إذا لم تكن الشعوب واعية بأكاذيب خطابها، خاصة بما تمثله من مخاطر على مستقبل المجتمعات وحقوق الأفراد، خاصة النساء، لأنهن الشريحة الاجتماعية الأولى التى يهددها الإسلاميون المتطرفون.
ومثلما قلت فى كتابى الأخير «الخروج من الإسلاموية»، فإن مواجهة الإسلام السياسى لا تكون إلا بوعى الأفراد وتسلّحهم بالمعرفة، وأولاها معرفة أن غاية هذه الجماعات، التى تريد العودة بالمجتمعات الإسلامية ما قبل عصر النهضة، هى العودة إلى زمن التخلف، والتخلف معناه الضعف، وثانيها هو الوعى بأن الحركات الإسلامية تمارس السياسة ليس من أجل صالح الأفراد والدولة ولكن من أجل إرضاء الله أو ما تعتقد أنه يرضى الله، وهو انحراف للدولة عن وظيفتها، والدولة التى تنحرف عن وظيفتها تهدد الأفراد والمجتمع، والأكيد أن المجتمع الذى يمنع النساء، نصف أفراده، من التعلم والعمل، أى المساهمة فى الإنتاج، يسبب لنفسه الفقر، والدولة الفقيرة لا يمكنها الدفاع عن نفسها ضد الأطماع الخارجية.
وعلينا الوعى ومعرفة أن حركة النهضة قامت فى القرن التاسع عشر لأن المفكرين والسياسيين أرادوا إخراج مجتمعاتهم من التخلف الذى كانت فيه، مقارنة بما وصلت إليه الحضارة العصرية، فهذا الضعف هو الذى جعلها أطماعًا للغير، وأوقعها تحت الاستعمار، ولن يكون الاستعمار هذه المرة هو فرنسا وإنجلترا، ولكن الصين والهند والروس والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
■ ماذا عن جماعة الإخوان؟
- مثلما قلت فى كتابى الأخير «الخروج من الإسلاموية»، لم يبلغ الإسلام السياسى فى كل تاريخه هذه القوة والقرب من هدفه اللذين يعرفهما فى بداية القرن الواحد والعشرين، خاصة حركة الإخوان، التى تتمتع اليوم بنفوذ كبير فى العالم العربى وفى المغرب الكبير.
■ فى أى شىء تختلف جماعة الإخوان باعتبارها أم تنظيمات الإسلام السياسى عن «طالبان» و«القاعدة» و«هيئة تحرير الشام»؟
- جماعة الإخوان ليست أم كل جماعات الإسلام السياسى، فتاريخ المسلمين يبين أنه عرف جماعات كثيرة للإسلام السياسى، البعض منها كان عنيفًا جدًا كالخوارج، فالإسلام السياسى لم يبدأ فى القرن العشرين، ولا مع الإخوان، وهو لا يختلف من جماعة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى؛ إلا من حيث درجة تطبيق الشريعة، وكذلك الطابع السلفى.
وكل الدول الإسلامية تطبق الإسلام السياسى ما دامت لا تفصل بين الإسلام والسياسة، لكنها تختلف عن نسخة الإسلام السياسى الذى تريد «طالبان» أو «القاعدة» فرضه على الشعب الأفغانى، خاصة النساء.
ويمكن التعرف على هذه الجماعات بأن كلها أول ما تعلن عنه عندما تصل السلطة، هو حرمان النساء من حقوقهن، ابتداء من فرض الحجاب، الذى هو سلاح الإسلاميين وأولهم الإخوان.
لذا، فى سوريا يتعين علينا أن نتوقع، مثل «طالبان»، إعلانات عن قواعد لحبس النساء، وتزويج الفتيات فى سن التاسعة.
■ هل يمكن أن تشهد دول مثل العراق واليمن والسودان، وغيرها نفس المشهد وتقع تحت سيطرة نفس الجماعات؟
- اليوم يمكن أن نقول إن كل الدول الإسلامية وقعت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة، مع الاختلاف فى درجة تطرفها، وهو ما شرحته فى كتابى الأخير، فالإسلام السياسى المتطرف فى صعود مستمر فى العالم الإسلامى، مهددًا إياه بالعودة إلى الماضى الذى لا يعرف لا حقوق الإنسان ولا المساواة بين الأفراد، خاصة بين المرأة والرجل، ولا الحرية الفردية، رغم أن بعض آيات القرآن تؤكد عليها، ولكن رجال الدين نسخوا هذه الآيات.
■ فى تقديرك.. ما الأسباب التى أدت لعودة جماعات الإسلام السياسى إلى الساحة السياسية مرة أخرى؟
- جماعات الإسلام السياسى لم تعد إلى الساحة السياسية مرة أخرى لسبب واحد، وهو أنها لم تغادرها، وإن كانت قد ضعفت فى فترة النهضة، مع مشروع تحديث تنظيم «داعش».
وما نشاهده اليوم هو عودة الإسلام السياسى إلى قوته، واستيلاء بعض الجماعات التى تمارس الإسلام السياسى المتطرف على السلطة مرة أخرى، بعد وصولها قبل ذلك مصر وتونس والمغرب، وإن كانت طريقة الوصول مختلفة، لأنها وصلت أولًا عن طريق الاقتراع وليس السلاح، مثلما حدث فى أفغانستان وسوريا اليوم. والإسلام السياسى هو الإسلام الذى يمارس السياسة التى تستمد مشروعيتها من الدين، بل حتى القوانين التى تنظم بها الدولة، ما مكن الإسلاميين من تضييق الفصل بين الدين والسياسة.
وأسباب وصول الجماعات إلى السلطة، هى التحولات الجيوسياسية التى يعرفها العالم اليوم، خاصة فى الشرق الأوسط، وكذلك ضعف الغرب الذى لم يعد قادرًا على الدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق النساء والأطفال خاصة.
بالإضافة إلى عودة «طالبان» إلى الحكم، واعتراف الكثير من الدول بدولتها، رغم أنها لا تحترم حقوق الإنسان الأساسية، وهو ما شجع الكثير من الإسلاميين المتطرفين على تكثيف نشاطهم السياسى، معتقدين أنهم ليسوا بعيدين عن هدفهم الذى يتمثل فى فرض فهمهم وتصورهم وتطبيقهم الدين، ليس فقط على كل المسلمين، وإنما على كل البشرية.
وكذلك كون جماعة الإخوان تحظى بتجربة كبيرة فى ميدان النشاط السياسى، وضف إلى ذلك ما تتمتع به من التدعيم المالى من طرف بعض الدول الغنية، كقطر، التى تنشر هى أيضًا الوهابية فى المجتمعات الإسلامية، وأيضًا فشل الأنظمة التى حكمت الدول الإسلامية بشكل عام فى أن تقيم دولًا ديمقراطية تحترم الحريات وتحقق العدالة بين الأفراد، ما يجعل الشعوب فى هذه المجتمعات فى غليان مستمر، وتعانى الشعور بالظلم، ما يولد لديها عدم الاستقرار النفسى والاجتماعى والسياسى من جهة، ومن جهة أخرى اعتقاد كثير من أفرادها بأن الإسلاميين سيخلصونهم من ظلم حكامهم، مثل حكم بشار الأسد فى سوريا.
■ ما المخاطر التى تمثلها جماعات الإسلام السياسى على الدول الغربية؟
- الإسلام السياسى يمثل مشكلة كبيرة فى الغرب، لأنه يهدد مباشرة الحضارة الغربية وما أنتجته من قيم إنسانية، ما دام الإسلام السياسى المتطرف لا يعترف إلا بالماضى ويعتبر أن التاريخ بدأ فى القرن السابع وانتهى فى القرن نفسه.
والإسلام السياسى يغذى، أيضًا، اليمين المتطرف فى الغرب، ما يشكل خطرًا على المسلمين الذين لا يريدون إلا العيش فى سلام.
■ كيف يمكن وقف تمدد هذه الجماعات فى الدول العربية التى يعانى بعضها أصلًا ظروفًا اقتصادية وسياسية صعبة؟
- الإسلام السياسى أو إسلام الشريعة، مثلما أسميه، يتكون من بُعدين، الأول دينى والثانى قانونى سياسى، ومنطقيًا فإن نهاية الإسلام السياسى لن تكون إلا إذا أصبح الإسلام ليس سياسيًا، أى إذا تخلص من بُعده السياسى، أى من الشريعة كقوانين لتنظيم المجتمع، ليصبح دينًا فقط يهتم بما يتعلق بعلاقة المسلم بربه، وتكون السياسة سياسة فقط، أى لا تهتم بإرضاء الله أو ورجال الدين، وإنما بالاستجابة لمتطلبات الأفراد وتحقيق مصالحهم الاقتصادية والسياسية. أى أن الإسلام السياسى، سواء كان متطرفًا أو غير متطرف، لا يمكن وقفه إلا بالفصل بين الإسلام والسياسة، أو الإسلام والشريعة كقوانين تنظم المجتمع.
لذلك أقول دائمًا، إن نهاية الإسلام السياسى لا تكون إلا بالعمل داخل الإسلام؛ لكى يكون الإسلام دينًا فقط، وهكذا يمكن أن نخلص المجتمعات الإسلامية من الإسلام السياسى.
والفترة الوحيدة التى عرفت المجتمعات الإسلامية نوعًا من التخفيف بين الخلط بين السياسة والدين، دون الفصل التام بينهما، كانت فى بداية القرن العشرين.
وتخليص الإسلام من جزئه السياسى يتطلب شجاعة كبيرة من طرف السياسيين والمتدينين، من طرف المتدينين لأن هذا يعنى أنهم يتخلون عند السلطة السياسية وهذا ما لا يقبلونه بسهولة، لأن الإنسان يحب السلطة والتحكم فى الغير، ومن طرف السياسيين لأن ذلك يعنى أنهم لن يختفوا وراء الله لتبرير أخطائهم، وإنما يتحملون مسئوليتها أمام الشعب، وهو ما يحدث بالنسبة مثلًا للقوانين التمييزية فى حق المرأة التى يدعون أن الله هو الذى أرادها لكى لا يتحملوا مسئولية الظلم الذى تسببه للنساء.
كيف ترين الدور المصرى فى مواجهة جماعات الإسلام السياسى؟
- مصر هى نقطة انطلاق النهضة فى بداية القرن التاسع عشر، وهى أيضًا نقطة انطلاق التراجع إلى الماضى مع ظهور حركة الإخوان، أكبر حركة إسلامية سلفية فى العصر الحديث، التى تهدد مصر وكل العالم الإسلامى.
وتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى لإبعاد الإخوان من الحكم فى سنة ٢٠١٣ كان ضروريًا لإنقاذ مصر والشعب المصرى من هذيان الإخوان الخطير، والإسلاميين الذين همهم ليس تطوير البلاد ولكن حجز مكانتهم فى الجنة.
والإسلاميون هم أكثر الناس أنانية، ولكن محاربة الإخوان لا تعنى نهاية الإسلام السياسى، لأن هذا الأخير ليس متوقفًا على الإخوان مثلما يدعى الكثير من الجامعيين الفرنسيين مثلًا، لأن نهاية الإسلام السياسى لن تكون إلا إذا تخلى الإسلام عن بعده السياسى، أى إذا أصبح الإسلام دينًا فقط وليس سياسة، وبتعبير آخر، إذا حدث فصل بين السياسة والدين، وهو ما يتطلب عملًا داخل الإسلام نفسه.
0 تعليق