أيهما أولاً؟ الحوثي أم الحشد الشعبي؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع احتدام الأحداث التي تشهدها المنطقة منذ سقوط نظام بشار الأسد، وقبلها تضعضع "حزب الله" اللبناني بشكل كبير، فإن ما يسمى بمحور المقاومة -أو المتبقي منه- أصبح متوجساً، ومترقباً، وعلى ما يبدو متسائلاً عمن سيكون عليه الدور في الأيام المقبلة؟ هل سيكون على ميليشيا الحوثي في اليمن؟ أم ميليشيا "الحشد الشعبي" في العراق؟

إسرائيل ومعها الولايات المتحدة وبريطانيا بدأت تلك الدول بتوجيه قواتها العسكرية تجاه ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث نفذت قبل أيام سلسلة من ضربات عسكرية مكثفة، اعتبرتها قناة BBC في أحد تقاريرها الأكثر تدميراً في اليمن، والتي استهدفت أحد الموانئ النفطية في الحديدة، ومحطتين لإنتاج الطاقة الكهربائية شمالي صنعاء وجنوبها، وأيضاً استهداف مديرية معين بصنعاء، وعلى ما يبدو أن تلك الميليشيا الإرهابية ستعيش أياماً صعبة قادمة، لتشرب من ذات الكأس الذي سقته الشعب اليمني الشقيق لسنوات طويلة.

واستهداف إسرائيل لميليشيا الحوثي الإرهابية، جاء رداً على استهداف الأخيرة للداخل الإسرائيلي عبر مسيّراتها، وهو ما قد تعتبره إسرائيل "دفاعاً عن النفس"، ولعل إسرائيل تنتهج سياسة الاغتيالات، واستهداف الشخصيات البارزة في تلك الميليشيا، وهي ذات السياسة التي تم تنفيذها على عناصر من "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية، وهذا السيناريو هو ما أشارت إليه سفيرة الولايات المتحدة السابقة جينا وينستانلي لقناة "الحرة"، واعتبرته خياراً متاحاً لإسرائيل.

وهناك ترجيح آخر، يشير إلى أن ميليشيا الحشد الشعبي في العراق قد يأتيها الدور قبل الحوثي، بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن لبغداد مؤخراً، حيث تناقلت تقارير إعلامية أن بلينكن، حذّر الحكومة العراقية من خطر تعرّض العراق لهجوم عسكري، ما لم يتم حل "الحشد الشعبي"، ونزع سلاحه. بمعنى آخر، إن نزع سلاح الفصائل المسلحة المنضوية في "الحشد الشعبي"، سيتم إما بالسلم أو بالقوة من قِبل جهات خارجية، وهذا ما صرّح به مستشار رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الصميدعي، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

إن ما يسمّى بـ"محور المقاومة" على ما يبدو يشعر الآن بتضييق الخناق عليه أكثر من أي وقت مضى، بعدما تقلّص ذلك المحور كثيراً، ولا يُستبعد أن يأتي الدور في القريب العاجل على ما تبقى منه، وتحديداً ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وقرينتها "الحوثي" في اليمن، في إشارة إلى أن الصورة العامة لهذا المحور قد تتشوّه أو تختفي معالمها في أوائل العام الميلادي الجديد، ليبقى السؤال الأهم قائماً، وهو من سيُقضى عليه أولاً؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق