يعتبر البحث العلمي ركيزة أساسية لقيام الحضارات، وهو البوصلة التي تحدد مسار التطور والتنمية، فبها يتطور اقتصاد الأمم، وبها تتحقق رفاهية العيش للإنسان، فلم تقم حضارة على جهل وإقلال، إن وجود منظومة بحث علمي قوية يعزز جودة التعليم من خلال توفير بيئة أكاديمية محفزة للإبداع، فالجامعات تستثمر في البحث العلمي، وتساهم في إعداد أجيال قادرة على الابتكار والإبداع، فهو يشجع على الاكتشاف، ويوجد حلولاً للمشكلات التي يعاني منها الإنسان، بهدف تحسين جودة حياته. ومما لا شك فيه فإن البحث العلمي يعلي من شأن الأمم، ويجعلها في المقدمة، ويجعلها شريكاً فاعلاً في صياغة مستقبل البشرية. ويجعل لها القيادة والسيادة.
إن النجاح له عنوان عريض لا يخفى على أحد، بهذه العبارة افتتح الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله يوسف الحواج، منتدى الدكتوراه الأول في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأهلية، والذي يأتي متزامناً مع باكورة إطلاق برنامج الدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال، فالجامعة منذ البداية تدرك أهمية البحث العلمي وضرورة الاستثمار فيه، وعملت في هذا الاتجاه، ونجحت لتضع البحرين في قائمة الدول المنتجة للبحوث وعلى هذا الأساس نجحت الجامعة الأهلية في التصنيفات الجامعية، واعتلت القمة لتكون في المرتبة السابعة عشرة بين أكثر من 350 جامعة عربية حسب التصنيف الأخير لمؤسسية التايمز للتعليم العالي كما تبوأت المركز العاشر عالميا في جودة التعليم.
وأوضح عميد كلية الآداب والعلوم البروفيسور عماد العسالي أن هذا المنتدى يمثل منصة استثنائية لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون بين الأكاديميين والممارسين الإعلاميين وصنّاع القرار. فالجامعة تنمي قدرة الطالب على إعداد أبحاث علمية وفق المعايير العالمية لتكون صالح للنشر في قواعد البينات المختصة بنشر الأبحاث العلمية مثل: (SCOPUS)، web of science، وتعتبر الجامعة أن نشر الأبحاث العلمية في دور النشر وقواعد البينات متطلب أساسي لنيل الطالب درجة الماجستير وكذلك درجة الدكتوراه، وهو مؤشر هام على جودة مخرجات التعليم بها.
ولعل ما يميز أساتذة الجامعات قدرتهم على إعداد أبحاث علمية تسهم في عملية التنمية لذا تدعم الجامعة، وتشجع الأساتذة على نشر أبحاث علمية، ولعل هذا المنتدى العلمي لهو دليل على مدى الاهتمام بالبحث العلمي، حيث يقدم نحو خمسين بحثاً علمياً بأيادٍ طلبة مرحلة الدكتوراه، وليس من خلال علماء أو أكاديميين متمرسين على البحث العلمي وخوض معارك التفكير، والتوغل في حقول المعرفة بفعل تراكم الخبرات ومرور الزمن الطويل، فطموح الجامعة أن تخرج بحوث طلابها إلى عالمنا المعاصر بنتائج تؤكد جودة أبحاث الجامعة وصدق مسعى القائمين عليها، وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الحواج، ويبرز عمق إيمانهم بالله وبالوطن وبأنفسهم، كما أن المجلة العلمية التي تصدرها الجامعة، والتي تحمل اسم الجامعة، من المجلات العلمية العالمية وهي مصنفة في (SCOPUS) بمعامل تأثير 7.5، حيث تتضمن هذه المجلة أبحاثاً علمية في مجالات مختلفة.
وعموماً، فإن اهتمام الجامعات بالبحث العلمي، لا يعتبر وسيلة لرفع كفاءة الخريجين فحسب، بل هو استثمار طويل المدى في مستقبل الدول إذا ما طبقت تلك الأبحاث، وكانت ركيزة لريادة الأعمال، وتشكل أحد الموارد الاقتصادية للدول. خاصة من خلال الأبحاث التطبيقية، التي تدعم الإنتاجية وتطوير قطاعات جديدة.
0 تعليق