أمل محمد أمين
تشتكي بعض الأمهات من سرقة أطفالهم للأغراض سواء من محلات تجارية أو أصدقائهم، ويشعر الوالدان بعار كبير وخزي من ابنهم أو ابنتهم التي تسرق أشياء زملائها في المدرسة، وما بين الاعتذار للضحية والذهول من تصرف الابن يضيع الأبوان في متاهات محاولة إيجاد الحل ومعرفة سبب فعلة ابنهم الشنيعة، خاصة أن معظم الأبناء الذين يسرقون يكونون في عائلات ثرية أو لديهم أب وأم يدللونهما حتى الفساد وهو أمر مثير للانتباه!
وتتعدّد أسباب سرقة الأطفال، ونحن نتحدث هنا عن الأطفال أكبر من خمس سنوات، لأن أقل من هذا لا يكون واعياً لما يفعل، ومن أكثر الأسباب شيوعاً لسرقة الطفل استخدامه للسرقة كوسيلة انتقام من والديه، قد يكون دافع الطفل للسرقة هو الانتقام، فمثلاً يتوهم بعض الأطفال أو يشعرون بإهمال أو كره والديهم لهم، وذلك نتيجة لأسلوبهم الصارم، فيلجأ الأطفال إلى السرقة بهدف الانتقام، فقد يسرق الطفل والده بهدف مضايقته، أو يسرق أحد زملائه لكي ينتقم منه، وذلك لأنه يغار منه بسبب تفوقه وتميّزه عليه، وقد يلجأ الطفل إلى السرقة بهدف حب الاستطلاع، فمثلاً قد يكون لدى أحد الوالدين حرص كبير على شيء معيّن فيمنع اقتراب طفله منه، وهنا يلجأ الطفل إلى سرقته حباً في الاستطلاع والتعرّف على الشيء الذي يخفيه والداه عنه.
وفي بعض الأحيان يكون التدليل الزائد هو أحد دوافع السرقة عند الأطفال، فالطفل الذي تعوّد على الحصول على أي شيء يريده، ثم فوجئ بالرفض والمنع لطلب من طلباته، قد يلجأ إلى السرقة للحصول عليه. وقد يكون السبب هو التفاخر، فبعض الأطفال قد يشاهدون مثلاً ألعاباً مميزة مع أصدقائهم يتفاخرون بها، فيشعرون بالغيرة، وقد يلجؤون إلى سرقة المال لشراء لعبة شبيهة بها أو أفضل منها؛ لكي يتفاخروا بها كأصحابهم، مدّعين أن والديهم أو أحد أقاربهم قد اشتراها لهم.
وتتعدّد حلول مشكلة سرقات الأطفال وتبدأ من بناء علاقة ثقة قوية بين الطفل وأحد والديه ليتحدث معهم بصراحة ودون خوف عما يسبب له القلق ليتمكن الأطفال أيضاً من التعبير عن احتياجاتهم دون تردّد أو خوف من ردود آبائهم.
أيضاً يجب على الوالدين عدم التشهير بطفلهم أمام إخوته وأصدقائه في حال ثبوت السرقة عليه، وأيضاً عدم مناداته بألفاظ تجرح كرامته؛ مثل عبارة: "يا سارق، أو يا لص"، بل البحث دائماً عن طريقة لمعالجته من هذا السلوك بهدوء واتزان؛ حتى لا يجعلوا منه لصاً حقيقياً، كما يجب على الوالدين تخصيص مصروف ثابت لأبنائهم، وإن كان بسيطاً، فيساعدهم في شراء احتياجاتهم، حتى لا يلجؤوا إلى السرقة، والأهم أن يشرح الآباء والمعلمون للأطفال خطورة جريمة السرقة، وتحريم الدين والقانون لها، بعبارات سهلة ومفهومة، وكيف أنه لو كان في مكان الضحية كان قد تألم كثيراً وشعر بالحزن لفقدان ما يملك.
0 تعليق