مشروع "مرسى زايد".. كيف سينعكس على الواقع الاستثماري في العقبة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
العقبة - يمثل مشروع "مرسى زايد"، الذي يُعد من أضخم المشاريع العقارية والاستثمارية في منطقة البحر الأحمر والأول من نوعه على الواجهة البحرية للعقبة، رؤية طموحة للنهوض بالواقع الاستثماري في العقبة لتصبح مركزا اقتصاديا وسياحيا عالميا.اضافة اعلان
المشروع الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الدولية، وخاصة الإماراتية، من شأنه تعزيز الروافد الاقتصادية للقطاع البحري في الأردن والمساهمة في استقطاب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل وتعزيز مكانة العقبة كوجهة استثمارية وسياحية، انسجاما مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.
وكان رئيس الوزراء جعفر حسان قد وضع حجر الأساس للمشروع الذي يتميز بتكامله بين الأنشطة السكنية، والسياحية، والتجارية، والمينائية، مما يجعله نموذجا فريدا من نوعه في الأردن.
ويأتي تدشين المشروع في إطار علاقات التعاون الإستراتيجية الوثيقة بين دولة الإمارات والأردن، التي توّجت بتوقيع مذكرات تفاهم لحزمة مشاريع استثمارية، تصل قيمتها إلى نحو 5.5 مليار دولار في عام 2023، واتفاقية الشركة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى مستويات جديدة من النمو المتبادل قبل نحو 3 أشهر.
وقال الخبير في المجال التنموي الدكتور محمد الفرجات: "إن المشروع يرسخ مكانة الاستثمارات الإماراتية كأكبر المستثمرين في العقبة من خلال التعاون مع مجموعة موانئ أبوظبي وماج القابضة، ويعزز ثقة المستثمرين الأجانب في البيئة الاستثمارية الأردنية"، مشيرا إلى "أن تطوير منشآت فندقية عالمية المستوى ومنطقة المارينا واليخوت يعزز مكانة العقبة كمركز سياحي بحري إقليمي ودولي، بالإضافة إلى دعم محطة العقبة للسفن السياحية، ما يسهم في زيادة حركة السياحة البحرية، وبالتالي دعم الاقتصاد المحلي عبر الفنادق والمطاعم والتجارة".
وأضاف الفرجات، "أن إنشاء 1260 وحدة سكنية و117 محلا تجاريا يعزز سوق العقارات ويوفر فرصا استثمارية للعقاريين والمستثمرين المحليين، ويطور نظام (مجتمع الموانئ) في مقطع آيلة الذي سيحدث نقلة نوعية في العمليات التشغيلية للموانئ، مما يزيد من كفاءة التجارة والخدمات اللوجستية، إلى جانب أن المشروع سيخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ما يسهم في تقليل معدلات البطالة في العقبة والمناطق المجاورة، ويحفز القطاعات الخدمية المساندة، كـشركات النقل، والمطاعم، والأنشطة الترفيهية، ما سيقود إلى نمو الاقتصاد المحلي بشكل مستدام".
ويأتي المشروع تنفيذا للاتفاقيات التي وقعتها مجموعة موانئ أبوظبي، أحد المحركات الرئيسة للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في العالم، مع هيئة تطوير العقبة في وقت سابق، والتي نتج عنها افتتاح محطة العقبة للسفن السياحية في كانون الثاني (يناير) عام 2023، وإبرام اتفاقية مساهمين العام الماضي بين ذراعها الرقمية "مجموعة مقطع للتكنولوجيا" وشركة تطوير العقبة، لتعزيز أنشطة مشروعهما المشترك "مقطع آيلة"، الذي سيقوم بإحداث طفرة تقنية نوعية في العمليات التشغيلية لميناء العقبة، من خلال تطبيق "نظام مجتمع الموانئ".
ويمتد المشروع على أرض تبلغ مساحتها 3.2 مليون م²، ويهدف في مرحلته الأولى إلى تطوير مشروع "مرسى زايد ريفيرا"، الذي يضم أربعة أبراج سكنية ومنطقة المارينا، التي تضم مجمعا سكنيا متكاملا يشمل 1260 وحدة سكنية و117 محل تجزئة، بالإضافة إلى فندق وشقق فندقية بسعة 360 غرفة، كما تضم المرحلة الأولى منطقة السوق القديم بواقع 50 محل تجزئة، وتجديد منارة ميناء العقبة، وناديا ومرسى لليخوت ومحطة العقبة للسفن السياحية.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز: "إننا نسعد بعلاقات التعاون مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، والتي تأطرت في العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج والبروتوكولات التي من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون ورفع حجم الاستثمار الإماراتي، حيث تصنف الاستثمارات الإماراتية الأعلى في المملكة وفي العقبة".
ولفت الفايز إلى "أن منظومة الموانئ في العقبة أصبحت محط الأنظار كونها تربط ثلاث قارات، وتستقبل خطوط السفن من جميع بلدان العالم"، مؤكدا "أن العلاقات مع الأشقاء في الإمارات تعطي دعما حقيقيا من خلال المساهمة في الأنشطة الاقتصادية والسياحية والاستثمارية، وهذا كله يبرز مدى عمق العلاقة الصادقة التي تجمعنا بالإخوة في دولة الإمارات، وتؤسس لمستقبل أفضل وأشمل للطرق الاستثمارية والاقتصادية التي تستهدف إيجاد فرص أعمال في جميع المجالات والأعمال التشغيلية".
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، "فإن مشروع مرسى زايد ليس مجرد مشروع استثماري، بل هو خطوة إستراتيجية تهدف لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمجتمع المحلي. كما سيسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية للمدينة، لتكون وجهة متميزة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في رفع مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الوطني. علاوة على ذلك، يعد هذا المشروع حافزا للاستثمارات المستقبلية، حيث يعكس بيئة الأردن الجاذبة للاستثمار والتطوير".
وأضاف الصفدي: "نحن ملتزمون تماما بتسريع الاستثمارات في مدينة العقبة من خلال توفير فرص استثمارية واعدة، وتركيزنا ينصب على تبسيط إجراءات الاستثمار وتعزيز البنية التحتية من أجل ترسيخ مكانة العقبة مركزا رائدا للأعمال والابتكار".
ويقول مؤسس ورئيس مجلس إدارة "مجموعة ماج القابضة" موفق أحمد القداح: "يسرنا أن نشارك في أحد أكثر المشاريع العقارية تميزا في منطقة البحر الأحمر، حيث سيعزز الروافد الاقتصادية للقطاع البحري في الأردن، وسيؤسس لنظام ساحلي نشط، يحفز النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط. وسنعمل من خلال هذا المشروع على تقديم خدماتنا الحائزة على جوائز عديدة لمتعاملينا المحليين والدوليين بما يحقق المنفعة المتبادلة لأصحاب العلاقة والمجتمعات التي نعمل بها".
ووفق العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي الكابتن محمد جمعة الشامسي، "فإن حفل التدشين يمثل خطوة مهمة في إطار خطتنا الإستراتيجية لدعم جهود الحكومة الأردنية في تطوير العقبة لتكون وجهة عالمية رائدة للسياحة والتنمية الاقتصادية"، مؤكدا "أن المشروع يمثل إضافة قيمة اقتصادية لهذه المنطقة الجميلة، ما يوفر فرصا لحياة أفضل للشعب الأردني".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق