رسائل ومقتطفات

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* عندما نتحدث عن "الإخلاص" في العمل و"صدق النوايا"، فإننا نتحدث عن "البركة" التي يجنيها المرء إن أحسن صنعه في الحياة كلها، وإن أخلص نواياه في عمل الخير. فالبركة تحل على صاحبها إن استطاع أن يجعل كل حركاته وسكناته لله عز وجل وحده، يبتغي رضاه، ويسير في قوافل الخير كلما سنحت له الفرصة. كثيراً ما نغفل في أعمالنا عن "الاحتساب" و"الإحسان"، في حين يجعلها البعض في صدارة أولوياته، بل يكتبها ضمن رؤيته، فيحتسب كل عمل من أعمال حياته لله عز وجل وحده، ويُحسن في أدائه حتى يرتقي إلى منازل العبودية والقرب من الله سبحانه وتعالى. فالإحسان الذي تتشوق إليه هذه الفئة هو بلوغ المعنى السامي: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". اللهم اجعلنا منهم، يا رب.

* المطلع على أعمال بعض الجمعيات الخيرية المتميزة في العمل الإنساني، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "جمعية العون المباشر" بدولة الكويت الشقيقة، يلحظ روح التعاون بين العاملين، و"الإحسان" المتجسد في أعمالهم، مما أسهم في توسيع أنشطتهم في أفريقيا، لبركة وأثر مؤسسها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله وتقبل منه ما قدم. فقد اعتبروا أن كل مدرس وعامل في مختلف الدول، يمثل رسالة الجمعية وسمعتها ورؤيتها. كما أن ثقة الناس في مشروعات هذه الجمعية مكّنتها من تنفيذ مبادرات تنموية تترك وراءها "أثراً مستداماً". من الجميل أن تكون لديك بيئة عمل مُحفزة على الخير في العمل الإنساني، والأجمل أن يجتمع كل العاملين على هدف مشترك يسعون لتحقيقه، فيترك كل فرد منهم أثراً في صاحبه، ويعينه على استكمال مسيرته في إنجاز المشروعات الخيرية.

* رسالتي للقلوب التي لم تستوعب بعد حجم أدوارها في الحياة، ولم تسعَ لتحقيق إنجازات ذات أثر، ولم تنجب أفكاراً خيرية تزيد من الأجور الخالدة: لا تستسلموا للكسل، ولا تركنوا للراحة، ولا تكونوا عبئاً على الآخرين في تحمل سقطاتكم وأخطائكم، بل سارعوا لنفض غبار العجز، وانهضوا لميدان الخير. أنتم وحدكم من يستطيع رسم مكانته، وحجز مقعده في مساحات الخير. رسالتي التي أوجهها لنفسي أولاً: الحياة تمضي سريعاً، والقطار لا ينتظر من لم يجهز نفسه للركوب قبل انطلاقه. احجزوا المقاعد الأمامية التي تتيح لكم الاستمتاع بالمناظر الخلابة، وكونوا الصورة المثلى التي تحلمون بها. صورة لا تهتز مع صخب الحياة، ولا تتبدل مع تقلبات الدهر، ولا تتأثر بسموم البشر وطبائعهم المزرية، بل تتلألأ ملامحها على جدران القلوب، فتجذب الآخرين إليها، وتظل محبة خالدة لا تتزعزع، وإن تباعدت الأجساد.

* عندما أتحدث إلى صديقي الجالس على "كرسي العطاء"، وأتأمل ملامح وجهه، وأسمع طيب كلامه، وألتقي به بعد انقطاع، وأحس بدفء احتضانه وحرارة سلامه، أتأمل حالي، وأشكر نعمة "الصحة والعافية"، وأندهش من صموده كالجبال في محطات العطاء. مازال طموحاً، يرنو ببصره إلى مستقبل مشرق، ويسعى للارتقاء بإنجازاته السابقة. يحب أن يعطي، ويجعل من قصته الملهمة نموذجاً في الخير والعطاء والنجاح والصبر والكفاح، ليتعلم منها الشباب، فلا يكونون في عداد الموتى وهم أحياء يُرزقون، ولا يعيشون في شتات من أمرهم، أو مجرد أسماء داخل جدران بيوتهم بلا أثر يُذكر. صديقي المقعد عرفته منذ فترة وجيزة، لكن "المحبة" التي جمعتنا جعلتنا وكأننا تعارفنا منذ سنوات. أخجل من أن أسميه "مُقعداً"، فهو أكبر من ذلك، إنه صفحة مضيئة من العطاء والمجد والإشراق في الحياة، ومدرّب في مدرسة القيم، وصانع سعادة في هذا الكون. خرج من تحت الركام ليقول للعالم: "الحياة جميلة"، نجملها بأيدينا، بقناعتنا، بحبنا للخير، بكفاحنا وصمودنا، وبصبرنا على الابتلاءات. القوة الحقيقية يبنيها المرء بقربه من الله، وهكذا سار صاحبي، وهكذا أدرك معنى الحياة، وهكذا أحبه الناس، وقدم العطاء لمن حوله. لم يقل يوماً إنه عاجز عن اللحاق بركب الناجحين، بل مضى بأسلوبه المتميز، وانتصر على عجز قدميه، واستثمر قصته ليجعلها فصلاً من فصول الأثر الجميل في حياة الآخرين. سر يا صاحبي كما عهدتك، بإرادتك وعزيمتك.

ومضة أمل

اللهم أسعدنا بالقرب منك، ولا تؤاخذنا بتقصيرنا، وتقبل منا إحساننا وعملنا، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق