الدنيا لاتزال بخير..

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استوقفني مقطع فيديو مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي يدل على الإنسانية التي مازالت موجودة لدى البعض في زمن باتت القسوة فيه أكثر حضوراً، المشهد يتمثل في أن رجل سبعيني جسّد أسمى معاني الإنسانية والرحمة حين طلبت منه فتاة أن يقدّم نفسه على أنه والدها لأنها يتيمة الأب وأن يتصل بالطبيب لمعرفة نتيجة الفحوصات الطبية التي أجرتها مؤخراً، ليكتشف الرجل خلال المكالمة بأن الفتاة مصابة بمرض السرطان، وهنا كانت الصدمة لكنه استطاع التعامل مع الموقف بحكمة ليخفف من وقع الخبر على هذه الفتاة، حيث أخبرها بأن الفحوصات أظهرت فقط بأن هناك التهابات يمكن معالجتها من خلال تناول الأدوية وأنه يجب عليها زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن، وهي لا تعلم بأنها مصابة بالسرطان، ولكن تصرّف هذا الرجل بعفوية يعكس طيبة قلبه والحرص على مشاعر الآخرين، وهو نموذج يؤكد بأن الدنيا مازالت بخير عندما تتحرك الرحمة في قلوب الناس الطيبة.

وفي تجربة اجتماعية كانت هي الأخرى مؤثرة وفي مقطع فيديو مغاير في المضمون ولكن يصبّ في أن الخير والطيبة مازالت موجودة، وهذا الموقف يتمثل عندما توجهت فتاة إلى رجل في الستين من عمره، طالبة منه المساعدة في مواجهة خطيبها الذي كان يضغط عليها للمشاركة في إعلانات تجارية تدر المال عليه، مستغلاً حبها له وظروفها الصعبة، لم يتردد الرجل الستيني لحظة واحدة في الوقوف بجانبها، فطلب الهاتف واتصل بالخطيب مباشرة، متحدثاً إليه بكل حزم وشجاعة، ولم يكن الاتصال مجرد عتاب بل كان موقفاً حازماً من رجل يرى في هذه الفتاة ابنة له تستحق الاحترام والحماية لا سلعة تستغل من أجل المال كما يفعل خطيبها الذي أكد له أن من يحب شخصاً لا يستغله لمصلحته الخاصة بل يسعى إلى دعمه واحترام مشاعره، هذه التجربة أثبتت بأن القيم النبيلة لاتزال حية وأنه يجب حماية الضعفاء بدلاً من استغلالهم.

ومن هنا نؤكد بأنه ووسط إيقاع الحياة السريع وانشغال الناس بمشاغلهم اليومية تبقى الإنسانية والطيبة من القيم الأساسية التي يجب ألا تغيب عن قلوبنا، الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة قد تكون طوق نجاة لشخص يمر بظروف صعبة، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية المحبة والتراحم بين الناس، فقال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فليكن في قلوبنا دائماً متسع للخير لأن أثره لا يضيع بل يعود إلينا بسلام داخلي وحياة أكثر معنى.

همسة

لاتزال الطيبة تسكن القلوب حتى في أكثر المواقف قسوة، ولعلنا نكون جميعاً مثل هذا الرجل أو ذاك في التخفيف عن غيرنا حين يثقلهم الألم وأن نختار الرحمة في قلوبنا بدلاً من القسوة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق