قوة دفاع البحرين.. مسيرة متواصلة تكتب فصولاً من العزّة والولاء

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوم الأربعاء الماضي 5 فبراير 2025 كان موعد الاحتفاء بالذكرى السابعة والخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين، هذه المؤسسة التي أثبتت على مرّ العقود أنّها ركيزة الأمن والاستقرار والدرع الحصين للوطن، ورمزٌ للعطاء الذي لا ينضب، وحضورٌ فاعلٌ على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. إنّ الخامس من فبراير 1968 يُعدّ لحظةً فارقة في تاريخ مملكة البحرين، ومناسبةً يزداد فيها شعورنا بالفخر والاعتزاز بما قدّمته قوة الدفاع ورجالاتها الأوفياء في سبيل رفعة المملكة وأمنها.

منذ تأسيسها، ارتكزت قوة دفاع البحرين على رؤية رسمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، وتُرجمت إلى إنجازاتٍ متتاليةٍ من خلال اهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وإشراف صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين. أثمر هذا الدعم عن تأسيس صرح عسكري متطور يشمل مختلف الأسلحة والتشكيلات، واستقطاب أحدث التكنولوجيا العسكرية، إدراكاً من القيادة الحكيمة لأهمية التكامل بين التنمية الشاملة وبين توفير مظلّة أمنية تحمي مكتسبات الوطن.

على مدى سبعة وخمسين عاماً، سجّلت قوة دفاع البحرين إنجازات وطنية وإقليمية وإنسانية، فانخرطت في مهمّات الدفاع والأمن، وأبلت بلاءً مشهوداً في التحالفات العربية والخليجية والدولية، وقدّمت التضحيات في ميادين مختلفة، رافعةً راية البحرين بشرفٍ وكرامة. كما كان لأبنائها دورٌ فاعلٌ في إرساء الأمن واستقرار المنطقة، لتغدو قوّتنا العسكرية عنواناً للعزّة والولاء، ونموذجاً للرؤية المستنيرة والالتزام الوطني.

إنّ دور قوة دفاع البحرين لم يقتصر يوماً على البُعد العسكري فحسب، بل تجاوز ذلك إلى مساندة جهود التنمية والتطوّر بالمملكة، من خلال مستشفياتها ومراكزها الطبية التي تقدّم الخدمات للمواطنين جنباً إلى جنب مع منتسبي القوة، وهو ما يعكس التزامها المتواصل بالتفاعل الإنساني والمسؤولية الاجتماعية. كما تميّزت القوة بانفتاحها على التعاون الإقليمي والدولي عبر تمثيلها في المحافل العسكرية المشتركة، والمشاركة في مهام إنسانية وإغاثية، فضلاً عن دورها الفاعل في منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

أدركت قوة دفاع البحرين مبكراً أنّ التفوّق في العصر الحديث لا يُبنى فقط على العتاد العسكري التقليدي، فحرصت على تبنّي أحدث التقنيات، وتطوير منظومات ابتكار داخليّة، وإطلاق مبادرات رائدة كمثل "جائزة ناصر بن حمد للابتكار العسكري"، التي تعكس رؤية قيادة البلاد بأهمية الإبداع في تعزيز القدرات وتطوير الكوادر الوطنية. إنّ هذا التكامل بين العنصر البشري المتدرب والتجهيزات الحديثة قد رسّخ مكانة قوة دفاع البحرين واحدة من المؤسسات العسكرية الأكثر تطوراً وكفاءة.

وفي الوقت الذي نستذكر فيه هذه الإنجازات، فإنّنا نؤكد أنّ قوة دفاع البحرين لم تكن يوماً بعيدةً عن مجتمعها؛ فلقد شقّت طريقها نحو القلوب حينما أفسحت المجال أمام المتطوعين المدنيين للانضمام إلى قوتها الاحتياطية، ليكونوا عضدًا إضافيًا يساند رجالاتها في المهمات الوطنية. وفي هذا السياق، كانت لي شخصيًا فرصةٌ من العمر، حين نلتُ شرف التخرج ضمن الدفعة الأولى من المتطوعين المدنيين بالقوة الاحتياطية بقوة دفاع البحرين. وقد أكرمني الله آنذاك بأن ألقي كلمة المتطوعين في دفعتنا بالدفاع الجوي. شعرتُ مع زملائي حينها وعند أدائنا للقسم بأننا نقف في قلب الوطن، ذلك الإحساس العظيم عندما تكون جزءاً من الحدث الذي تصنعه سواعد رجالات قوة دفاع البحرين في الذود عن ترابه وحماية مقدّراته.

ختاماً، إنّ الكلمات تبقى عاجزةً عن وصف ذلك الحماس الذي يملأ القلوب والصدور كلما مرّت بنا ذكرى تأسيس هذه المؤسسة الوطنية الراسخة. فهي ذكرياتٌ تتجدد فتغذّي فينا معنى الولاء والفداء، وتذكّرنا دائماً بأنّ حبّ الوطن عملٌ وإنجازٌ قبل أن يكون شعوراً، وأنّ للبحرين على أبنائها دَيناً بالوفاء والذود عن حياضها مهما تغيرت الظروف. إنّ قوة دفاع البحرين تجسّد بامتياز ذلك الحبّ، وتمنحنا جميعاً الشرف والفخر بأن تكون لنا يدٌ في حماية راية المملكة ورفعتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق