في فجر جديد من فجر البحرين، وبين صفحات التاريخ المشرقة، وُلد ميثاق العمل الوطني، ليس مجرد وثيقة تُقرأ، بل كان نبراساً أضاء دروب المستقبل، وعهداً جديداً عبّر بالبحرين نحو الدستورية ومن شعب صابر إلى أمة عامرة بالرخاء والعمران.
لقد كان الميثاق، بمثابة البذرة التي غُرست في تربة الوطن، فأنبتت شجرة وارفة الظلال، أصلها ثابت في الأرض، وفرعها في السماء. شجرة حملت في ثمارها الدروسَ المستفادة، والنتائجَ الملموسة، التي حوّلت البحرين إلى نموذجٍ يُحتذى به في المنطقة والعالم.
كان الميثاقُ نقطةَ التحول الكبرى في مسيرة البحرين، فبعد سنوات من الانتظار، تحولت المملكة إلى دولة دستورية، تُحكم بالعدلِ والقانون، وتُدار بالشورى والمشاركة. لقد كان الميثاق هو الجسر الذي عبرت منه البحرين من عهدٍ إلى عهد، ومن واقع إلى واقع أجمل.
أصبح الحكمُ مؤسسياً، تُشارك فيه السلطاتُ التشريعيةُ والتنفيذيةُ والقضائيةُ، في تناغم تام، لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن. لقد أرسى الميثاق قواعد الديمقراطية الحقيقية، التي تُعلي من شأن المواطن، وتجعلُه شريكاً في صنع القرار.
لم تكن النهضة الدستورية وحدها هي ثمرة الميثاق، بل كانت هناك نهضة اقتصادية غيرت وجه البحرين، وحسّنت مستوى معيشة المواطنين. لقد حوّل الميثاق البحرين من دولة تعتمد على موارد محدودة،إلى مركز اقتصادي عالمي، يجذب الاستثمارات، ويُشجّع الابتكار ويُنمّي الثروات.
فبفضل الميثاق، أصبحت البحرينُ مركزاً مالياً يُشار إليه بالبنان، ووجهة سياحية تجذب الزوار من كل حدبٍ وصوب. لقد ارتفعَ مستوى الدخل الفردي، وتحسّنت الخدمات العامة، وازدهرت البنية التحتية، حتى أصبحت البحرين جنة للعيش الكريم.
لقد كان الميثاق هو البوصلة التي قادت البحرين إلى شواطئ التنمية المستدامة. وشهدت البحرين طفرة عمرانية غير مسبوقة، فانتشرت المدن الحديثة، وازدهرت المشاريعُ السكنيةُ، وتوسّعت الطرقُ والجسورُ، حتى أصبحت المملكة لوحة فنية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
لكن أعظم ما قدمه الميثاق، هو أنه وضع المواطن في قلب المشروع الوطني. لقد حوّل الميثاق البحرين من شتات إلى وحدة، ومن فرقة إلى تماسك. لقد أصبح المواطن هو الغاية والوسيلة، هو الهدف والطريق.
فبفضل الميثاق، تحسّنت الخدمات الصحية والتعليمية، وازدادت فرصُ العمل، وارتفع مستوى المعيشة، لقد أصبح المواطن البحريني يعيش في رفاهية، ويتمتعُ بحقوق كاملة، ويُشارك في بناء وطنه بكل فخر واعتزاز.
لقد كان ميثاق العمل الوطني، عهداً من نور، أضاء دروبَ البحرين، وحوّلها من أرض صغيرة إلى دولة عظيمة. لقد كان الميثاق هو البداية الحقيقية لنهضة شاملة، لم تكن اقتصادية أو سياسية فحسب، بل كانت نهضة إنسانية، وضعت المواطن في القلب، وجعلت البحرينَ جنة للعيش الكريم.
واليوم تواصل البحرين، تحت قيادة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مسيرتها نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، مرتكزة على المبادئ التي أرسى دعائمها الميثاق، ليظل شاهداً على رؤية وطنية طموحة قادت البحرين إلى الريادة والاستدامة.
فاللهم احفظ البحرين، وأدم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، واجعلها دوماً في مقدمة الدول الرائدة.
0 تعليق